أحدث الحكايا

شهرزاد تحكي: حكاية كيوبيد.. حارس الحب الضائع في بيت الكريتلية

يُحكى أنه كان هناك طبيب إنجليزي شاب يعيش في مصر، جاء من بلاده عام 1904 ليعمل لحساب الجيش البريطاني، ثم انتقل ليكون طبيبا لدى الجيش المصري.
وقع الشاب في غرام البلد الغريب عنه، واتخذه وطنا يرتمي بين أحضان حضارته. ولكن قلبه لم يكتف بهذا المقدار من المحبة، فوقع في غرام فتاة شديدة الجمال نادت عليه من وراء إحدى المشربيات أثناء تجوله في أحد شوارع حي السيدة زينب، بجوار جامع أحمد بن طولون، ألقت إليه منديلا أحمر وقالت له “اتفضل يا خواجة”.
جاير أندرسون بك أمام بيته

طبيب إنجليزي ومتحف مصري 

سافر الطبيب “جاير أندرسون” بعدها عائدا إلى بلده، ولكن الشوق ألح عليه بالعودة، فعاد مرة أخرى إلى مصر عام 1935، وإلى مشربية حبيبته لكنه لم يستطع العثور عليها، فقرر أن يعيش في ذلك البيت علّها تعود يوما ما. وبالفعل اشترى أندرسون البيت وما يجاوره، وربط المنزلين ببعضهما البعض بممر. البيت الأول من إنشاء المعلم عبد القادر الحداد سنة 1540م (947 هجري) وهو المعروف باسم بيت آمنة بنت سالم ونسب إليها البيت حيث إنها آخر من امتلكته والتي يظن أنها من أسرة أصحاب المنزل الثاني. وهو البيت الذي بناه أحد أعيان القاهرة وهو محمد بن الحاج سالك بن جلمام سنة 1631م، وتعاقبت الأسر الثرية على سكنه حتى سكنته سيدة من جزيرة كريت، فعرف منذ ذلك الحين ببيت الكريتلية. وربط أندرسون بين البيتين بممر (قنطرة).
صحن داخلي للبيت
كان الشرط الذي اشترطته عليه الحكومة المصرية آنذاك، وهبه المنزل مقابل أن يتركه بمقتنياته الشخصية عندما يرحل، حيث إنه كان يمتلك مقتنيات أثرية تعود لحقب متعددة؛ كالفرعونية والإسلامية، ومجموعات كبيرة من الكتب النادرة وغيرها. وتم الاتفاق.
زاوية أخرى لصحن البيت

أساطير العشق والغرام

ولأن العشق هو الذي قاد الطبيب الإنجليزي إلى هذه البقعة من العالم، فقد ارتبط البيت بكثير من الأساطير والحكايات الخيالية الرومانسية، مثل أسطورة البئر المسحور الموجود في المنزل، فيقال إنه إذا نظر فيه عاشق فلن يرى انعكاس صورته على صفحة المياه، وإنما صورة من يعشقه.
مقبض كيوبيد

كوبيد المقبض

ومن حكايا العشق المتعلقة بالحُب في هذا البيت، مقبض باب غرفة المكتبة، والذي صُنع على شكل كيوبيد بأجنحة صغيرة، تعلوه عبارة “يطرق الحب الباب فتدخل الحياة”، وكأن تلك العبارة جاءت لتلخص تاريخ شخص قَدم من بلاد الضباب إلى بلاد الشمس ليجد الحياة والحب. وأسفل المقبض كتب “صنعت و أهديت لبيت الكريتلية من ت. ج. جاير أندرسن بك”.
يطرق الحب الباب فتدخل الحياة

عن شهرزاد

المحرر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *