سافر الطبيب “جاير أندرسون” بعدها عائدا إلى بلده، ولكن الشوق ألح عليه بالعودة، فعاد مرة أخرى إلى مصر عام 1935، وإلى مشربية حبيبته لكنه لم يستطع العثور عليها، فقرر أن يعيش في ذلك البيت علّها تعود يوما ما. وبالفعل اشترى أندرسون البيت وما يجاوره، وربط المنزلين ببعضهما البعض بممر. البيت الأول من إنشاء المعلم عبد القادر الحداد سنة 1540م (947 هجري) وهو المعروف باسم بيت آمنة بنت سالم ونسب إليها البيت حيث إنها آخر من امتلكته والتي يظن أنها من أسرة أصحاب المنزل الثاني. وهو البيت الذي بناه أحد أعيان القاهرة وهو محمد بن الحاج سالك بن جلمام سنة 1631م، وتعاقبت الأسر الثرية على سكنه حتى سكنته سيدة من جزيرة كريت، فعرف منذ ذلك الحين ببيت الكريتلية. وربط أندرسون بين البيتين بممر (قنطرة).
ولأن العشق هو الذي قاد الطبيب الإنجليزي إلى هذه البقعة من العالم، فقد ارتبط البيت بكثير من الأساطير والحكايات الخيالية الرومانسية، مثل أسطورة البئر المسحور الموجود في المنزل، فيقال إنه إذا نظر فيه عاشق فلن يرى انعكاس صورته على صفحة المياه، وإنما صورة من يعشقه.
ومن حكايا العشق المتعلقة بالحُب في هذا البيت، مقبض باب غرفة المكتبة، والذي صُنع على شكل كيوبيد بأجنحة صغيرة، تعلوه عبارة “يطرق الحب الباب فتدخل الحياة”، وكأن تلك العبارة جاءت لتلخص تاريخ شخص قَدم من بلاد الضباب إلى بلاد الشمس ليجد الحياة والحب. وأسفل المقبض كتب “صنعت و أهديت لبيت الكريتلية من ت. ج. جاير أندرسن بك”.