في قرية “ميت ناجي” بمحافظة الدقهلية، وُلد الطفل الذي سيصبح لاحقًا رائد علم المصريات في مصر: سليم حسن. بعد وفاة والده في طفولته، تولّت والدته تربيته بإصرار على أن يكمل تعليمه. حصل على شهادة البكالوريا عام 1909، والتحق بمدرسة المعلمين العليا، حيث تتلمذ على يد العالم المصري أحمد كمال باشا، أول مصري يشتغل بعلم المصريات.
لم يكن دخول سليم حسن إلى المتحف المصري سهلًا، فقد كانت الوظائف به حكرًا على الأجانب، فعُيّن أولًا مدرسًا للتاريخ، إلى أن تدخلت الحكومة لتعيينه عام 1921. هناك، تتلمذ على يد العالم الروسي جولنشيف، وسافر في العام التالي إلى أوروبا، حيث كتب مقالات فضحت نهب الآثار المصرية في المتاحف الأوروبية، منها رأس نفرتيتي في برلين.
وفي عام 1925، التحق ببعثة إلى فرنسا، فدرس باللوفر والسوربون، وحصل على دبلومات في الآثار واللغة المصرية القديمة. ثم واصل دراسته في فيينا، حيث حصل على الدكتوراه.
في العام 1929 بدأ سليم حسن أعمال التنقيب الأثرية في منطقة الهرم لحساب جامعة القاهرة لتكون المرة الأولى التي تقوم فيها هيئة علمية منظمة بأعمال التنقيب بأيد مصرية، وكان من أهم الاكتشافات التي نتجت عن أعمال التنقيب مقبرة (رع ور) وهى مقبرة كبيرة وضخمة وجد بها العديد من الآثار.
استمر سليم حسن في أعمال التنقيب في منطقة أهرامات الجيزة وسقارة حتى عام 1939، واكتشف خلال تلك الفترة حوالي 200 مقبرة، أهمها مقبة الملكة (خنت كاوس) من الأسرة الخامسة، ومقابر أولاد الملك خفرع، بالإضافة إلى مئات القطع الأثرية والتماثيل ومراكب الشمس الحجرية للملكين خوفو وخفرع.
عُين بعدها سليم حسن وكيلا عاما لمصلحة الآثار المصرية ليكون بذلك أول مصري يتولى هذا المنصب ويكون المسئول الأول عن كل آثار البلاد، وقد أعاد إلى المتحف المصري مجموعة من القطع الأثرية كان يمتلكها الملك فؤاد، الذي حاول استعادة تلك القطع ولكن سليم حسن رفض ذلك مما عرضه لمضايقات شديدة أدت إلى تركه منصبه عام 1940.
استعانت الحكومة المصرية في عام 1954 بخبرة سليم حسن الكبيرة فعينته رئيسا للبعثة التي ستحدد مدى تأثير بناء السد العالي على آثار النوبة. وانتخب في عام 1960 عضوا بالإجماع في أكاديمية نيويورك التي تضم أكثر من 1500 عالم من 75 دولة.
من مؤلفاته بالعربية:
موسوعة مصر القديمة (18 جزءًا).
جغرافية مصر القديمة.
الأدب المصري القديم أو أدب الفراعنة.
من مؤلفاته بالفرنسية:
Hymnes Religieux du Moyen Empire (Le Caire: 1923)
Le Poème dit le Pantaour et le Rapport Offieciel sur la bataille de Qadessh (Université Egyptienne, Faculté des lattres. Le Caire: 1929.
Le Spphinx à la Lumiére des Fouilles Récentes
من مؤلفاته بالإنجليزية:
Excavations at Giza: عشر أجزاء صدروا عن Oxford.
Excavations at Saqqara: ثلاث أجزاء.
The Sphinx: Its History in the light of Recent Excavations
Lights on Ancient Egypt.
انتظرونا الأسبوع القادم مع جزء جديد من حكاية شيخ المصريات، د. سليم حسن.