شهرزاد
امرأة شابة حسناء، ذات جسد رشيق أبيض غض، وعنق طويل ناعم، وشعر كستنائي مجعد مصفف بعناية ببعض خصلات ثائرة تنساب على وجهها بنعومة. ترتدي رداء آسيويا مزخرفا ربما من الصين، وتجلس في خفة وأناقة وهي تحمل في يدها مروحة يدوية وتحدق في الزاوية البعيدة بنظرات تائهة. خلفها حائط مزخرف بأزهار اللوتس وطائر الفينيق وكائنات أسطورية.
السيدة التي لاتزال مجهولة الهوية، آخر ما رسمه الفنان النمساوي جوستاف كليمت (14 يوليو 1862 – 6 فبراير 1918)، والتي تعد من أفضل و أنضج ما رسم بحسب آراء خبراء الفن.
في شهر يونيو الماضي، عُرضت اللوحة للبيع في أحد أشهر مزادات أوروبا وتم بيعها مقابل 85.3 مليون جنيه إسترليني بما يعادل 108.4 مليون دولار، لتعلن الدار أنها أغلى لوحة تقريبا تم بيعها في أوروبا، وذلك بعدما تم بيعها آخر مرة في عام 1994، بمبلغ 11.6 مليون دولار بما يعادل 9 ملايين جنيه إسترليني.
لمحة أسطورية
التأثيرات الصينية واليابانية في اللوحة ليست مستغربة، وأنها تكون الأخيرة من لوحات كليمت يضفي لمحة أسطورية خاصة على قصته، خاصة وأن لوحاته لم تكن متأثرة بالفنون الآسيوية بشكل عام، ولكن كان منزله مؤثثًا بعدد كبير من المطبوعات اليابانية التي تغطي الجدران وخزانة ملابس ضخمة تحتوي على مجموعة رائعة من أردية الجلباب الصينية واليابانية. وربما الرداء الحريري المخطّط باللونين الأخضر والذهبي الذي ترتديه المرأة في اللوحة كان أحد تلك الأردية.
على الرغم من جاذبية اللوحة وإتقانها، فإن الظروف التي وجدت فيها أثرت بلا شك على ارتفاع سعرها، فقد كانت تلك اللوحة في مرسم الفنان بعد رحيله ولاتزال على حامل الرسم الخاص بها، في الوقت الذي توفى فيه كليمت بسبب الالتهاب الرئوي نتيجة إصابته بالإنفلونزا في فبراير 1918، وذلك بعد شهر من إصابته بجلطة دماغية مدمرة تركته مشلولًا جزئيًا وغير قادر على الرسم.
غير مكتمل
وجدت بقع غير مصبوغة باللوحة دفعت البعض إلى الشك في أن العمل لا يزال غير مكتمل، ولكن نظرا لما تكشفه لوحة “السيدة ذات المروحة” عن المسافة التي قطعها الفنان بشكل إبداعي في العقد الذي سبق وفاته وتعبيراته التي صارت أكثر رشاقة ومرونة حولت أعماله إلى أيقونات، اعتبر محبو الفنان وأعماله ونقاد الفن، عدم اكتمال اللوحة هو ما يكملها.
