شهرزاد
“لم يرحل صبري موسى، كل الدلائل تؤكد حضوره، فما تركه من إبداع –أدبي وإنساني– يستعصي على النسيان، ففي الرواية والقصة تجد بصمته المُتفردة، وفي السينما وفن السيناريو لا تملك نفسك من الدهشة والإعجاب، وفي أدب الصحراء كان رائدًا، بل استطاع باكتشافاته أن يغيِّر خريطة مصر، وفي العمل الصحفي كان أستاذًا وصاحب طريقة وتلاميذ، وفي الإعداد التليفزيوني تكتشف أنه واضع الأسس والقواعد التي نسير عليها حتى اليوم، وفي الأثر الإنساني يمكنك أن تسمع حكايات بلا عدد ومواقف بلا توقف عن هذا الرجل الذي عاش بأخلاق الفرسان ومبادئ النبلاء في زمن لا يعترف بالنبل والفروسية”.
تلك الكلمات كتبها الكاتب الصحفي أيمن الحكيم في مقدمة كتابه الجديد الذي يحمل عنوان “صبري موسى.. ساحر الكتابة.. سيرة وأوراق واعترافات”، يصدر عن دار ريشة ضمن إصدارات معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي ينطلق في الفترة ما بين 24 يناير الحالي حتى 6 فبراير المقبل، بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية بالتجمع الخامس.
الكتاب يستعرض سيرة المبدع الكبير صبري موسى، وذلك من خلال معايشة الكاتب الصحفي أيمن الحكيم له عن قرب كأحد أنجب تلاميذه.
الصخر.. والبحر
وكانت دار ريشة قد أعادت نشر واحدة من روائع صبري موسى “الصخر.. والبحر؟.. مصر كما رأيتها في الستينيات!” وفيه يرصد المؤلف رحلاته في صحراء مصر وبحيراتها بجانب رحلتين قام بهما إلى باريس واليونان.
حكاية صبري موسى
في عام 1932، شهدت محافظة دمياط ميلاد واحد من أبرز وأكبر مبدعي مصر، وهو الكاتب الكبير صبري موسى، الذي قدم مختلف أنواع الإبداع كالقصص القصيرة والروايات، كما أبحر في عوالم الصحافة فعمل في جريدة الجمهورية ومؤسسة روز اليوسف، وعمل أيضا مدرسا للرسم ولكن لعام واحد فقط.
كان صبري موسى رجلا محب للسفر والترحال وساعده إبداعه ككاتب ليصدر مجموعة مؤلفات في أدب الرحلات، فكتب عن عمق الصحراء المصرية، وأشهر بحيراتها، كما قام برحلتين كاشفتين إلى باريس واليونان، وأصدر عنهما كتب: “في البحيرات”، “في الصحراء”، “رحلتان في باريس و اليونان”، “رحلة النسيان”. ولم يكتفي بتلك التجارب، فكتب أيضا السيناريو لأفلام مثل “البوسطجي، قنديل أم هاشم، رغبات ممنوعة” وغيرهم.
رحل صبري موسى عن عالمنا عام 2018، بعد أن ترك لنا رصيدًا أدبيًا وصحافيًا وسينمائيًا ثريًا وترجمات لمعظم مؤلفاته إلى لغات أجنبية متنوعة، حصل عنهم على أرفع الجوائز محليًا ودوليًا.
