أحدث الحكايا

ابن قلاقس…الشَّاعرُ الذي أعادهُ مطران والسُّنباطي إلى النُّور(١)

يكادُ يكونُ ابن قلاقس شاعرًا مجهولًا في ثقافتنا العربية، على الرغم من أنَّ خليل مطران قد قدَّم في بدايات القرن العشرين الميلادي منتخباتٍ من شِعْره، لكنها للأسف لم يُعد طبعها، كما لا توجدُ دراساتٌ أكاديميةٌ كافيةٌ حول شِعْره وحياته الغامضة الغريبة الملأى بالعجائب، إذْ إنه ابن السَّفر والرحلة، وأيضًا هو لم يعش حياةً طويلةً مثل غيره من شُعراء عصره، ولا أحد يذكُرُه، ولا أحدَ يطبعُ شعرَهُ الذي كان شهيرًا في زمانه؛ كي يكونَ مُتاحًا أمام قارىء الشِّعْر خُصوصًا، والقارىء بشكلٍ عام.

 

شاعرٌ غريبٌ في سلوكه وحياته، مات ولم يبلغ الأربعين من عُمره  في “عيذاب” على شاطىء البحر الأحمر شوال سنة سبع وستين وخمسمائة هجرية، وهو المكانُ نفسُه الذي مات ودُفِنَ فيه القُطب الصوفي أبو الحسن الشاذلي بعد ابن قلاقس بنحو مئة سنة، حيثُ توفى الشاذلي بوادي حُميثرة بصحراء عيذاب، وكان مُتوجِّهًا إلى مكة في أوائل ذي القعدة 656 هجرية.

 

الشاعر اللبناني خليل مطران

 

عاش ابن قلاقس – (وقلاقس: بقافيْن، الأولى مفتوحة والثانية مكسُورة وبينهما لام ألف وفي آخره سين مُهمَلة، وهو جمع قلقاس بضم القاف وهو معروف)- فريدًا سائحًا جوَّالًا، جوَّابَ آفاقٍ، كان كثيرَ الترحال، مُحبًّا لركوب البحر، وزاد من ذلك اشتغاله بالتجارة، وعبَّر عن هذا الحُب بقوله:

 

“والناسُ كُثْرٌ ولكنْ لا يُقدَّرُ لي

إلا مُرافقةُ الملاّحِ والحادي”

 

كان ابن قلاقس سائحا جوالا كثير الترحال – لوحة تعبيرية

 

ورُبَّما يكون الفضلُ الأكبر للتعريف به يعُود إلى الموسيقار رياض السنباطي (30 نوفمبر 1906 – 10 سبتمبر 1981) عندما اختار من شعره قصيدة “كتمتَ الهوى حتى أضرَّ بك الكتْمُ” لتغنِّيها المطربة المصرية اللبنانية سعاد محمد (2 فبراير 1926 – 4 يوليو 2011).

 

 

كان يُلقَّب بالمجيد والبليغ، وبالقاضي الأعزّ، وكان على غير عادة شُعراء مصر قد استقر بصحراء عيذاب، لتوسُّطها بين مصر والحجاز واليمن، تبعًا لاقتضاء مصالحه التجارية.

 

 

 

ويمكنكم الاطلاع على الأجزاء السابقة من هذا المقال عبر الروابط التالية 👇🏻

ابن قلاقس..الشَّاعرُ الذي أعادهُ مطران والسُّنباطي إلى النُّور(٣)

ابن قلاقس..الشَّاعرُ الذي أعادهُ مطران والسُّنباطي إلى النُّور(٢)

 

 

 

عن أحمد الشهاوي

أحمد الشهاوي، شاعر وكاتب مصري من مواليد 1960. له دواوين شعرية عديدة، وإصدارات نثرية في أدب العشق والتصوف وفلسفة الدين، ورواية أخيرة هي "حجاب الساحر". تُرجمت أعماله إلى لغات عديدة منها الإنجليزية، والهولندية، والفرنسية، والإسبانية، والتركية، وغيرها، عضو في الموسوعة العالمية للشعر Who's who منذ عام 1992. أجريت دراسات عديدة وأطروحات ماجستير ودكتوراه حول كتاباته وأساليبه والظاهرة الصوفية في أشعاره، ودراسات حول أساليب وتقنيات ترجمة أعماله الشعرية إلى لغات مختلفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *