شهرزاد تحكي: حكاية أول صورة جوية للأهرامات.. متى ولماذا؟

حمل معداته وانطلق بمنطاده من أوروبا إلى إفريقيا وتحديدًا مصر، ومن على ارتفاع 2000 قدم، وتحديدًا في 21 نوفمبر 1904، نجح المصور الفوتوغرافي الشهير إدوارد سبيلتريني، في التقاط أول صورة جوية للأهرامات، لينقل للعالم صورة بديعة عن تاريخ لا يمحى. فما قصة هذه الصورة؟

البداية

اشتهر إدوارد سبيلتيريني، المولود عام 1852 في سويسرا، بشهرة كبيرة باعتباره راكبًا للمنطاد، حيث حصل في منتصف سبعينيات القرن التاسع عشر في باريس، وتحديدا في عام 1877 على ترخيص من أكاديمية طيران الأرصاد الجوية الفرنسية كطيار بالون.

وفي ثمانينيات القرن التاسع عشر، وبعد أن نجح في 17 صعودًا بنفسه، بدأ سبيلتيريني في تقديم رحلات تجارية مع الركاب. وتطور الأمر حتى امتلك أول منطاد خاص به في عام 1887، من صنع شركة سوركوف في باريس، وهو منطاد غاز بحجم 1500 متر مكعب، أطلق عليه اسم “أورانيا”.

كانت الرحلة الأولى بهذا المنطاد في 5 أكتوبر 1887، وبدأت في فيينا، لينتقل سبيلتيريني بعدها إلى المملكة المتحدة، حيث أدى عروضه مع بهلوان جوي أمريكي يُدعى ليونا دير والذي كان يؤدي أعمالًا بهلوانية معلقة تحت سلة منطاد سبيلتيريني أثناء الرحلات الجوية. ولم تتوقف محاولات الدعاية وجذب الركاب حد ذلك وإنما كان ينظم رحلات مجانية للصحفيين ما ضمن له دعاية إيجابية، واتجهت هذه الرحلات شرقًا عبر أوروبا حتى موسكو. ومن بعدها أكمل سبيلتيريني رحلاته في بلاد متنوعة فانتقل جنوبًا، وصعد في بوخارست وسالونيكي وأثينا، قبل أن ينتقل إلى القاهرة، حيث صعد بالمنطاد للمرة الأولى في ربيع عام 1890 فوق أهرامات الجيزة، وواصل جولاته بعد ذلك إلى نابولي، ثم إلى إسطنبول.

التصوير .. بُعد جديد للرحلات

بعدها بثلاث سنوات، وفي حوالي عام 1893، بدأ سبيلتيريني في حمل الكاميرا على متن منطاده والتقاط الصور أثناء رحلاته. ومن المؤكد أنه لم يكن من السهل التصوير باستخدام هذه المعدات، التي يتراوح وزنها بين 40 و60 كيلوجرامًا، وبزمن تعرض لا يقل عن 1/30 من الثانية. لكن هذا لم يمنع سبيلتيريني من التقاط صورًا مذهلة للمناظر الطبيعية التي يمكن رؤيتها من الأعلى والتي فازت بجوائز متكررة في معارض الطيران في ميلانو أو باريس أو بروكسل أو فرانكفورت، وحظت باهتمام جماهيري وصحفي كبير.

وكانت من أبرز الصور هي صور جبال الألب السويسرية التي عبرها في عام 1898، وصورة الأهرامات التي التقطت للمرة الأولى من أعلى والتي يُقَّدر أنها اتخذت من ارتفاع 600 متر أو ما يقرب من 2000 قدم، في الهواء، كما تبعها بصور أخرى من القاهرة.