أحدث الحكايا

منير عتيبة يحكي: حكايتي مع ماركيز الذي أعلن الطوارئ في بيتي!

لم يكن ماركيز أول كاتب من أمريكا الجنوبية أقرأ له وأعجب به. قرأت بورخيس، وخوان رولفو، وخورخي أمادو، وقبلهم سيرفانتس. كنت أشعر بقرابة فكرية وروحية مع كتابات هؤلاء وغيرهم من كتاب أمريكا اللاتينية، فأنا كعربي وكمسلم أحد مكونات وروافد الثقافة التي تكونت لدى هؤلاء الكتاب، بحكم التاريخ، وبحكم قراءة معظمهم لبعض تراثي مثل ألف ليلة وليلة، وأحاديث النبي محمد، وغيرها.

الأديب خورخي لويس بورخيس
جابرييل جارسيا ماركيز

 

كانت قراءة رواية مائة عام من العزلة بترجمة الدكتور سليمان العطار، ثم بترجمة الأستاذ صالح علماني، من الأحداث المهمة بالنسبة لي شخصيًا، فبحثت عن كل ما يمكن أن يكون قد تُرجم من أعمال ماركيز والتهمتها التهامًا. وقد أعطت هذه الرواية مشروعية لماركيز وحقًا في الحصول على جائزة نوبل للآداب، تلك الجائزة التي كان هو نفسه من نقادها لأن كثيرين ممن يستحقونها لم يحصلوا عليها في مقابل وصولها لبعض غير المستحقين، فكان حصول ماركيز عليها استعادة لمصداقية الجائزة.

غلاف رواية مئة عام من العزلة

 

لاحظت أن تأثير الواقعية السحرية كان كبيرًا للغاية في الأدب العربي، البعض يقلد تقليدًا سطحيًا بلا روح وهو يظن أن الواقعية السحرية هي من ألعاب خفة اليد وإخراج الكتكوت من بيضة السطور الغائمة، والبعض استوعب الأسلوب وما وراء الفكرة، واستخدمها لينتج إبداعه الخاص المعبر عن قضايا تشغله وتشغل مجتمعه. وهذا ما أسميه (تأثير المنتج النهائي) أي تأثير ما قدمه الكاتب من إبداع في المتلقي.

لكنني كنت أتطلع إلى تحاور مع التجربة التي أنتجت هذا الإبداع، عمق التجربة ذاتها، لقد كان ماركيز يكتب بأحدث تقنيات الإبداع السردي، متكئًا على تاريخ طويل من الحكي المحلي والموروث الشعبي، أو ما ذكره هو بأنه النبرة التي كانت تحكي بها جدته الخوارق ببساطة مثلها مثل الأحداث اليومية المعتادة. فوجدتني أحمل تاريخًا طويلًا من اتساع الرؤية للعالم وللإنسان، وتعاطيًا مختلفًا مع فكرتي الحياة والموت، والعوالم الماورائية في السماء والأرض وتحت الأرض وفي الهواء وتحت البحر، تاريخ فلسفي وإبداعي ديني يؤمن بأن الموتي يسمعوننا عندما نتحدث إليهم، وأن الموت جسر بين حياتين، وبأن الإنسان ليس وحده في هذا الكون، هذا التاريخ الرسمي والشعبي الذي ورثته عن أجدادي الفراعنة والمسيحيين والمسلمين جعلني أدرك أن لدي أيضًا واقعيتي الخاصة التي قد تتماس مع ما هو جوهري في التجربة الأدبية المسماة بالواقعية السحرية، لدي ما أسميه الواقعية المصرية، والتي من خلالها أنتجت متواليتين قصصيتين هما (مرج الكحل) التي قام عالم الأدب الشعبي الراحل عبد الحميد حواس رحمه الله بتدريسها في جامعة هارفارد كنموذج للقص الحديث المستلهم للتراث الشعبي المصري، ومتوالية (حاوي عروس) التي حازت جائزة اتحاد كتاب مصر. وكنت سعيدًا أن د. محمد عبد السميع ترجم بعض قصصهما إلى اللغة الإسبانية ونشرت في موقع كولومبي، لأن مواطني ماركيز قرأوا هذه القصص وتقبلوها قبولًا حسنًا ظهر من خلال تعليقاتهم على القصص.

عندما قرأت الرواية القصيرة البديعة “بدرو بارمو” لخوان رولفو عرفت أن ماركيز ما كان ليكتب مائة عام من العزلة لو لم يناوله صديق رواية خوان رولفو ذات ليلة كان ماركيز يشعر أنه لم يعد لديه ما يكتبه وعليه أن يعتزل الكتابة، قال له صديقه: خذ اقرأ هذه الداهية! ولم ينم ماركيز حتى قرأ “بدرو بارمو” فانطلق من أرضيتها إلى رائعته التي ضمنت له الشهرة والخلود ونوبل، وأعتقد أن أية دراسة مقارنة بين الروايتين ستؤكد ما أقوله، برغم صغر حجم رواية خوان رولفو مقابل رواية ماركيز الضخمة.

لكن مائة عام من العزلة أهدتني أيضًا كاتبًا كبيرًا هو ماريو برجاس يوسا، إذ كتب كتابًا كاملًا عن كواليس مائة عام من العزلة، ربما يفوق حجمه حجم الرواية نفسها، لكنه لا يقل متعة أيضًا، هذا الكتاب منحني الكثير من أسرار الكتابة، وما وراء الإبداع، وكيف يمكن أن يكون النقد خلاقًا وممتعًا وليس جافًا منغلقًا بالضرورة.

غلاف الرواية القصيرة “بدروبارمو” لخوان رولفو

حكايات ماكوندو

أما تجربتي الأكبر مع ماركيز فكانت في تحويل مائة عام من العزلة إلى مسلسل بالإذاعة المصرية إذاعة البرنامج الثقافي بعنوان (حكايات ماكوندو) عام 2016، أذيع في ثلاثين حلقة من بطولة النجوم سوسن بدر ومحمود الحديني وخالد الدهبي وإخراج محمد خالد.

كنت قد توقف عن الكتابة الإذاعية منذ أكثر من خمس سنوات عندما بدأت أشعر أنها تتسلل إلى كتابتي القصصية، والقصة القصيرة هي حبي الأول، فتخليت لأجلها عن الإذاعة. لكن صديقي المخرج محمد خالد قال لي: يجب أن تعود للكتابة الإذاعية، خصوصًا بالفصحى، ولو في أعمال قصيرة مدتها نصف ساعة من وقت لآخر، أريد أن أخرج عملًا لك. ولم أكن أعرف أن محمد خالد يستدرجني. فبعد أن كتبت له نصف ساعة لم تُنفّذ حتى الآن. حدثني عن حلمه في إخراج مائة عام من العزلة. شعرت بصدمة، من يستطيع أن يحول هذا العمل الضخم المليء بالشخصيات والتفاصيل والأفكار والسحر والغموض إلى دراما يستوعبها المستمع ويستمتع بها ولا يتوه في شعابها الخطرة؟ رفضت قطعًا لمجرد تخيل ما يمكن أن أعانيه. لكن محمد خالد لا ييأس. ووجدتني أستجيب له.

مائة عام من العزلة في الإذاعة!

أكد الجميع استحالة تحويل مائة عام من العزلة إلى عمل درامي، وكان علي أن أتحدى نفسي بكتابة هذا العمل، فأتخلص من بعض الحكايات الفرعية، وأركز على الخط الرئيس في الرواية، الخط الذي رأيته يقدم ماكوندو كنموذج لتطور العالم منذ ما قبل التاريخ حتى العصر الحديث، مع المحافظة على ما في العمل من خيال جامح، ومتعة فكرية وفنية، وهو ما استلزم مني كتابة العمل كاملًا، الثلاثين حلقة، خمس مرات، حتى أصل إلى درجة معقولة من الرضا عنها، حتى أن ابنتي نجوى نشرت صورة ماركيز مخرجًا لسانه على صفحتها على الفيس بوك وكتبت تحتها (ده اللي مطلع عنينا حاليًا) فقد أعلنتُ حالة الطوارئ القصوى في بيتي لأسابيع من أجل ماركيز ومائة عام من العزلة، لكن ما حازه المسلسل من قبول لدى المستمعين عوضني عن كل هذا الجهد والتعب.

ثم كانت المفاجأة الرائعة عندما ناقشت المخرجة الإذاعية ناهد الطحان رسالة دكتوراه بإشراف د. أحمد بدوي ود. شوكت المصري بقسم النقد الأدبي بالمعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون بعنوان (المعالجة الدرامية الإذاعية المصرية لأعمال ماركيز الأدبية.. البرنامج الثقافي نموذجًا) ووجدت أن معظم الرسالة عن مسلسلي (حكايات ماكوندو) إضافة إلى عدد قليل من القصص القصيرة لماركيز التي تحولت إلى تمثيليات إذاعية.

لا أظن أن تأثير أدب ماركيز سينتهي، لكن سيبقى أكثر تأثير التجربة التي أنتجت هذا الأدب، وهي التجربة التي تحتاج إلى دراسة مستفيضة يستحقها ماركيز بالطبع، والأهم اكتشاف الإمكانات الكبيرة والعميقة للغاية في تجربتنا المصرية بكل طبقاتها التاريخية من موروث شعبي ورسمي وعقائدي ينتج الواقعية المصرية التي أرى أنها قادرة على تقديم أدب مفارق لو توفر لها من يدرسها بعناية ويقدم إبداعه من خلالها.

عن منير عتيبة

روائي وقاص وكاتب للأطفال والدراما الإذاعية، مؤسس ومدير مختر السرديات بمكتبة الإسكندرية، رئيس تحرير سلسلة كراسات سردية التي يصدرها مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية، مقرر لجنة السرد القصصي والروائي بالمجلس الأعلى للثقافة، عضو لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة (2013 - 2019)، وقد حصل على العديد من الجوائز منها جائزة اتحاد الكتاب.

76 تعليقات

  1. د.حنان الشرنوبي

    بالتوفيق والسداد

  2. مقال جميل ❤️

  3. د. محمد الحداد

    الأستاذ المبدع والعلم المتألق منير عتيبة. دائما ما تحمل كتاباتك تحليلات نقدية راقية ومعلومات في السرد والثقافة والأدب عامة لها قيمها العالية في تنمية الوعي الثقافي والأدبي. كل التقدير لما تقدمه أديبا وناقدا ومثقفا. دامتْ عطاءاتك قيمة ودمتَ متألقا.

  4. د . محمد الحداد

    الأستاذ المبدع والعلم المتألق منير عتيبة. دائما ما تحمل كتاباتك تحليلات نقدية راقية ومعلومات في السرد والثقافة والأدب عامة لها قيمها العالية في تنمية الوعي الثقافي والأدبي. كل التقدير لما تقدمه أديبا وناقدا ومثقفا. دامتْ عطاءاتك قيمة ودمتَ متألقا.

  5. كتابة خصبة لواقع مملوء بالثراء

  6. أسماء عبدالله متولي التركي

    دائما تبهرنا ما هذا الجمال أستاذ منير, كأنك أطلقت أرواحا سرمدية داخل النصوص, كأننا علي موعد ولقاء مع تلك الشخصيات, عالم من السحر والجنون والعشق, خالص تقديري واحترامي لحضرتك تمنياتي لك بمزيد من النجاح لأنك تستحق وأكثر

  7. مقال بديع 🥰

  8. مقال رائع.. ودايمًا حضرتك بتعيش حكاياتك وحكايات الأدباء فتكون المحصلة رائعة وممتعة مثل مسلسل ماكوندو وغيره..

  9. مقالك الممتع بمثابة شهادة إبداعية عن بعض روافد نبعك الإبداعي، هي شهادة مهمة وكاشفة، أشاركك الإعجاب بجابو ورواية ماء عام من العزلة، ذكرتني بترجمة الدكتور العطار وقد استعرتها من جاري في المدينة الجامعية _ بتزكية منه_ فلزمت غرفتي ليومين كاملين التهمتها خلالهما، ولما خرجت لم أقصد كلية التجارة، بل ميدان الجيزة حيث حصلت من فرع هيئة الكتاب هناك على نسخة من الرواية، أرجو أن أقرأ لك مقالا قادما عن كواليس تحويلك الرواية لعمل إذاعي، دام توفيقك ودمت مبدعا ممتعا

  10. مقالك الممتع بمثابة شهادة إبداعية عن بعض روافد نبعك الإبداعي، هي شهادة مهمة وكاشفة،أرجو أن تستكملها بشهادة أخرى عن كواليس تحويلك الرواية لعمل إذاعي، دام توفيقك ودمت مبدعا ممتعا

  11. مقال عظيم وتحليل محترف للرواية
    قرأت الرواية من مدة بعيدة وهذا المقال شجعني على إعادة قراءتها مرة أخري بمنظور مختلف

  12. نجلاء سعيد عبد القادر

    مبدع وخلاق كعادتك دائما ا.منير ، واتمنى ان استمع الى تلك الحلقات الإذاعية التي قمت بكتابتها عن رواية ماركيز الرائعة وأعتقد أن تلك الحلقات لا تقل روعة عن العمل الأصلي لماركيز .

  13. مقال مهم لتجربة إذاعية جريئة ثرية، إرهاصاتها وكواليسها وخلفيتها لا تقلّ عنها ثراءً.
    ماكوندو يستحق.

  14. ‪sara kwasy‬‏

    مقال جميل

  15. دائما تبهرني بمقالاتك الرائعة الغنية..
    كل الامنيات الطيبة بمزيد من النجاح والتألق

    • منير عتيبة

      ألف شكر المبدعة أماني عز الدين

    • سوسن حمدي محفوظ

      حضرتك مبدع في كل ما تكتبه، وبالرغم من صعوبة تحويل رواية مثل مائة عام من العزله لعمل اذاعي إلا انك وفقت في ذلك، قراءة العمل وفهمه شكل لي صعوبة في بادئ الأمر، فما بالك بتحويله إلى عمل اذاعي، دمت مبدعا ومتألقا

  16. مقال رائع كالعادة، وتحليل مهم ومفيد من مثقف التهم كافة الثقافات المطروحة على الساحة، سواء التنوع الموضوعي، أو التنوع الجغرافي، مثقف مارس الابداع في كثير من مجالات الادب المقروء والمسموع، والقاء نظرة على ما كان يحدث في الماضي من اختيارات للنشر من جيل كان الادب لهم درب ونبراس حياة، ساهم فيها مبدعنا الكبير بجزء وتعلم منه أجزاء كثيرة، مما جعله الآن من كبار مثقفي ومبدعي الوطن العربي، أحسنت التعبير والمعني تحياتي استاذنا الفاضل وبالتوفيق دائما

  17. مقال رائع كالعادة ، تنوع في الثقافات والقراءات، تنوع في الابداع التحليلي والاذاعي، بالتوفيق والنجاح الدائم أستاذنا الفاضل خالص تحياتي

  18. والله يا مبدعنا القدير لقد قمت بإنجاز ابداعي عظيم تستحق أن ينسب اليك وأكثر من ذلك بكثير وقد كنت قد حولت قصة ماركيز جئت لأتصل بالتليفون عام ٢٠٠٨ إلى سهرة إذاعية بطولة محيي اسماعيل وأمينة سالم واعتمدت بها مؤلفة دراما في نفس العام، ثم أخرجت سهرة الرجل المجنح لماركيز أيضا والتي حولها الاستاذ مصطفى السيد الممثل والمؤلف ..جعلني هذا اطلع واغرم بعالم ماركيز مما شدني فيما بعد للتفكير في اختيار تيمة التحول من البنية السردية لأدب ماركيز إلى البنية الدرامية الإذاعية وملامح هذه التحولات وقد ساعدتني خبراتي من ناحية وقراءتي للإعداد الدرامي حكايات ماكوندو الذي قمت حضرتك بإنجازه وقراءاتي لترجمة الاستاذ سليمان العطار رحمه الله واستماعي للمسلسل الاذاعي الرائع الذي قامت فيه الفنانة القديرة سوسن بدر بدور اورسولا والفنان القدير محمود الحديني بدور خوسيه اركاديو ..عالم يمزج الواقع بالخيال في إطار ابداعي متميز استطعت حضرتك أستاذ منير وبتمكن من اقتناصه لصالح دراما إذاعية راقية واستطعت بخبراتك كمؤلف دراما إذاعية أن تحول تلك البنية السردية ذات الزمن المتداخل إلى بنية درامية ذات زمن خطي مما يعطي للمستمع الفرصة للمتابعة لخصوصية الوسيط الإذاعي ..مع إضافة وحذف شخصيات لخدمة الخط الدرامي الرئيسي ..فجاء مسلسلا مميزا ورائعا ..نجح من خلاله الزميل العزيز والرائع الاستاذ محمد خالد أن يطوع أدواته وعناصر الاخراج الإذاعي القائمة على التمثيل المعبر والموسيقى المعبرة والمؤثرات الصوتية وليدة الموقف واللحظة في الإيحاء بأجواء وعوالم ماركيز بفضل معالجة درامية متمكنة من حضرتك ..واتمنى المزيد والمزيد لك من الأعمال الإبداعية الناجحة والمتميزة .

    • منير عتيبة

      دراستك رائعة د.ناهد الطحان وتستحق الامتياز مع مرتبة الشرف الذي حصلت عليه

  19. عالم يمزج الواقع بالخيال في إطار ابداعي متميز استطعت حضرتك أستاذ منير وبتمكن من اقتناصه لصالح دراما إذاعية راقية واستطعت بخبراتك كمؤلف دراما إذاعية أن تحول تلك البنية السردية ذات الزمن المتداخل إلى بنية درامية ذات زمن خطي مما يعطي للمستمع الفرصة للمتابعة لخصوصية الوسيط الإذاعي ..مع إضافة وحذف شخصيات لخدمة الخط الدرامي الرئيسي ..فجاء مسلسلا مميزا ورائعا ..نجح من خلاله الزميل العزيز والرائع الاستاذ محمد خالد أن يطوع أدواته وعناصر الاخراج الإذاعي القائمة على التمثيل المعبر والموسيقى المعبرة والمؤثرات الصوتية وليدة الموقف واللحظة في الإيحاء بأجواء وعوالم ماركيز بفضل معالجة درامية متمكنة من حضرتك ..واتمنى المزيد والمزيد لك من الأعمال الإبداعية الناجحة والمتميزة .

  20. شوقتنا لقراءة كواليس تخويل رواية مائة عام من العزلة لمسلسل إذاعي.
    أتخيل الصورة التي نشرتها نجوى لماركيز ولسانه كسيف مبارز لك ويتحداك.. جميل هذا المشهد.
    كتابات حضرتك مشهود لها، وكذلك إخلاصك في تناول أي نص يقع بين يديك، وهذا يحسب لك، فأنت الأديب الناقد.
    أما موضوع جائزة نوبل وماركيز، حضرتك قلت:”وقد أعطت هذه الرواية مشروعية لماركيز وحقًا في الحصول على جائزة نوبل للآداب، تلك الجائزة التي كان هو نفسه من نقادها لأن كثيرين ممن يستحقونها لم يحصلوا عليها في مقابل وصولها لبعض غير المستحقين، فكان حصول ماركيز عليها استعادة لمصداقية الجائزة”.
    هذا الرأي منصفا لماركيز، لكن لا يجعلنا في نفس الوقت نؤيد رأيه، والواقع يقول إنها جائزة عالمية، ولها شروطها وقوانينها، فهي لن توزع على كل المرشحين أو المستحقين لها، ربما للحظ نصيب فيها.
    وربما أيضا أنه نال الحائزة بعد أن أعلن رفضه مرارا وتكرارا؛ فخشيت المؤسسة أن يزعزع ثقتها في أذهان رواد الأدب وصناعه.
    ليس شرطا أن نحكم بأن نيله لها؛ استعادة لمصداقية الجائزة.
    المهم.. المقال طبعا كالعادة رائع، وتخلله معلومات ومواقف؛ أمتعت قراءك.
    تحياتي.

  21. .د. مصطفى السباعي

    كلمات مزجت واقعية ماركيز السحرية وذاتية التجربة العتيبية.. مقال يحكي بمهارة الجدات وكذا لا يتخلى عن تقديم وجبات شهية من تقنيات السرد وحيله ومن لمحات لطيفة عن أدباء أثروا أدب أمريكا اللاتينية.. وتحياتي للكاتب على الصيغة المنسابة كماء عذب

  22. مقالة ثرية كشفت جوانب مهمة من عيون أدب أمريكا الجنوبية ومدى تأثيرها فى كتاب كثر وكبار وأثر الواقعية السحرية فى الأدب العالمى دمت للتألق والتميز والبهاء والعطاء مبدعنا وكاتبنا الكبير منير عتيبة

  23. عالم يمزج الواقع بالخيال في إطار ابداعي متميز استطعت حضرتك أستاذ منير وبتمكن من اقتناصه لصالح دراما إذاعية راقية واستطعت بخبراتك كمؤلف دراما إذاعية أن تحول تلك البنية السردية ذات الزمن المتداخل إلى بنية درامية ذات زمن خطي مما يعطي للمستمع الفرصة للمتابعة لخصوصية الوسيط الإذاعي ..مع إضافة وحذف شخصيات لخدمة الخط الدرامي الرئيسي ..فجاء مسلسلا مميزا ورائعا ..نجح من خلاله الزميل العزيز والرائع الاستاذ محمد خالد أن يطوع أدواته وعناصر الاخراج وليدة الموقف واللحظة في الإيحاء بأجواء وعوالم ماركيز بفضل معالجة درامية متمكنة من حضرتك ..واتمنى المزيد والمزيد لك من الأعمال الإبداعية الناجحة والمتميزة .

  24. السيد حمزة

    مقالة ثرية كشفت جوانب عظيمة الفائدة من عيون أدب أمريكا الجنوبية وأضاءت بجلاء فعل الواقعية السحرية ومدى تأثيرها فى كتاب كثر وكبار وأثرها فى جل الأدب العالمى قاطبة دام التألق والتميز والبهاء والعطاء مبدعنا وكاتبنا الراقى منير عتيبة

  25. فاطمة فهمي أحمد

    مقال ممتع وغني وعرض لتجربة حضرتك في تحويل الرواية الرائعة إلى حلقات إذاعية لابد وأنها أخذت الكثير من الجهد والتعب ..تحياتي لحضرتك دام عطاؤك اوإبداعك أستاذنا.

  26. جهد رائع منكم استاذ منير ومقدرة فائقة تستحق الاحترام والتقدير بتحويل مائة عام من العزلة الى عمل درامي من ثلاثين حلقة. استحق فعلا الدراسة والتحليل وكل الإشادة. بوركتم

  27. إبراهيم فرحات

    شكرًا على هذه الوجبات الأدبية الدسمة، دمت بعلم وأدب وثراء فكري ..
    إبراهيم فرحات

  28. مسلسل كان غاية الروعة ولا يمل منه ابدا مهما اتذاع الأداء والحوار والأحداث كلها متقنة وبرغم النهايات المؤسفة لبعض الابطال إلا أنها رواية فيها الروح الشرقية للأدب

  29. أستاذنا منير عتيبة، أرق التهاني على هذا المقال الدافيء، وأتمنى قراءة حكايات حضرتك مع الكتابة ومنابعها ورحلاتها الفكرية في كتاب قريب، نحتاج في هذا الوقت إلى من يذكرنا دائما بأهمية أثر الكاتب في نفوس البشر لتبقى تلك الذكرى نبراسا يضيء لنا ظلمة الليل أثناء الكتابة.

  30. محمد الحديني

    مقال رائع ورشيق كعهدنا بك دائما. دمت مبدعا متألقا 🙏

  31. مصطفى الشيمي

    مقالة ملهمة، واعتقد أنها مرجع مهم لكل من يحب اكتشاف مئة عام من العزلة وأدب أمريكا اللاتينية. الجميل فعلا هو التجربة الشخصية التي تجعل رواية تنبت وتكبر وتتفاعل مع مبدع آخر، في النصف الآخر من العالم، وكيف يولد مجددا على يده في شكل ومذاق آخر.
    هذا سحر الفن والفنان الصادق.

  32. صفا عزت صيام

    مقال ممتع، يفتح لنا آفاقًا جديدة للنظر في أدب ماركيز خاصة، وفي عظمة الأدب عامة، فالأدب عالم ساحر يمكن لكل قارىء وناقد أن يراه بمرآته هو ويهضمه بعقله هو منتجًا رؤية جديدة مغايرة لنفس المنتج الأدبي الذي قد يكون مر عليه مآت من الأعوام..
    الأستاذ منير، ليس فقط أديبًا، بل هو معلم يحرص على وضع الأجيال على الطريق، حتى لا ينضب الأدب المصري الخالص أبدًا، هو متحيز له كتحيزه للإسكندرية ولمياة البحر الزرقاء النقية..
    أمثاله من الأدباء المعلمين، هم من يستطيعون الحفاظ على أدب مصري خالص يأخذ من كل العالم لكنه يظل بطابعه الخاص الخالص..

  33. مقال أكثر من رائع استمتعت جدًا بالقراءة دام مداد قلمكم المبدع استاذ منير💐

  34. الكاتبة أمينة الزغبي

    الحقيقة كلما قرأت ماتنشره علي صفحات شهر زاد أستاذ منير؛ اثق بأننا لنا الفخر بالتعامل والقرب من حضرتك. كاتب واع ومثقف لأعلي الدرجات. وفقكم الله وسدد خطاكم.

  35. أن تقرأ لأستاذ منير عتيبة كأن تجد كنزا ما شاء الله أسلوب جميل ومعلومات تفتح المئات من الأبواب المنسية في عالم الأدب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *