شهرزاد
مع كل كتابة، يفاجئ الكاتب طارق إمام، قراءه بنوع جديد من التجريب، بكتابة رائقة ومختلفة تأخذهم بالحكاية إلى عوالم بعيدة، وهو الأمر الذي يتكرر مع كتابه الأحدث «أقاصيص أقصر من أعمار أبطالها»، الصادر عن دار الشروق.
في هذا الكتاب القصصي المختلف، يخوض طارق إمام كعادته مغامرةً جديدة، ذاهبًا هذه المرة إلى “القصة الومضة”، مستطردة: 125 أقصوصة تحضر فيها أسئلة الوجود كافة؛ حيث لا تحتاجُ الحكايةُ سوى لكلماتٍ قليلة كي تكتمل وتُشبع قارئها، طارحةً في كل مرة عالمًا ثريًّا مكثفًا من الشخصيات والأحداث، يصلح بعضُها لتشييد رواياتٍ كُبرى.
وبقوة الحكي نفسها تتجسَّد طاقةُ الشعر؛ بحيث تصلح نصوصُ هذه المجموعة لتكونَ قصائدَ نثر، مؤكدةً ملكة “إمام” العالية في تحويل كل نصٍّ يكتبه إلى قصيدة.
“أقاصيص أقصر من أعمار أبطالها” مجموعة فريدة لكاتبٍ أدمن التجريب، تعيد اكتشاف العالم من زوايا مدهشة في عجائبيتها وعميقة في تفجير مفارقات الواقع الذي نظن أننا نعرفه.. ذلك الواقع الذي لا يعيشه المرءُ كقاطن، بل يَزُوره كضيف.
حكاية الكاتب
طارق إمام؛ روائي وقاص مصري، ولد عام 1977، وبدأ الكتابة مبكرًا حيث أصدر كتابه القصصي الأول “طيور جديدة لم يُفسدها الهواء” سنة 1995.
أصدر 12 كتابًا بين روايات ومجموعات قصصية، نال عنها عديد من الجوائز المصرية والعربية والدولية؛ منها جائزة ساويرس مرتيْن، جائزة الدولة التشجيعية، جائزة سعاد الصباح، جائزة متحف الكلمة الإسبانية.
كما صدر له عام 2012، رواية “ماكيت القاهرة”، وشارك طارق إمام في ورشة “الندوة” التي تنظمها الجائزة العالمية للرواية العربية للكتاب الشباب الموهوبين في عام 2010، ورشحت روايته “ماكيت القاهرة” في القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية – البوكر، عام 2022.
ويعده النقاد أحد أبرز المجددين في السرد المصري الحديث، والأشد غرامًا بالتجريب، كما تُرجِمت أعماله إلى عدة لغات.
