أحدث الحكايا

بيوت القاهرة القديمة ، ورحلة في حكايات الحجر

في قلب القاهرة، حيث يمتزج التاريخ بالقصص و الحكايات، تظهر البيوت العتيقة وكأنها صفحات من رواية قديمة، تحكي كل صفحة فيها لمحات عن تاريخ لم يسجل بعد.

الكاتبة والباحثة ياسمين عبدالله ابنة الإسكندرية،عبر كتابها “بيوت القاهرة ، ترحال في حكايا الحجر ” تأخذنا في رحلة لنلتقي بأرواح هؤلاء الذين ملئوا جنبات المنازل القاهرية العتيقة بالحياة.

“البيت هو كلمة السر الأولى في تشكيل الإنسان، ولأن جدرانه لا تزال تكتنز الحكايات العادية التي لم يؤرخ لها بالشكل الكافي، شعرت بانجذاب للكتابة عن البيوت القاهرية بالذات، ورغبت أن يكون هذا الكتاب مفتاح في يد من يطرق أبواب البيوت لاستكشافها “

تخرجت ياسمين من “كلية الآداب” قسم الآثار والدراسات اليونانية والرومانية، لكن شغفها الحقيقي يكمن في استكشاف هذه المنازل وترى أن الكثيرين يتعاملون معها على أنها آثار، ويتم تناسي حقيقة أنها كانت تحوي حيوات، وأن جدرانها شهدت على معيشة بشر بين جنباتها؛ بحكاياتهم وهمومهم وأفراحهم وأسرارهم”.

تتنقل الكاتبة بين الأزقة والحواري عبر كتابها، وتدخلنا معها إلى بيت “الست وسيلة” لتكشف سر (حجاب المحبة)الذي يعود للسيدة صفية زوجة الحاج لطفي، المالك الأول ، وعلى الأرجح أنها صنعته كي لا يتزوج عليها بأخرى، ومن البيوت المميزة أيضا بيت “علي لبيب ” المعروف بفناءيه، وكذلك “بيت الهراوي ” الذي خالف التقليد المعماري السائد ولم يحتوي مقعدا ، أما البيت الأقرب لقلبها فهو بيت “جمال الدين الذهبي ” شاهبندر التجار، الذي اعتبرته النموذج الأجمل والأكثر رقة للبيت القاهري.

وعن الاختلافات بين الماضي والحاضر ترى ياسمين أن البيوت القديمة كانت حقيقية؛ وخاصة  الفارهة منها حيث راعت حاجة الإنسان للشمس وللسماء ولنجوم الليل وللاختلاء بنفسه، فمساحتها الشاسعة والشمس العابرة للمشربيات وفتحات السقف والنوافذ، بجانب تقليب الهواء طبيعيًا من خلال الشخشيخة،يمنحها نوعًا من الحميمية والانتماء.

تعد ياسمين واحدة من أعضاء مبادرة “سيرة القاهرة”التي تهدف إلى إحياء هوية المدينة من خلال إنتاج محتوى مثل الوثائقيات والمحاضرات، ويعد الكتاب امتدادًا  لفكرة التمشيات التي تنظمها المبادرة، للتعرف على دروب القاهرة التي لا تزال عامرة بالحكايات والتاريخ.

بيت الهراوي

 

عن شهرزاد

المحرر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *