أحدث الحكايا

منير عتيبة يحكي: أسامة أنور عكاشة الذي عاد من قبره ليعلمنا

قال لي أخي الأصغر جلال: هل شاهدت فيلم الإسكندراني لأسامة لأنور عكاشة؟

قلت: ليس بعد.

قال: يجب أن تشاهده، لقد عاد أسامة أنور عكاشة من قبره ليعلم كتاب السيناريو الآن كيف يكتبون الأفلام، ولو كان في الفيلم مشاكل فأنا أثق أن سببها سيكون خالد يوسف وليس أسامة أنور عكاشة!

نجيب محفوظ التليفزيون

لم أشاهد فيلم الإسكندراني فقط، بل اخترت عشوائيًا خمسة أفلام جديدة معه، شاهدتها في الوقت نفسه. الأفلام الخمسة لم أكمل مشاهدة عشر دقائق من أيٍ منها. أما الإسكندراني فقد شاهدته كله، واستمتعت وفكرت، كما كان أسامة يحرص على أن يقدم لجمهوره؛ المتعة والتفكير. العلاقات المعقدة بين الشخصيات، وبالذات بين الأب وابنه، صراع الأجيال، صراع الأفكار التي ترمز لها كل شخصية، الأمل في بقاء فكرة الأصالة والدفاع عن الناس العاديين ومحبتهم، الحوار الذكي العميق خفيف الظل، الذي يبدو أدبيًا بقدر ما يبدو من واقع الحارة الشعبية.

ومع ذلك؛ فليس الإسكندراني أفضل أفلام أسامة في رأيي، أحب أكثر “كتيبة الإعدام”، بل ليس أسامة أفضل كتاب الأفلام في رأيي، فهو ليس نجيب محفوظ ولا محسن زايد ولا وحيد حامد (وهذا يشير إلى ما وصل إليه مستوى أفلامنا حاليًا). لكنه بلا جدال؛ في رأيي أيضًا، نجم الدراما التليفزيونية المتفرد على قمة وحده، وكنت أطلق عليه لقب “نجيب محفوظ التليفزيون”.

لقاء مع أسامة أنور عكاشة

أسعدني حظي بمقابلة أسامة أنور عكاشة مرتين، وكان السبب في ذلك صديقي في كلية الآداب وقتها حسام عبد القادر الذي تعرف على الكاتب شريف أباظة رئيس اللجنة الثقافية بنادي سبورتنج بمدينتنا الإسكندرية، ودعاه لحضور لقاء مع أسامة أنور عكاشة ومحمد فاضل وبعض أبطال مسلسل “الراية البيضا” الذي عرض عام 1988، وكنا وقتها طلبة في الكلية، وكان الشعب كله يضبط مواعيده على مواعيد عرض حلقات المسلسل التي تألق فيه الجميع من الكاتب إلى المخرج إلى الأبطال وعلى رأسهم سناء جميل وجميل راتب وسيد زيان.

من كواليس مسلسل الراية البيضا

 

لم أصدق أن يقابل حسام كاتبًا يشغل منصب رئيس اللجنة الثقافية بنادي سبورتنج، وأن يصبح صديقه، ويدعوه لحضور فعالية في النادي، بل وتجرأ حسام وطلب مني أن أحضر معه لنغطي الندوة صحفيًا معًا، صديقي جُن بلا جدال!

نادي سبورتنج هو أعرق نوادي مدينة الإسكندرية، أنشئ عام 1890، بعد ثماني سنوات فقط من احتلال الإنجليز لمصر، كان نادي صفوة الأجانب، وبعد أن حولته ثورة يوليو عام 1952 إلى نادي وطني؛ لم تتغير طبيعته كنادٍ لصفوة المجتمع السكندري من أصحاب الثروة أو السلطة أو هما معًا، أقصى علاقة يمكن أن تقوم بين مثلي أنا وحسام وبين نادي سبورتنج هي أن نسير بجوار سور النادي لنستمتع بهدوء المكان، ونمتص الطاقة الإيجابية التي يعبق بها جو المجتمع المخملي!

لكن حسام أقنعني كالعادة؛ وسيظل يقنعني طوال ثلاثين عامًا وحتى الآن بأشياء كثيرة، بعضها جميل، وبعضها كارثي!

ارتديت البدلة والكرافتة، ولمعت الحذاء بخمسة وعشرين قرشًا، والتقيت حسام أمام باب النادي. لم يرسل شريف أباظة الدعوات إلى حسام، ربما نسى، وربما “رجع في كلامه”، لكن حسام قال إنه بالتأكيد ترك اسمينا على البوابة، فقد أبلغه أنني سأكون معه. وماذا لو لم يفعل، سيكون موقفنا “زبالة” أمام رجال أمن النادي؟ هكذا قلت. لكن حسام قال بصرامة قائد عسكري: افعل مثلي. انفخ صدرك، انظر إلى الأمام وإلى أعلى، ارسم على وجهك تعبير الأهمية الشديدة لنفسك والتقليل وعدم الاعتبار لرجال أمن البوابة، ولا تتحدث مع أحد منهم!

– وإن استوقفونا، أخشى أن لا يكتفوا بكلمتين “تهزيء” ويستخدموا الأيدي والأرجل في طردنا!

هكذا اعترضت، لكن حسام قال: لن يحدث.

وسار، فسرت خلفه، هل انتقلت ثقته إليّ أم أنني أطعته بصفته قائدي في الميدان؟!

المهم أن خطته نجحت، وأدينا دور العظمة باقتدار، فلم يستوقفنا أحد.

حضرنا الندوة، استمتعنا بكل ما فيها من آراء ومناقشات. لكنني لم أستطع الحديث مع النجم الكبير للقاء؛ أسامة أنور عكاشة، للتزاحم الشديد على الحديث والتصوير معه، هي دقيقة واحدة فقط انتزعت منه فيها عنوان شقته في شاطئ أبو هيف، وموعد لزيارته في اليوم التالي لإجراء حديث صحفي معه.

كاتب الدراما الأول

يرى البعض أن بزوغ “نجومية” أسامة أنور عكاشة ككاتب دراما يعرف جمهور التليفزيون اسمه، ويترقبون أعماله بصرف النظر عن مخرجها أو أبطالها؛ كان مسلسل “الشهد والدموع”، والبعض يرى أنه “رحلة السيد أبو العلا البشري” أو “الراية البيضا”، لكن الإجماع على أن هذا الحضور الطاغي لأسامة أنور عكاشة ككاتب الدراما الأول والأشهر بلا منازع ترسخ مع مسلسل “ليالي الحلمية”.

أسامة أنور عكاشة

 

لكنني كنت أتابعه منذ أزمنة سابقة، فتنت بـ”على أبواب المدينة” و”المشربية” و”الحب وأشياء أخرى”، انتبهت للكاتب منذ البداية، تقديم شخصيات غير معتادة في مسلسلات التليفزيون، الحوار الواقف في منطقة ما بين حوار الروايات الأدبية وحوار الشارع، الإثارة الناتجة عن تشويق في الأحداث ودفع المشاهد إلى التفكير في واقع حياته، وفي تاريخ البلاد، وفي العلاقات الاقتصادية بين الأفراد والطبقات، والدور السياسي للناس العاديين، وحركة التغير في المجتمع وأسبابها، كل هذا دون تفاصح أو تعالم، بل يبدو مبثوثًا بهدوء يصل إلى عقل المشاهد فلا يستطيع أن يتجاهله.

كما شعرت بالاحترام للكاتب عندما رأيته يكتب أن مسلسل (وأدرك شهريار الصباح) تلك الكوميديا التي قام ببطولتها يحيى الفخراني، مأخوذ عن رائعة ويليام شكسبير (ترويض الشرسة)، وأن مسلسل (وقال البحر) الذي أعده من أجمل أعمال الكاتب مأخوذ عن رواية “اللؤلؤة” للكاتب الأمريكي جون شتاينبك، لأن من يشاهد المسلسلين لن يربط بسهولة بينهما وبين العملين الأصليين إلا في عصب الفكرة الرئيسية التي يمكن الادعاء ببساطة أنها فكرة موجودة في كل العصور وليست حكرًا على السيد ويليام ولا الأخ جون، لأن أسامة أنور عكاشة استطاع أن يزرعهما في أجواء خالصة المصرية بأشخاص ممن يعيشون بيننا على أرض مصر بكل خصوصيتها بالمعنى الإيجابي والسلبي معًا.

استمع لتتر مسلسل وقال البحر 

أنور عكاشة إنسانًا

عندما نشرت أول مقال لي في جريدة الأخبار وأنا طالب نشرته باسم “منير السيد محمد عتيبة”، حتى لا يشك أحد من أصدقائي ومعارفي وعائلتي أنني الكاتب عندما أدور بالجريدة عليهم ليقرأوا المقال، والأهم ليروا اسمي في الجريدة. لكنني حذفت الجد مع المقال الثاني واكتفيت ب”منير السيد عتيبة”، ثم استثقلته وقررت اختصاره حتى يمكن حفظه بسهولة، ترددت لأمرين، الأول أن أمامي نماذج ناجحة كثيرة ثلاثية الاسم ولم ينسها الناس مثل خالد محمد خالد وأسامة أنور عكاشة وزكي نجيب محمود ومحمد حسنين هيكل، والثاني هو خجلي من أبي، لأنني سأحذف اسمه بالطبع، فاسم منير السيد عادي جدًا ولن يلفت النظر، أما اسم “منير عتيبة” فهو صعب ولن يحفظ بسهولة وسيكون هناك مجال للخطأ فيه، لكنه مميز، سهل أن أجد ألف منير السيد، لكن صعب جدًا أن أجد منير عتيبة، قريتي كلها لم يكن فيها سوى منير الصغير؛ أنا، ومنير أنور صديق أبي الذي أسماني على اسمه. ذهبت إلى أبي وتركت له الاختيار، فاختار اسم العائلة طبعًا، لم أنظر في وجهه وقتها خشية أن أرى حزنًا أو لومًا لمجرد طرح فكرة حذف اسمه، واكتفيت باختياره الذي وافق اختياري.

ضحك أسامة أنور عكاشة عندما حكيت له الحكاية، خصوصًا أنني عانيت كثيرًا من اسم عتيبة، مرة يكتب عتبه ومرة عنبه ومرة عتيه. وكانت ضحكته جواز مرور الثقة إلى نفسي التي جاءت إليه مترددة، هل أعطاني العنوان الصحيح، هل حفظت أنا العنوان بشكل صحيح أم تهت، هل سيستقبلني أم سيكون مشغولًا، كم دقيقة سيعطيني من وقته؟ هواجس هواجس، حتى رنت ضحكته، فتناولت كوب الشاي الدافيء وشربت بارتياح.

استقبلني أسامة أنور عكاشة كأب، وتحدث معي كأستاذ، سألني أكثر مما سألته، وتحدث بأريحية فاستمعت بعمق إلى رحلته منذ كان قاصًا حتى أخذته الدراما التليفزيونية (ألا أحب رجلًا بدأ قاصًا والقصة القصيرة هي عشقي؟! والأكثر أنه يقول عن نفسه إنه اسكندرني بالانتماء والروح). وعندما عرف أنني أحب السينما وأقرأ كثيرًا في تاريخها المحلي والعالمي، وأقرأ عن المونتاج والإخراج والتصوير والتمثيل، وأجرب يدي في كتابة السيناريو، قام وأحضر لي نسخة من كتاب ضخم صدر له حديثًا يحوي سيناريو الحلقات العشر الأولى من الجزء الأول لمسلسل ليالي الحلمية. لم أصدق نفسي وأنا أمسك بالكتاب، أما الإهداء فقد جعلني أطير فرحًا، وظللت أتأمله طول الطريق عائدًا إلى البيت، ولم أترك أحدًا من الأصدقاء لم أطلعه عليه (الابن منير عتيبة.. مع أخلص تمناتى لك بأن تؤكد موهبتك وتحقق كل ما تصبو إليه) هل شعر أن لدي موهبة من حديثي معه، أم يشجعني فقط؟ أيًا كان الأمر فقد اكتسبت ثقة رهيبة بالنفس، ورغبة في إثبات الموهبة لكي أكون عند حسن ظنه. ورفضت رفضًا تامًا وقتها؛ وحتى الآن، أن أعير هذا الكتاب لأي أحد، من يريد أن يقرأه ويتعلم منه يأتي ويجلس معي في بيتي، أما الكتاب فلا أضمن أن يخرج فلا يعود، أو يعود بحالة سيئة.

أسامة أنور عكاشة يقرأ في شقته بالإسكندرية

 

لن تصدقوا ما حصلت عليه بسبب أسامة أنور عكاشة، معجزة حقيقية؛ كارنية عضوية شرفية لمدة عام بنادي سبورتنج، وكارنيه لحسام عبد القادر، بعد أن نشرنا تغطية لندوة اللجنة الثقافية بالنادي عن مسلسل “الراية البيضا” على مساحة نصف صفحة.

وفي المرة التالية التي ذهبنا فيها إلى النادي لتغطية ندوة أخرى؛ حرصنا أن يوقفنا رجال الأمن، ويسألوننا عن سبب دخولنا، حتى نخرج لهم الكارنيه بفخر، فينحنون لنا ويفتحون الأبواب لندخل، قرأ الرجل الكارنيه، ثم قال: لا يسمح لكم بالدخول إلا في وجود من دعاكم شخصيًا. طلبنا منه الاتصال بشريف أباظة، ودخلنا.

في طريقنا إلى الداخل ضحكنا حتى لتظننا مجنونين، فقد كدنا نمنع من الدخول ونحن نحمل كارنيه عضوية شرفية، بينما دخلنا ببساطة عندما رسمنا على وجوهنا تعبيرات زائفة تجمع ما بين العظمة والاحتقار!

عن منير عتيبة

روائي وقاص وكاتب للأطفال والدراما الإذاعية، مؤسس ومدير مختر السرديات بمكتبة الإسكندرية، رئيس تحرير سلسلة كراسات سردية التي يصدرها مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية، مقرر لجنة السرد القصصي والروائي بالمجلس الأعلى للثقافة، عضو لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة (2013 - 2019)، وقد حصل على العديد من الجوائز منها جائزة اتحاد الكتاب.

65 تعليق

  1. فاطمة فهمي أحمد

    تصحبنا دائما مع الذكريات الجميلة وهذه المرة مع الرائع أستاذ الدراما التليفزيونية.. شكرا لك ا.منير

  2. مقال رائع وثري وخفيف الظل
    ذكريات النادي وجلسة مع أنور عكاشة وكتاب واهداء وقصة اختيار اسم الشهرة ” منير عتيبة” وقد سمعتها من سيادتكم في احدى الندوات لكن قراءتها مكتوبة اكسبتها مذاقا جديدا

  3. ابراهيم علي حسن

    اديبنا الفاضل منير عتيبة والأديب المبدع أسامة أنور عكاشة الاسماء قد تختلف ولكن الواجهة واحدة قد يسر الله لك الطريق لما سردته من أحداث توثق على مر الأجيال ، ومن عاصرك وقدمت له المساندة الأدبية سيوثق هذا على صفحات المستقبل هكذا هو العطاء والوفاء. لحضرتك كل التحايا والتقدير

  4. شكرا للكاتب منير عتيبة على هذه المقالة البديعة والماتعة والتي أعاد لنا فيها الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة الذي نفتقده بشده، وإعاد لنا أيضا أحد وجوه منير عتيبة والتي ربما كانت خافية على قراءه، وشغف ووهج البدايات، رحم الله أسامة أنور عكاشة، وأطال الله لنا في عمر محبه ومريده منير عتيبة ومتعه بالصحة والعافية والألق الإبداعي الجميل، والعطاء عن حب للثقافة والأدب والفن.

  5. لقد أمتعنا الكاتب الكبير الاستاذ منير عتيبة و أحزننا في نفس الوقت فقد عاد بنا للزمن الجميل و الذي كان الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة ما يقيم به الوجدان في نفوس جيلنا فقدم المتعة و ربطها بالفكرة و الهوية و مازالت حتي تترات المسلسلات التي قدمها لها بريق في نفوسنا وبعمل مقاربة عما يحدث الآن في فوضي الدراما ما هو إلا حالة انحدار ملحوظة ملموسة في سلوكيات جيل يشاهد دراما عنف و فوضي فلا متعة ولا قيمة ولا وجدان مهذب كما فعلها الكبير أسامة أنور عكاشة في أعماله
    * الشهد و الدموع ، رحلة السيد أبو العلا البشري ، الحب و أشياء أخري ، ليالي الحلمية
    ، أرابيسك وغيرها فتجد قضية محورية تتناسل حولها قضايا أخري متناسقة و في اطار درامي تشعر معه بالقرب و كأنك شخص أصيل في الرواية فكما أشار استاذ منير كأنه تحول لنجيب محفوظ الكاتب الناصع و الفيلسوف البارع من خلال حلقات درامية مازلت اصر انها شكلت وجدان جيلنا و تجد معظم نهايات الأعمال مفتوحة كفلسفة مِن الكاتب كي يجبرك أن تتدخل آتون الحكي و تقدم النهاية معه
    احسنت استاذ منير علي هذا المقال الذي يثير شجون

  6. سميحة حسام

    المقال حلو جدا جدا 🥰

  7. مقال حلو قوي، وكتابة ممتعة : )

  8. حبيت طريقه العرض واللغه وحسيت بفرحه تشجيع شخصيه مميزة زي اسامه انور عكاشه الإهداء الفارق في وقت زي ده لشاب بيقول يا هادي بالتوفيق ديما استاذنا الغالي

  9. الشربيني المهندس

    سرد بسيط جدا من كل قلبي على الابداع وصدق المشاعر التي عرضها السارد وبلغة سهله وسريعه التحضير بالصور والفيديو كليب ومعلومات عامه عن مواضيع العضو الذي وسعت كل شيء في فترة زمنية قصيرة بمعلومات مهمة في تاريخ مصر الحديث فور انتهاء فترة طويلة من الزمن الجميل في كل مكان في العالم العربي والإسلامي مع خالص تحياتي لكم اخوكم الشربيني المهندس

  10. Mohamed Mohamed Ahmed abdelaal

    مقال رائع ، سرد سلس جدا روح الصداقة التى تطوق العبارات ، قصة تشير إلى عظمة أسامة أنور عكاشة ، بينما أرى العظمة فى ذكريات الصداقة
    سلمت يداك صديقى العزيز

  11. مقال ثري يستحق القراءة، دائماً أستاذ منير يسعدنا بمقالاته الثرية النادرة.دمت بألف خير أستاذ منير

  12. مقال مهم يعود بنا عبر نوستالجيا إنسانية وفنية إلى أهمية ملامسة الدراما للواقع وتعبيرها عن هموم مجتمعنا المصري، وهو ما منح درامات أسامة أنور عكاشة التليفزيونية بصمة إبداعية حقيقية. لفت نظري تلك المعايشة الإنسانية للأديب منير عتيبة لهذا الرمز الإبداعي أسامة أنور عكاشة وحميمية تلك العلاقة رغم لقاءاتهما المعدودة، وقدرة الأديب منير عتيبة على التعامل مع الموقف رغم جدته بقدرة إنسانية تكتسب الخبرة من الاحتكاك مع الواقع ، فتصنع لها ولنا بشكل معبر وساخر في آن معالم الشخصية المصرية الثرية ، ذات الأبعاد اللامحدودة ، والتي تتميز باستمرارية العطاء والمعايشة المستمرة، فبالتأكيد هو شخصية درامية من شخصيات أسامة أنور عكاشة، نعم فأسامة أنور عكاشة صور عبر أعماله طبيعة الشخصية المصرية والمجتمع المصري متعدد الوجوه. والأديب منير عتيبة في هذا الموقف الساخر الذي انتهى إليه المقال يستنبط خبرة حياتية تحيلنا إلى ذلك التنوع الثقافي والاجتماعي داخل طبقات الشعب المصري وربط بين هذا الموقف وبين الكاتب الدرامي الأيقونة أسامة أنور عكاشة، لينسجم السرد الموازي مع الجوهر الدرامي الذي طالما امتعنا به كاتبنا المصري الاصيل أسامة أنور عكاشة . كل الشكر للأديب منير عتيبة

  13. لقاء لا ينسى وذكريات جميلة

  14. أسامة أنور عكاشة قيمة وقامة،تربينا على مشاهدة أعماله الدرامية عبر الشاشة الصغيرة، تحياتي لمن أحيا ذكراه عبر عمل جديد سأبحث عنه لمشاهدته وأكرر تحياتي للكاتب الذكي منير عتيبة.

  15. الكاتبة أمينة الزغبي

    أسامة أنور عكاشة هو عملاق الدراما المصرية. لن تجد بعد رحيله الشوارع خالية من المارة عند عرض مسلسل كما كان يحدث عند عرض مسلسلاته، وهو الكاتب الذي ينسب المسلسل لاسمه، فقال مسلسل لأسامة أنور عكاشة مهما كان اسم البطل فيه. لقد كانت رؤيته ثاقبة حينما أهدي لك الكتاب كي يكون لك نبراسا ودليل تسير علي خطاه.. مقال رائع جدا أستاذ منير

  16. Tarek Gaber Mohamed Ahmed

    أحسنت صديقي العزيز، التناول الموضوعي والمنطقي لفترة زمنية، شكلت دراما أسامة انور عكاشة، فكر ووجدان جيل يختلف كثيراً في الفكر والوجدان عن الأجيال الحالية، وتسليط الضوء علي أعمال عكاشة خطوة هامة للتواصل والربط بين الأجيال، ولتصحيح الانحراف الدرامي الحالي الذي يعتمد علي سطحية الأفكار، ومواضيع البلطجة المتكررة والمفروضة علينا في الدراما، تحياتي وتقديري أستاذ منير، ودام التألق والرقي بأذن الله

  17. أنت لاتعرف كم الشجن والنوستالجيا التى أثارتها سطورك هذه ..وهى سيرة ذاتية فى قالب قصصى لقد عدت بى لزمن جميل كنت أنا وأمى وأبى رحمها الله ننتظر بشغف حلقات ليالى الحلمية والحب وأشياء أخرى ومعظم اعماله وبعدها كانت عادة تدور بيننا مطارحات مختلفة حول افكار الكاتب ورؤيته وبلاشك كان فكر اسامة أنور عكاشة يعد نقلة نوعية فى وعى الناس وتلقيهم لكثير من الأفكار ورصد لكثير من قيم المجتمع المتغيرة من جيل لجيل ومن طبقة لطبقة ورصد تاريخى لحقب زمنية مختلفة قطعا لاأعفى الكاتب من التحيز الواضح وعلو صوته على نصوصه احيانا ..لكن هو مبدع بلاشك ..نقلتنى كلماتك الى زمن كنت احضر فيه ندوة نادى سبورتنج مع المرحومين أ/ شريف اباظة وأ/محمود عوض عبدالعال وكانت ندوة فى منتهى الثراء وكانت نواة لبداياتى تعرفت من خلالها على المرحوم عبدالله هاشم وبدأت مسيرتى مع قصور الثقافة ..انه تاريخ لاينسى ..احسنت التوثيق بكتابة رشيقة وبحس فكاهى صادق دمت بخير وعافية

  18. سامر سليمان

    موضوع جميل وأعادنا للزمن الجميل تسلم ايديك صديقي الغالي وفكرتنا بالراحل الراقي اللواء شريف أباظة رحمه الله

  19. د محمد الحداد

    صح توقع الأستاذ العظيم أسامة أنور عكاشة. فيها أنت الأديب النجم المتألق في كل إبداعاتك. وها اسم منير عتيبة يتألق ويروق لألسنة وأسماع الأدباء والمثقفين والمتلقين. سرديتك رائعة وجاذبة بحق.
    كل التقدير. ودوام التألق مبدعا وناقدا وعلما نفخر به

  20. د.اكرامي فتحي

    مقال قصصي متميز يجمع بين لمحات النقد وفنيات السرد

  21. د.حنان الشرنوبي

    مقال إبداعي بأسلوب سردي ..أمتعتنا به ونتوق دوما للمزيد من الإبداع مع شخصيات الزمن الجميل..سلم يراعك أديبنا وكاتبنا الكبير

  22. فاطمة عبد الله

    صباح الخيرات والترويج للجمال بجمال يليق به
    ممتنة لهذا المقال ولكاتبه الاستاذ منير عتيبة انه. إضافة لكل ما ذُكر بالتعليقات السابقة. أنه يلقي ضوءا هاما على كيفية احتفاء المبدع الحقيقي المتحقق بمبدع قادم.. هذا الحس الفني في التقاط راىحة الجمال واشتمام عبق الإبداع لدى جيل ( الكبار قيمة وقامة وليس سنا فقط) هذا الالتقاط وما تبعه من تشجيع اثمر إصرارا لدى مبدع قادم.. هذه الاريحية والثقة التي تسمح بالمجايلة بين صاحب قدم راسخ كالأستاذ أسامة انور عكاشة وصاحب قدم تتعرف الطريق كالاستاذ منير عتيبة
    كذلك هذا الانتصاف لفعل المجاورة في التواجد بالساحة الادبية حيث تتجاور رؤوس المبدعين وتختلف اتجاهاتها ومدى ارتافعها.. هذه الروح هي دوما التي كانت تجعلني اقول:( في اختلافهم جمال وإبداع ومتعة تلقٍ)
    دمت أستاذ منير ناشرا للجمال ومبدعا في إنتاجه أو توزيعه والتنبيه إليه.. دمت هادفا وهذا المنبر الكريم . موقع شهر زاد. إلى رفع ذاىقة الجمال لدى المتلقي.

  23. مقال جميل عن زمن أجمل

  24. من أجمل المقالات التي قرأتها لعدة أسباب
    أولها إنك تتحدث عن الأسطورة الجميلة التي أمتعتنا كثيرا أسامة أنور عكاشة
    ثانيها إنك تحدثت عن فن السينما الذي أعشقه
    وأخيرا لأنك نقلت لنا دون قصد كيف حدث هذا الانقلاب الكبير في الحراك الاجتماعي ..
    ننتظر أن تكتب السيرة الذاتية لمختبر السرديات وحضرتك شخصيا أديبنا الكبير .. وإدخالها سيرة ذاتية رائعة وستعبق برائحة الزمن الجميل

  25. د.حنان الشرنوبي

    مقال إبداعي ممتع يغلب عليه السرد الحكائي الذاتي ..سلم يراعك ..ونتوق للمزيد عن هذا الزمن الجميل وأصحابه ..

  26. المقال جميل جدا واسترجعت خلاله ذكريات جميلة قضيناها سوا وذكرتني بمواقف جميلة كانت غائبة عن ذاكرتي.. تحياتي صديقي العزيز

    • منير عتيبة

      ربنا يخليك ليا يا حسام

      • د. عبير خالد يحيي

        وأنا اقرأ هذا المقال الماتع، عندما وصلت إلى فقرة الكتاب الذي اهداك إياه العملاق أسامة انور عكاشة، عقدت العزم على طلب استعارة الكتاب، لكن 😪🥺..
        ما علينا، ممكن أطلب صور لسيناريو حلقة واحدة، ممكن؟
        المقال جميل جدا، أحييك وأحيي أستاذ حسام وأغبطكما على مغامراتكما الصحفية والثقافية الجميلة، إبداعاتكما تأتت من روح المغامرة تلك، ومن الطموح المدعم بالموهبة والاجتهاد.. تحيتي للمبدعين

  27. إيه المقال العظمةدة..
    رجعتنا لسنين بعيييدة.. وخلتنا نسلم في السما على الأخ والصديق والعشرة الطيبة حسام..
    وخلتني أشوف النادي كان ازاي زمان.. أيام الشياكة..
    وخلتنا نشوف جانب جميل وعظيم من القدير أسامة أنور عكاشة..
    وفوق كل هذا وذاك.. خلتنا نشوف منير عتيبة السلس القادر على أخذك من مكان لمكان ومن مقطع لآخر بكل بساطة وتلقائية..

  28. أحمد داوود

    مقال ثري، وسرد أكثر من رائع عن عملاق الدراما، أسامة أنور عكاشة..
    دمت بكل خير وسعادة.

  29. أحمد النحاس

    استمعت بحق👏
    في انتظار كل ما هو جديد ومتميز كعادتك أ.منير
    دام العطاء ❤️

  30. مقال اكثر من رائع استمتعت بالقراءة دام مداد قلمكم المبدع استاذ منير

  31. جميل جدا أستاذ منير دوما تضيف لنا الجديد مزيد من النجاح والتألق والرقي بإذن الله 🌹

  32. اسلوب ساحر وممتع كالعادة من استاذ منير
    الحديث عن أسامة أنور عكاشة دائما ممتع، أعاد لنا شجن كتابات أسامة أنور عكاشة واعاد تساؤلات قديمة حديثة
    الى متى الإنتاج الدرامي المصري سيظل منفصل عن واقعنا وآلامنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ليعود الاستاذ من قبره رحمه الله ليحاول الإجابة كما حاول دائما
    بالطبع الحديث عن الجانب الشخصي والإنساني عنده رحمه الله والحديث دائما عن الاسكندرية
    سلمت يداك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *