لطالما أسرتني ملامح الفنانة المكسيكية فريدا كالو في البورتريهات العديدة التي رسمتها لنفسها، بعينيها القويتين، وحاجبيها المتصلين، والشارب الخفيف، وطوق الورود الذي تضعه غالباً على شعرها.
ولعل نظرتها القوية التي تنفذ إلى أعماقك عندما تتطلع في أي من هذه البورتريهات، تجعلك تشعر بأن اللوحة تنبض بالحياة، وأن فريدا ستتحدث لك من خلالها.
وقد دفعني انجذابي لنظرتها العميقة، وألوانها الجريئة، وهويتها المكسيكية الواضحة في لوحاتها إلى البحث وراء أسرار هذه البورتريهات، لأكتشف أن البورتريهات الشخصية التي رسمتها كالو لم تكن مجرد تصور عميق للذات، وإنما وسائل للتعبير عن مواضيع أعمق مثل المعاناة الجسدية، وهوية المرأة، بل وحتى المعتقدات السياسية.
لقد كانت حياة فريدا برمتها عبارة عن سلسلة من المآسي والمعاناة، فقد أُصيبت بشلل الأطفال عندما كان عمرها 6 سنوات، وهو ما أصاب قدمها اليسرى بالضعف، وعندما كانت في الثامنة عشر من عمرها، تعرضت لحادث حافلة كاد أن يودي بحياتها وأدى إلى تحطم حوضها وكسر عمودها الفقري وأضلاعها، وتركها بألم وإعاقة مدى الحياة.
على مدار حياتها، خضعت كالو لأكثر من عشرين عملية جراحية لمحاولة تصحيح الأضرار التي لحقت بها من الحادث، ولم تتمكن من إنجاب الأطفال بسبب إصاباتها. لقد كان الألم المزمن رفيقًا دائمًا لها، وغالبًا ما كانت ترسم نفسها وهي ترتدي قميص الجبس والمشدات التي كان عليها ارتداؤها لدعم عمودها الفقري وجسدها.
سيكون لهذا الحادث تأثيره البالغ على بقية حياتها وإنتاجها الفني، فقد غير مسارها من رغبتها في دراسة الطب إلى التحول للفن، فبعد الحادث رقدت في الفراش في قميص من الجبس، وقدم لها والداها حامل لوحات قابل للطي حتى تتمكن من الرسم أثناء التعافي، كما قاموا بتركيب مرآة في سريرها لمساعدتها على رسم وجهها.
ومن هنا بدأت فريدا تصب آلامها الجسدية والنفسية بكل صراحة وقوة في لوحاتها. هذا الصدق، الذي كان فائق الجرأة في عصره، هو السبب في التأثير القوي للوحات كالو حتى عصرنا الحالي.
ويمكنك استكمال هذا المقال الأسبوع القادم.
طيعاً شهادتي مجروحه ولكن الحقيقه الدامغه ان برلنت حللت البورتيريهات بكفاءه تحسدعليها كانها تعيش معها وتعاني معها وتتابعت الشروحات لدرجه الدخول الي نفسيه وعقليه كالو
مقال ممتع ومفيد