أحدث الحكايا

منير عتيبة يحكي: يوميات في شارع الصحافة

لفتت نظري منذ الصغر، وبهرتني، شخصية الصحفي في الأفلام العربية والأجنبية، ثم زاد إعجابي بهذا العمل عندما بدأت أقرأ في كواليس عالم الصحافة، وحياة كبار الصحفيين مثل أمير الصحافة العربية محمد التابعي، ومحمود أبو الفتح أول نقيب للصحفيين وأغنى صحفي مصري، والأخوين علي ومصطفى أمين، والسيدة روزاليوسف الممثلة التي أنشأت أقوى مجلة سياسية، وإحسان عبد القدوس “وخبطاته الصحفية”، والمعارك الصحفية الكبيرة التي خاضتها الصحافة المصرية ضد الإنجليز والملك وأحزاب الأقلية، والمعارك التي شهدتها الصحافة بين كبار الكتاب.

السيدة روزاليوسف الممثلة التي أنشأت أقوى مجلة سياسية

 

لم أكن أفرّق بين المخبر الصحفي، والمحرر الصحفي، والكاتب الصحفي، والأديب والمفكر السياسي أو الأدبي الذي يكتب في الصحافة، الجميع بالنسبة لي هم الشخص نفسه، الرجل القوي الشجاع العارف بالأسرار، القادر على كشفها وتغيير الواقع السياسي؛ إسقاط حكومات، الرفع من شأن رجال سياسة وإنهاء حياة آخرين، وتقرب نجمات السينما منه… تمنيتُ أن تقف سكرتيرتي الخاصة على باب المكتب تشعر بالتوتر الشديد؛ لأن المطبعة متوقفة على قصتي التي أفكر في مشهد أخير مشوق أنهي به الحلقة لينتظرني القارئ في الأسبوع القادم، فمثل إحسان عبد القدوس ستكون حلقتي القصصية سببًا في رفع توزيع المجلة!

الصحافة.. حلم يطاول السماء

قال لي أستاذي خالد محمد خالد: في بداياتي كدت “أنزلق” للعمل بالصحافة!

تعجبت من الكلمة، كيف يقول “أنزلق” على حلمي الذي يطاول السماء، شرح لي: بعد صدور كتابي الأول “من هنا نبدأ”، ومصادرته، والتحقيق معي في النيابة بخصوصه، طلب مني مصطفى أمين أن أكتب في أخبار اليوم، وبأي أجر أريده، طلبت مهلة للتفكير، ثم اعتذرت، اخترت أن أكون مفكرًا حرًا يكتب ما يشاء وقتما يشاء، وليس مضطرًا للكتابة لالتزامه بمواعيد صدور الجريدة.

قلت له: لكنني أريد العمل بالصحافة. سأل: والأدب؟ قلت: سأكون صحفيًا وأديبًا، مثل إحسان عبد القدوس وفتحي غانم وجمال الغيطاني وغيرهم من الأدباء الذين ساعدهم عملهم بالصحافة ليكونوا معروفين أكثر وتتاح لهم فرص أكبر للنشر. (وإن كان بعضهم أعلن في مناسبات مختلفة أن “مفرمة” العمل الصحفي تسببت في إجهاض الكثير من مشروعاتهم الأدبية).

لم يقتنع أستاذي، لكنه أمام إصراري؛ أرسلني إلى الأستاذ عبد الوارث الدسوقي الصحفي الكبير بجريدة الأخبار، الذي نشر لي من قبل بعض المقالات في صفحة الرأي والصفحة الدينية. كان الأستاذ عبد الوارث الدسوقي حادًا متجهمًا، رغم أنه رحب بي لأنني من طرف صديقه العزيز، تحدث معي عن مشاكل الصحافة، وعيوب العمل بها و…و… شعرت أنه “يطفشني”، خرجت من مكتبه حزينًا متيقنًا أنني لن أحقق حلمي بالعمل في صرح الأخوين أمين اللذين قرأت عنهما ولهما لدرجة ظننت معها أنهما لا بد يعرفانني من شدة معرفتي بهما!

دار الهلال

في مرة أخرى أرسلني صديقي المخرج د.أسامة القفاش إلى الدكتور عبد الوهاب المسيري الذي قابلته بشقته، وكان لطيفًا للغاية، وأرسلني إلى مكرم محمد أحمد رئيس مجلس إدارة دار الهلال لأعمل بإحدى إصدارات الدار. ذهبت في يوم مزدحم، قابلت بالصدفة الأديب يوسف القعيد أحد كبار العاملين بدار الهلال، أخبرته أنني قادم لمقابلة مكرم محمد أحمد من طرف الدكتور عبد الوهاب المسيري، قال إنني لن أستطيع مقابلته لأنه يستعد لاستقبال وفد أجنبي يزوره اليوم. لم أحاول الذهاب إلى سكرتارية مكرم محمد أحمد للإلحاح على مقابلته أو تحديد موعد في يوم آخر، خرجت بإحباطي من دار الهلال، وشعرت يقينًا أن لا مكان لي في عالم الصحافة القاهرية، فعدت إلى الإسكندرية مواصلًا انغماسي في صحافتها.

الحلم من القاهرة إلى الإسكندرية

مارست العمل الصحفي وأنا طالب في المرحلة الثانوية بجريدة الحائط المدرسية، وفي الجامعة نشرت أول مقال لي في مجلة يصدرها بعض الطلاب ويصورون منها بعض النسخ يوزعونها على المشاركين فيها، أخذت نسختي، ودرت بها على كل من يعرفني من العائلة والأصدقاء. ثم كانت البداية الحقيقية مع جريدة “الأيام” التي تصدرها جامعة الإسكندرية، وتوزع في السوق كل يوم أحد، كانت جريدة مهمة، رئيس مجلس إدراتها هو رئيس الجامعة نفسه، ورئيس التحرير الأستاذ محمد شاكر (رحمه الله) كان مدير مكتب أخبار اليوم بالإسكندرية، في هذه الجريدة كان التدريب العملي لما أعرفه، أجريت تحقيقات صحفية، وكتبت مقالات، وقصصًا، وأجريت حوارات لعل أهمها كان مع خالد محمد خالد عن اجتياح صدام حسين للكويت، وأصررت على زميلتي هويدا فتحي (رحمها الله) أن تكتب معنا، ووافقت بعد تردد، أخبرتها أنها ستكون رئيس تحرير في المستقبل، لم تتحقق نبوءتي، لكن هويدا أصبحت أول سيدة تحتل منصب نقيب الصحفيين بالإسكندرية، رحمها الله صديقة طيبة وصحفية ممتازة. وبفضل جريدة الأيام دخلنا مبنى أخبار اليوم بالقاهرة، وعشنا أجمل لحظات العمر ونحن نتابع مراحل تجهيز الجريدة للصدور.

الصحفية هويدا فتحي

وفي الوقت نفسه كنت أتدرب في مجلة (المسلة) مع الصحفي السكندري الكبير علاء رفعت (رحمه الله)، الذي قرّبني إليه، ولم يبخل علي بنصح ولا توجيه، وكان يحكي لي دائمًا ما وراء الأخبار المنشورة، وما وراء الوجوه اللامعة، وما وراء الأسماء الكبيرة، كان علاء رفعت يعرف الكثير، ولم يكن يعجبه شيء، وعلمني ألا أنبهر بأحد، وكنت جاهزًا جدًا لاستيعاب الدرس.

وكنت أتردد أيضًا على الأستاذ سلطان محمود “رحمه الله” مدير مكتب مجلة أكتوبر بالإسكندرية ورئيس تحرير صحيفة “صوت الإسكندرية” التي يصدرها المجلس المحلي بالمدينة. ويأتي معي صديقي حسام عبد القادر، أحيانًا يرفض الدخول لأنني أقدم عملي، وهو لا يكتب، بعد سنوات أصبح حسام صحفيًا في هذا المكتب، ثم مديرًا لتحرير مجلة أكتوبر، وأصبحت أنا الذي أذهب إليه زائرًا، ودائمًا يذكرني بأول لقاء لي مع سلطان محمود عندما قدمت له نفسي: منير عتيبة كاتب. فقال لي: ألا ترى أن كلمة كاتب هذه كبيرة؟. قدمت له قصة لينشرها في مجلة أكتوبر أو صوت الإسكندرية، فطلب مني العودة بعد أسبوع لأعرف رأيه في القصة، عدت مرة ومرات، ولم أعرف رأيه إذ فُقدتْ القصة، ولأنه لم يكن لدي صورة منها؛ فقد فقدتها إلى الأبد، وظللت لفترة طويلة أظن أنها أجمل ما كتبت ولن أكتب أجمل منها، برغم أنني نسيت فكرتها وما كتبته أصلًا، فهل الفقد يجمل الأشياء؟!

أول عمل صحفي مقابل 27 جنيهًا

وكان أول عمل صحفي أحصل على أجر 27 جنيهًا مقابل نشره هو حوار أجريته مع أستاذي الدكتور حسن محمد حسن من قسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، فقد كان خريج كلية التجارة، ثم درس في الآداب ليصبح أستاذًا لنا، ثم التحق بالحقوق ليكون مع ابنه في الدراسة نفسها، فوجدتها تجربة تستحق التسجيل.

بعد التخرج، والعمل، بشرني صديقي حسام عبد القادر بأن الأستاذ منير المسيري (رحمه الله)؛ أحد أكبر صحفيي الإسكندرية أنشأ جريدة جديدة تصدر عن نقابة الصحفيين بالإسكندرية اسمها (أخبار الإسكندرية)، وميزة هذه الجريدة أنها ستتيح لمن يثبت وجوده فيها أن يكون عضوًا بنقابة الصحفيين؛ الجنة التي يحلم بدخولها كل صحفي!

عملت مساعدًا لرئيس القسم الأدبي بأخبار الإسكندرية، الأديب عصام الجمل (رحمه الله)، وكذلك كنت أغطي أخبار الكثير من الهيئات، وطلبت من الأستاذ منير المسيري أن أغطي أخبار محافظة البحيرة القريبة من قريتي فلم يمانع.

كانت هذه الجريدة مهمة جدًا، وكان يمكن أن تحقق الكثير لصحفيي الإسكندرية، لكن عدم انتخاب الأستاذ منير لمدة تالية نقيبًا للصحفيين؛ جعله يصدر الصحيفة فترة من بيته، ثم توقفت، ككل شيء جميل لا يجد الدعم، ويقوم على الجهد الفردي مهما يكن مخلصًا.

حلم لم يكتمل!

أصبحت رئيسًا للقسم الثقافي في جريدة جديدة أصدرها أحد رجال الأعمال بالإسكندرية، الذي تعهد ألا يتدخل في سياسة التحرير، وكانت الصديقة حنان المصري الصحفية بجريدة الأهرام هي رئيس تحرير هذه الجريدة (الدوامة). ولم يصدر سوى أعداد قليلة، وتدخل رجل الأعمال فيما لا يجب أن يتدخل فيه، وأغلقت الجريدة.

بعدها اتخذت قرارًا صارمًا بأن لا أعود إلى شارع الصحافة. سأكتفي بالجلوس في بيت الأدب الذي لا يحتاج إلى آخرين ليكونوا معي.

لكن صديقي حسام عبد القادر أقنعني أن نصدر مجلة أمواج سكندرية على الإنترنت؛ أول مجلة ثقافية عربية تصدر على الإنترنت. ثم أقنعني؛ وكثيرًا ما فعل، ومعي عدد كبير من محبي الإسكندرية لعمل شركة مساهمة لإصدار جريدة سكندرية أسبوعية كبيرة ومحترفة، وصدرت بالفعل جريدة أمواج، كنت رئيس مجلس إدارتها، وحسام عبد القادر رئيس التحرير. استمرت الجريدة لمدة عامين تقريبًا، جاءت في ظروف صعبة بعد ثورة يناير، فلم نستطع أن نجد لها إعلانات تمولها، وكان توزيعها الكبير خسارة كبيرة لأن تكلفة النسخة أكبر من سعر بيعها، وخسرنا كل ما معنا، فبدأنا ننفض عن الجريدة واحدًا تلو واحدة، حتى لم يبق بها من المساهمين سوى الأديبة هناء عبد الهادي التي كانت آخر المنسحبين قبل أن يغلقها حسام بأشهر قليلة.

بعد هذه التجربة لم أقترف الصحافة، إلا من خلال إجراء حوارات أدبية صحفية مع كبار الكتاب في مصر والعالم كلما أتيحت لي الفرصة.

عندما نتحدث عن الأفكار خارج الصندوق، أو سرعة الكتابة، أو القدرة على التعديل في المكتوب، أو القدرة على جذب القارئ… أقول إنه إذا كان بي بعض من هذه الصفات فإن الفضل الأول فيها للصحافة التي تبقى متغلغلة في الدم مهما ظننت أنك ابتعدت عنها.

 

عن منير عتيبة

روائي وقاص وكاتب للأطفال والدراما الإذاعية، مؤسس ومدير مختر السرديات بمكتبة الإسكندرية، رئيس تحرير سلسلة كراسات سردية التي يصدرها مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية، مقرر لجنة السرد القصصي والروائي بالمجلس الأعلى للثقافة، عضو لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة (2013 - 2019)، وقد حصل على العديد من الجوائز منها جائزة اتحاد الكتاب.

66 تعليقات

  1. رحلة مع صاحبة الجلالة تستحق أكثر من مقال
    ويبقى الحلم الأول لا يغادرنا وإن تعمدنا البعد عنه
    سيظل الصحفي بداخلك لن يغادر الأديب
    دمت متألقا صديقي المبدع أستاذ منير عُتيبة

  2. د.ثائر العذاري

    سرد جذاب كما لو كنت تكتب قصة، في رأيي ان الصحافة والعمل الإبداعي يصعب الجمع بينهما، فبينما يبحث الصحفي عن الحقيقة يهرب الأديب منها إلى خياله، وكان القدماء يقولون أعذب الشعر أكذبه. دمت مبدعا

  3. د.حنان الشرنوبي

    بالتوفيق والسداد الدائم لكم ولقلمكم المبدع.

  4. محمد الحديني

    رحلة لم تكتمل ولا تخلو من متعة.. دمت مبدعا متألقا

  5. السلاسة مُلفتة جدًا كأني بقرأ لأنيس منصور 🤎

  6. نعيمة فرغلى

    رائع دمتم في رعاية الله وحفظه

  7. سالمة المغربي

    الصحافة؛ لا تزال تجري في دمك يا أستاذنا.
    السؤال الذكي الذي طرحته هنا بالمقال؛ شدني.
    س/ هل الفقد يجمل الأشياء؟
    ج/ نعم يا ريس، كل متاح أو سهل العثور عليه؛ يفقد جماله وشغف الحصول أو الحفاظ عليه.
    عالمنا، دنيانا، هي خير دليل على ذلك، كم من فقيد كنا نعيش معه، ولا نعرف قيمته إلاوبعد فقده.
    الفقيد سواء إنسان، أو أشياء مادية أو معنوية، وقت الفقد والاشتياق إليه؛ هو أهم ما في هذه الدنيا.

    حضرتك نسيت القصة، هل ذاكرتك ما زالت تحمل منها المضمون؟
    هل قارنت بينها وبين أخواتها، أم نسيتها حرفيا؟

    مقالك كالعادة رائع.. تحياتي.

  8. صاحبة الجلالة وذكريات حضرتك معها رائعة

  9. حافظ المغربي

    قامة وقيمة مغدق أنى حللت مستبطنا الحدث من جميع أطرافه كاتبا وصحفيا وأديبا

  10. أسامة أحمد عبدالله

    الأستاذ الخلوق منير عتيبة دمت لنا قيمة وقامة أديبا وإنسانا
    دامت لنا إبداعاتكم الأدبية

  11. صبري الموجي

    رحلة جميلة في طريق الوصول للحقيقة، بدأت بالشك للوصول لليقين بأنّ الصحافة ـ بحق ـ مهنة البحث عن المتاعب، واسأل بهذا خبيرا !
    ولكن رغم مرارة الرحلة، التي سيقت بقلم أديب تأخذ عباراته بألباب القراء، إلا أنّ الممتع فيها أنها وجهتك صوب الأدب عن اقتناع، وأرى أن العمل فيه أمتع وأجدى، بيد أنك حققت فيه إنجازا ملحوظا ، يغبطك عليه كثير من الصحفيين .. دمت سخي الحرف، نابض الفكرة، سلس العبارة أ. منير عتيبة .

  12. هناء عبدالهادي

    كانت تجربة جميلة برغم عدم استمرارها ولكن كنا أسرة جميلة ومازلنا على علاقة بكل الشباب الذي شاركنا في الجريدة والأهم أن عدم نجاحها لم يؤثر على الصداقة والأخوة التي جمعتنا ، دمت بخير أخي وصديقي منير وحسام الذي لم يغيب عنا

    • حفظك الله
      كانت تجربة بدأت بالمودة وزادت مصاعبها هذه المودة فالنفوس التي شاركت فيها كانت سليمة

  13. دوام العطاء والتميز أستاذنا ومبدعنا الكبير

  14. ده تاريخ في بلاط صاحبة الجلالة وذكريات جميلة

  15. مقالات حضرتك دروس للشباب من أدباء وصحفيين والله..

  16. مقال أكثر من رائع فهو جامع للكثير من المفاهيم و الاحداث و الشخصيات و يذكرني بعملي بالصحافة أيضا كل التقدير للمبدع منير عتيبة

  17. أحمد.البدري

    تجربة جميلة بكل ما فيها من معاناة وإصرار هي تجربة حياة تحتاج إلى مجلد وليس مقال دمت دوما مبدعا ىائعا

  18. احمد البدري

    سلمت وسلم قلمك ااسامق على هذا السهل الممتنع هي تجربة حياة بكل مافيها من انكسارات وطموح تحتاج إلى أكثر من مقال

  19. أحمد مصطفى علي حسين

    مقال جميل جدا.. و27 جنيه حلوين والله مش بياخدهم الصحفيين اليومين دول.. لأن المبلغ ده يساوي سعر جرام ذهب في تاريخ نشر المقال، يعني أكثر من 3 آلاف جنيه مقابل نشر حوار واحد.. مقال ممتع كالعادة للمبدع الراقي الكبير الأستاذ منير عتيبة..

  20. نبيلة المسيري

    مشوار حياة كل موقف.. تجربة نمر بها
    جزء من كيانا.. عمرنا و نتاج ما نحن فيه الآن

  21. نبيلة المسيري

    دام العطاء والتميز والتألق

  22. بلاط صاحبة الجلالة يملأ الكون السلطاني بالمفاجٱت. التشبث بالحلم في بلاطها محمود
    دام قلمك زاخرا وممتعا

  23. استاذي الفاضل..
    حديثك عن الفقد يفيض بالجمال؛ فالأشياء التي تضيع تظل في ذاكرتنا أنقى وأبهى، كأن الفقد يعيد تشكيلها بالنور. اخترت أن تكون مفكرًا حرًا، لا تقيّدك مواعيد ولا تُرهقك قيود الصحافة، فحافظت على قدسية الكلمة ووزنها الحقيقي.
    حلتك في الصحافة فصلٌ من السعي النبيل، تخلقه الأحلام الفردية وتعيقه قسوة الواقع. كم من جريدة وُلدت من وهج الحلم وأُطفئت بفعل الوحدة وقلة الدعم! ومع ذلك، الجمال ليس في البقاء، بل في الأثر. احمل تلك الحكايات في قلبك، ودع الحلم يظل دليلك، حتى لو كان الطريق زلقًا ومُنحدرًا.

  24. تجربة ثريّة تعبّر عن شغف حقيقي بالصحافة فهي كما أرى من المهن التي تحتاج لشغف ممتهنها بها، وهنا يتخطّى الأمر مجرد العمل بها، حيث تصبح جزءًا من حياته وشخصيته وتكوينه الإنساني.
    يسهل على الكاتب الصحفي الشغوف أن يكون كاتبًا وأديبًا لديه الكثير مما يكتب عنه في سياق معرفي مختلف.

    شكرًا لهذا المقال الممتع

  25. تجارب مؤلمة لكنها تبقى في الذاكرة علامة على التحدي والمثابرة

  26. د.جيهان الشندويلي

    المقال درس حيّ لكل من يحلم بالعمل الصحفي أو الأدبي. إنه تذكير بأن الطريق مليء بالتحديات، لكن الشغف والإصرار هما المحرك الأساس لتحقيق الأحلام، حتى وإن لم تأتِ كما تخيلناها… مقال رائع كالعادة دمت ودام قلمك بكل خير يا أستاذ منير

  27. الشربيني المهندس

    استمتع بالسرد السلس وجمال التعبيرات ومازال امامك المشوار لاكمال الحلم وجاءزة الدولة أن شاء الله ونستمتع إبداعاتكم والأدبية وتحياتي لنساء المحمودية

  28. مقال يثير الذكريات كعادة مقالات الأديب على موقع شهرزاد، هل لاسم الموقع علاقة بهذا 😊
    هل الفقد يجمل الأشياء؟ سؤال أثرته في المقال، وأرى أن الإجابة نعم، المفقود دائما مرغوب، خاصة ونحن نجهل الحكمة وراء فقده، حتى نفقد موجود.

    • نعم شهرزاد تكتب هذه المقالات هههههههههههه
      وكتبت عنها أول مقالة لي بالموقع

  29. ذكريات وآمال وخطوات جادة ثم قرار عن اقتناع بالتزام بيت الأدب وهذا من حسن حظنا لكن قد يكون الاختيار الآخر وشارع الصحافة وسيكون أيضا حظا جميلا لكن الأجمل انتاجكم الادبي -القصصي والروائي- الذي أثرى المكتبة العربية
    كل التوفيق أ. منير

  30. دوام التوفيق والنجاح

  31. أحسنت أستاذنا السرد كالعادة وأشارت أصابعك على حلم كل منا وسعيه لتحقيقه، ومن أكمل وناضل حتى وصل أو رضي عن نفسه لنضاله حتى وإن لم يصل، ومن استسلم للعقبات مبكرا، وطرحت سؤالك هل الفقد يجمل الأشياء؟، نعم يجملها، لأنها لم تطرح للنقد، ونظن بها ظن الخير، فالمحب لا يري في الحبيب الراحل سوى أنه جنته على الأرض، لأنهما لم يخوضا تجربة الارتباط وما تحمله من نتائج
    أجدت طرح تجربتك في رحاب صاحبة الجلالة، وبفضل الله ثم مثابرتكم التي اختلطت بابداع قلمكم، أعتقد نلت جزءا مما تمنيته ولن ينال المبدع مراده طالما قلمه ينبض بالحروف
    خالص تحياتي استاذنا الفاضل

  32. منال الشرقاوي

    رحلة صحفية ملهمة؛ فالصحافة ليست مجرد نقل أخبار، ولا الأدب مجرد خيال، بل كلاهما أداة قوية لإيصال رسالة. وقد جاءت الرسالة بين سطور المقال بمنتهى الحرفية والسلاسة.

  33. رحلة تستحق التوثيق، عندي قناعة بأهمية كل مرحلة في حياة المبدع ، سواء على مستوى تطوره الإبداعي أو مهنيته وتقييمه لما يكتب
    دوام العطاء الجميل على كل المستويات إن شاء الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *