الكتب تحمل بين دفتيها الحكاية، لكن أكثر هذه الحكايات هي التي تتحدث عن الكتب في ذاتها وعن مبدعيها، ولهذا تشير شهرزاد لقرائها إلى كتاب «كتابة القصص وبناء الأعشاش .. تأملات في فن الكتابة» من تأليف الكاتب عادل عصمت، عن دار الكتب خان للنشر، والمقرر صدوره بالتزامن مع الدورة الـ 55 من معرض القاهرة الدولي للكتاب.
حكاية الكتاب
يتخذ الكتاب من الكتابة موضوعًا له؛ وهو السؤال الذي كثيرا ما يتم توجيهه للكاتب نفسه -عادل عصمت- عن: كيف تكتب؟ كيف تبدأ فكرة الكتابة عن موضوع معين؟ كيف تتبلور الفكرة وهل لابد أن نكتب، ولو لم نكتب هل سنموت؟
فيشارك عصمت الكثير من خبراته وتأملاته على مدار سنوات فى الكتابة، يشاركها مع الكاتب الشاب أو المتمرس أو من يريد أن يعرف عن الكتابة ومشغول بـسؤال الكتابة من الأساس.
يمثل هذا الكتاب وقفة مهمة على فن الكتابة في لحظة تاريخية سائلة، لا تؤمن بالكتابة كفن، لكن تسعى لتحويلها كسلعة استهلاكية. يجنبنا عادل عصمت هذه السيولة، يأخذنا ناحية الإيمان بقوة الكلمة، والتصديق بمدى تأثيرها في الوعي الفردي والوعي الجمعي الإنساني. ينطلق من سؤال هام وهو ” هل سنموت لو لم نكتب، أي سر في هذا الفن يجعلنا نضحي بكل شيء لأجله..” ويصرّ على هذه الضرورة التي تعادل ضرورات الإنسان الأول للبقاء وتحمل الحياة.
تحت عنوان ” كتابة القصص وبناء الأعشاش” يأخذنا عادل عصمت إلى تأملاته العميقة وخلاصة تجربته حول فن الكتابة، بدأب الطيور التي تبني أعشاشها متحدية الرياح والليل والعواصف، في مجاز واضح عما يحتاجه الفنان الكاتب من صبرٍ واشتغال وإيمان بالحرية ليحفر عميقا في نفسه ليجد سؤاله الأصيل، وينطلق إلى خصوصية أسلوبه وخلاصة تجربته الإنسانية التي تمس الآخر، يرشدنا ذلك الكتاب إلى الأصالة ويجعلنا نقف لنبحث عنها في كل ما نكتب.
هذا الكتاب المكثف، يطرح أسئلة هامة تدور في رؤوسنا جميعا عن الكتابة؛ ما هي القصة؟! ما هي الشخصية الروائية؟ كيف يدور الصراع ولماذا نكتب؟ ويستحضر الكاتب في تأملاته سيرة بعض أهم الكتاب مثل تشيخوف وماركيز ونجيب محفوظ، بروست وجويس ويحي حقي وغيرهم الكثير. بصبرٍ وحكمة، لا يقدم وصفات بعينها للكتاب أو نصائح سهلة، لكنه يغور في جوهر الكتابة نفسها كفن ضروري للإنسانية.
حكاية الكاتب
عادل عصمت، كاتب مصري ولد في عام 1959. درس في جامعة عين شمس وتخرج في كلية الآداب من قسم الفلسفة عام 1984. ثم حصل على ليسانس المكتبات من جامعة طنطا عام 1986. ويعمل حاليا خبير وأخصائي مكتبات في وزارة التربية والتعليم في مصر. وفي عام 1995.
نشر عصمت أول رواية له وهي «هاجس موت» والتي نشرتها دار شرقيات. وخلال السنوات الماضية، ألف ما يزيد خمس روايات منها «حياة مستقرة»، و«الرجل العاري»، و«ناس وأماكن»، و«حالات الريم»، و«حكايات يوسف تادرس» التي فازت بجائزة الدولة التشجيعية في الرواية عام 2011، كما نالت جائزة نجيب محفوظ للأدب المقدمة من الجامعة الأمريكية بالقاهرة في عام 2016. وحازت روايته «الوصايا» على جائزة ساويرس الثقافية في دورتها الخامسة عشرة لأفضل عمل روائي فرع «كبار الأدباء» وترشحت ضمن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية – البروكر عام 2019 وتُرجمت إلى اللغة الإنجليزية؛ مما سلط الضوء أكثر على روايات وأعمال عصمت الأدبية وزيادة جماهيره القراء.
وألّف عصمت مجموعتان قصصيتان، واحدة تحت عنوان «قصاصات» والتي نشرت في عام 2015، ومجموعة ” أيام عادية” عن الكتب خان 2022.