مع بدايات عملي بائعا للكتب القديمة في سوق ديانا كان لزاما عليّ توفير مصادر للكتب إلى جوار مكتبتي الشخصية؛ مؤكد ستنتهي يوما وحينها سأحتاج إلى مصدر آخر للاستمرار في عملية البيع ، لذلك بدأت في السعي بحثا عن أشخاص يرغبون في بيع مكتباتهم وبدأت الرحلة.
سألت التجار في السوق من يشتري مثل تلك الأشياء، ومن هنا تعرفت إلى الشاعر سيد التوني والجاليري الخاص به ومقره في شارع جانبي متفرع من شارع البرازيل في حي الزمالك، لأكتشف عالما سحريا من الأسطوانات وأشرطة الكاسيت والكتب واللوحات وأجهزة الفونوغراف والمسجل والصور الفوتوغرافية. بمرور الوقت صارت صداقة، وفي واحدة من تلك الزيارات للمكان اشتريت أكثر من 100 صورة فوتوغرافية، تاريخ التقاطها ما بين 1957 و1970.
عرفت الصورة طريقها إلى مصر بعد اختراع آلتها بأسابيع قليلة؛ فقد اخترع “جاك مانديه داغير” آلة التصوير الشمسي عام 1839، وفى الرابع من نوفمبر 1839 بعد أقل من شهرين على ذلك الاختراع ومن مدينة الإسكندرية التقطت أول صورة شمسية في قارة إفريقيا؛ داخل قصر محمد علي باشا.
بعد ذلك أسس “غابرييل ليكيجيان” صاحب التوقيع الأشهر في عالم الفوتوغرافيا “ليكيجيان G. Lekegian” أول ستوديو فى مصر عام 1887 بالقرب من فندق شبرد، تلاه ستوديو المجري “بيلا” بمنطقة عابدين عام 1890 ثم قدوم المصور الأرميني “ألبان” مصور العائلة المالكة البلجيكية ثم قيام مصور أرميني أخر “أرمنياك أرزوروني” والشهير بـ”أرمان” بفتح ستوديو بميدان مصطفى كامل كان له الأثر الأكبر في تغيير مسار الصحافة المصرية وبروز الصورة فاعلا أساسيا في الخبر الصحفي.
عام 1907 افتتح المصور “رياض أفندي شحاتة” ستوديو خاص ليكون أول مصري يقدم على هذه الخطوة، ليتبعه محمد يوسف، الذي بدأ التصوير الصحفي عام 1933 بمجلة روز اليوسف ، وكان ثالث الرواد رشاد القوصي المصور الصحفي في “الزمان”، والذي صاحب محمد حسنين هيكل في رحلة صحفية إلى فلسطين وقت معركة 1948، ثم رابعهم محمد صبري، الذي رفض أن يعمل تابعا لـ محمد يوسف في الأخبار فأصبح منافسا قويا له في مؤسسة دار الهلال .
ونستكمل الجزء الثاني من هذه الحكاية الأسبوع المقبل.
إضافة للحكاية باشوفها مهمة، عرفتها من خلال عملي كجرافيك ديزاينر مع الأرمن،
– المُصور اللي إلتقط أوّل صورة في قصر الخيديوي محمد علي، كان أرمني برضو (يُعتقد إن اسمه “جارو”)
– نتيجة للصورة، أعجب بها الخيديوي جدا، وطلب من “جارو” أن يتمنى أي أمنية يشاء ليحققها له.
– تمنى “جارو” في هذه اللحظة، أن تحصل الجالية الأرمينية في مصر، على الجنسية المصرية.
– تم تحقيق طلبه، ومن ساعتها تم منح الأرمن الجنسية المصرية، وسمح بأن يتجندوا داخل الجيش الوطني بعدها.
– جزء من قرار “تجنيس” الأرمن، كان سياسي، ومتوافق مع رغبة محمد على في الاستقلال بمصر عن الخلافة التركية.
ليه؟
– لأن سبب دخول الأرمن مبكرًا لمجال التصوير الفوتغرافي، هو سبب قومي، لتوثيق الأرمينيان-جينوسايد (مذابح الأرمن التي تعرض لها الأتراك)
– حتى وقت قريب، جميع ستوديوهات التصوير الأرمينية في العالم كله، في يوم 1 إبريل من كل عام، والموافق يوم الحداد الأرمني على ضحايا الجينوسايد، بتضع صور فوتغرافيّة نادرة توثّق الاضطهاد التركي للأرمن.
– نتيجة علاقات تركيا المعاصرة بالاتحاد الأوربي، تتدخل الحكومات لمنع هذه الصور والتشكيك فيها، معرضّة الأستوديوهات الأرمينية للإغلاق وسحب تراخيصها.
شكرًا أستاذ سامح على اختيار الموضوع، وسلاسة العرض، وأتمنى إني اكون ضيف خفيف على شهرزاد.
إضافة حضرتك مهمة جدا وافادت الموضوع بالفعل .. شكرا لك