يمنحنا الله المواهب، ونحن نستثمرها، أو نبددها.
كم رأينا من موهبة تبدأ ساطعة مبهرة، ثم تخفت أو تختفي، لأن صاحبها اعتقد أن كنز موهبته لا يفنى، وأن أرضها الخصبة لا تحتاج إلى تقليب، وحرث، وبذر، وري، قبل الحصاد.
وكم من موهبة بدأت على استحياء، وبدت ضعيفة، لكنها فاجأت الجميع بإنتاج ممتاز، لأن صاحبها انتبه إلى دوره في احتضان موهبته، والحفاظ عليها، وتنميتها.
سأصفق للنموذج الثاني، وأحييه لوعيه ودأبه، لكني لن أحكم على النموذج الأول، فلا نعرف كل الظروف التي أحاطت بتضييعه لموهبته، وهل لو كنا مكانه سنستطيع أن نقاوم أم سيحدث لنا مثلما حدث له أو أسوأ؟!
عرفت نماذج عديدة من كتاب القصة والرواية في الإسكندرية؛ أصحاب المواهب الكبيرة حقًا، والتي لم يعطوها حقها الكافي في الاهتمام، فكان إنتاجهم أقل بكثير من حجم موهبتهم، أقل في الكم أو القيمة.
صلاح بكر.. الكاتب العشوائي
كان صلاح بكر -رحمه الله- يصف نفسه بالكاتب العشوائي، يعيش في منطقة عشوائية، يتصرف بعشوائية، يقرأ، يكتب، بعشوائية. كان ذكيًا بما فيه الكفاية ليعرف حجم موهبته، وكان عشوائيًا أكثر حتى لا يهتم بها، تجربته في الحياة وبين الناس جعلته يعرف ويفهم الكثير عن أعماق المجتمع المصري، وطريقة تفكير ومشاعر أهل الأحياء الشعبية، فقد عاش بشارع الرحمة بمنطقة عمود السواري، وعمل إداريًا بمستشفى ناريمان. لم أعرف إن كان يقرأ كثيرًا، فهو لم يكن من النوع الذي يستعرض ثقافته وما قرأ، فلا يهمه أن يظنه الناس مثقفًا أو جاهلًا، لكنه لم يكتب كثيرًا، وكان اهتمامه بالنشر أقل، واهتمامه بتسليط الضوء على ما نشر أقل وأقل، كان يحدثني بإلحاح لتنظيم ندوة لمجموعة قصصية لشخص ما، وليس لنفسه، وعندما أطلب منه أن نناقشه يظهر فرحة واندهاشًا، ثم يكون عليّ الإلحاح على تذكيره حتى لا ينسى الحضور.
أصدر صلاح بكر ثلاث مجموعات قصصية هي: كشف الورق، الكوبري أبو عين واحدة، ارحل يا بلاطة (نشر بعد وفاته). وهي أعمال تشي بحجم الموهبة التي كانت قادرة على أن تحجز لنفسها مكانًا في الصفوف الأولى، خصوصًا أنه استثمر فيها تجربته الحياتية بوعي فني كبير.
أحيانًا أسأل نفسي: ما الظروف التي جعلت صلاح بكر لا يهتم بموهبته كما يجب؟ وهل كلمته عن نفسه أنه كاتب عشوائي أصابته في مقتل من كثرة ما رددها، ولا أعرف الإجابة. ربما كلماتنا تصنع فكرتنا عن أنفسنا، ثم نتصرف تلقائيًا وفق هذه الفكرة. وأحيانًا أسأل نفسي: ماذا لو آمن صلاح بكر بموهبته الإيمان الذي تستحقه، فحافظ عليها، وعمل على تنمية مناطق قوتها؟ وأعرف الإجابة؛ كان سيشغل الناس والنقاد ويكون من الأسماء التي تتردد كثيرًا كلما ذكرت القصة القصيرة المصرية وليس في الإسكندرية فقط.
أرسلت ما كتبته إلى أحد الأصدقاء الذين كانوا مقربين جدًا إلى صلاح وهو الأديب يحيى فضل سليم. فأخبرني بكثير مما لم أكن أعرفه، كان صلاح طالبًا بكلية الحقوق، يشارك في مظاهرات الطلبة في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، ثم عرف أنه قد يُقبض عليه، فهرب إلى الصعيد وهو في السنة الرابعة لم يتخرج بعد، أمضى هاربًا عشر سنوات، لا أعرف هل كانوا يبحثون عنه؟ هل هرب من واقع يطارده أم من وهم، لكنه في كل الأحوال خسر من عمره عشر سنوات ومعها شهادة الحقوق وحبيبته؛ زميلته في الكلية، والأهم أنه فقد مع كل ذلك شغفه بالحياة نفسها فلم يعد يبالي بأي شيء فيها.
محمد خيري حلمي.. كاتب الحياة
عرفته قبل أن ألقاه. في أواخر تسعينيات القرن العشرين أنشأت دار “الصديقان” للنشر والإعلان مع صديقي الصحفي حسام عبد القادر. كنا نطبع كتب الهيئة العامة لقصور الثقافة في الإسكندرية. وكان منها مجموعة قصصية لكاتب اسمه محمد خيري حلمي. قرأت المجموعة وأعجبتني جدًا، وانتظرت مقابلة الكاتب. جاء إلى دار النشر، تحدثنا لبعض الوقت، سلمته بروفة المجموعة ليصححها لغويًا ويعيدها إليً. بعد خروجه من المكتب قلت لحسام عبد القادر: أهذا كاتب هذه المجموعة؟! كانت المجموعة لامعة، ساخرة، عميقة، وكان محمد خيري حلمي بسيطًا، لا مباليًا كما بدا لي. بعد صدور الكتاب قال لي أحد الأصدقاء: كيف تنشرون كتابًا به كل هذه الأخطاء الإملائية والنحوية؟ أحضرت نسخة من الكتاب، فوجئت بأن البروفة هي التي طبعت، حققت مع العاملين في الدار لأعرف السبب، أظهروا لي النسخة النهائية المسلمة لهم من الكاتب، صدمت أنها هي نفسها البروفة، وطلبت حضور محمد خيري حلمي الذي صدمني أكثر برده: لم أكن أظن أنكم ستنشرون لي حقًا؛ فأعطيت لابني المجموعة ليراجعها هو! – هل ابنك متخصص في اللغة أو الأدب؟. لم يرد، فصمتُّ كاتمًا غيظي.
واجه محمد خيري حلمي صدمات كثيرة في حياته، لكنه كتب عنها كلها، وكأن الكتابة الروائية والقصصية هي التي ستنجيه من الجنون إذا وقف وجهًا لوجه ضد مصائب الحياة أعزلَ بدون القلم. كانت روايته “عبد الله يقرأ طول الليل، وبشرى تكتب طول الليل” هي أبرز أعماله وبداية مرحلة الغزارة الإنتاجية. هي شبه سيرة ذاتية، جعلها بين قوسين هما الناقد عبد الله هاشم، والكاتبة الفلسطينية بشرى أبو شرار، ومن خلال علاقة الثلاثة ببعضهم بعضًا يتحدث خيري عن حياته الاجتماعية، والأسرية، والعملية في المصنع الذي يعمل به، والثقافية، بإبداع حقيقي، وكتابة أقرب إلى ما نسميه الآن كتابة الحياة. تحمس عبد الله هاشم للرواية جدًا، وتحمست بشرى، ولم يكن أحد يهم خيري في العالم مثل عبد الله هاشم ورأيه فيما يكتب، لكن نقادًا كبارًا كتبوا مشيدين بالرواية، ووجدنا حالة ثقافية جميلة بعد ذلك؛ محمد خيري حلمي ينتج أعمالًا روائية وقصصية، وعبد الله هاشم يقرأها ويراجعها، ثم ينشرها، وبشرى تقرأ وتشجع وترعى عملية النشر.
منذ أشهر طلبت من بشرى نسخًا من أعمال خيري، فأحضرتها لي فورًا بإحساس من لا تزال ترعى هذا المبدع. أعدت النظر في الكتب الكثيرة التي أحضرتها. وجدت فيها أشياءً لامعة جدًا، ووجدت ما لا يستحق النشر، وجدت كتابة تلقائية لا يعي الكاتب غالبًا ما يفعله بها، برغم أنه كان نهمًا للقراءة، بوح مبدع مضيء أحيانًا، وكتابة قد تصبح ركيكة في أحيان أخرى. لماذا كان خيري ينشر كل ما يكتبه؟ ولماذا وافقه عبد الله على هذا؟ لماذا لم يكتفيا بنشر المهم في كتابته، والتركيز عليه، وترويجه، كان خيري سيصبح أحد رواد كتابة الحياة التي تروج الآن في الغرب رواجًا كبيرًا، لكنه كان يكتب بلا إيمان حقيقي بموهبته، وبلا وعي أو اهتمام بها، ولولا حماس عبد الله هاشم ورعاية بشرى أبو شرار، ربما ما استمر يكتب، أو كتب ورمى ما يكتبه في أي مكان، أو لوضع إفطار الصباح في العمل من فول وفلافل فوق أحدث قصة دون أن يأسف لفقده لها مقابل الفلافل الساخنة اللذيذة.
أبو نصير عثمان.. شهاب؛ بزغ، هوى
ظهر أبو نصير عثمان في الوسط الثقافي السكندري فجأة وقد تجاوز الستين، سماره ولهجته الأقرب إلى أن تكون مزيجًا من الصعيدي والفلاحي معًا؛ ولا أعرف كيف، طيبته المتمثلة في ملامحه، وكلامه، وتقبله لمن أمامه، تقديمه لخدمات للزملاء بأريحية كأن يوصل كتابًا من كاتب لآخر، أو يذهب إلى القاهرة ليستخرج كارنيهات الأعضاء من اتحاد الكتاب؛ كل هذا جعله محبوبًا من أول لحظة.
سمعت منه أول قصة في ندوة الاثنين بقصر ثقافة الأنفوشي، كنت أنصت، أستمتع، أغبطه على القصة. طوى الورقتين، وبدأ يسمع آراء الحضور، كانت ابتسامته صغيرة برغم كل الثناء الذي سمعه، وكأن هذه الفقرة لا تخصه، ما يخصه انتهى بقراءة القصة. ثم حرصت على الاستماع لكل ما يقرأ. فوجئت بالتفاوت الرهيب في مستوى القصص. كنت أعلق سعيدًا ببعض ما يقرأ. وحزينًا على بعضه. ذات مرة قرأ قصة رديئة، رغم أن بعض الحضور أشادوا بها، لكنني وضحت مشاكلها بالتفصيل، هو لطيبته هز رأسه، قال كلمته المعتادة: ألف شكر، حاضر، إن شاء الله الجاية تكون أحسن وتعجبك! بلا غضب، وبابتسامة طيبة، فخجلت من نفسي. ومع ذلك لم أستطع ألا أغضب منه عندما قرأ في يوم آخر بعدها قصة أخرى ضعيفة، وكان قد أصدر عدة مجموعات قصصية، حتى إن البعض كان يسخر بأن أبو نصير عثمان يريد إصدار مجموعة قصصية كل شهر. غضبت وقلت له: لن أعلق على قصصك مرة أخرى. أنت كاتب موهوب موهبة عالمية، ربما تكون أكثر الموجودين هنا موهبة، لكنك لا تدرك أو لا تحترم حجم موهبتك. المجموعات القصصية العديدة التي أصدرتها ولن يقرأها أحد، كان يمكن أن تكون مجموعة واحدة بها القصص الممتازة، بهذه المجموعة فقط كنت ستدخل التاريخ، فعلها قبلك خوان رولفو بمجموعة قصصية واحدة ورواية قصيرة.
نظرت حولي فوجدت الجميع مشدوهين، فلم يعتد مني أحد الحديث هكذا، ولا هذا الغضب. ثم ألقى عليّ أبو نصير عثمان دلوًا مليئًا بالثلج عندما ابتسم وكرر كلامه المعتاد.
طوال الطريق عائدًا إلى بيتي كنت ألوم نفسي، ليس من حقي أن أفعل ما فعلت، وأرد على نفسي أن السبب هو إعجابي بموهبته الكبيرة وغيرتي عليها. لكني بعدها لم أعد أعلق على ما يقرأ أبو نصير عثمان، ولم أعد أقرأ ما ينشره، خصوصًا بعد أن عرفت أنه يحرص على حضور جميع الندوات حتى ولو كانت تنظم بالتوازي في الوقت نفسه، ويحرص أكثر على قراءة قصة في كل ندوة، وغالبًا يكتبها في المشروع (الميكروباص) وهو في طريقه إلى الندوة.
حكمت فأخطأت
قلت إنني لن أحكم على من بدد موهبته، أو أهملها، أو لم يعطها حقها، وكتبت متحليًا بهذه الروح من التجرد والإنصاف، ثم قرأت ما كتبته، فوجدتني أصدر أحكامًا وكأنني قاضي قضاة الأدب، أو الوصي غير الشرعي على هؤلاء المبدعين، إنني لا أعرف تفاصيل حياتهم، ولا شخصياتهم، لأنني لم أكن قريبًا لأي واحدٍ منهم، كان لقاء ندوات فقط، فكيف أحكم عليهم بهذه القسوة، ربما لو عرفت أشياء لاكتشفت أن مجرد استمرارهم بالكتابة كان بطولة وحفاظًا على ما استطاعوا المحافظة عليه من موهبتهم، ودرءًا لجنون أو اكتئاب أو انسحاب من العالم. ربما لو وقعت تحت ضغط بعض ما تعرضوا له؛ ولا أعرفه، لتوقفت عن الكتابة، أو كرهتها، أو اعتبرتها حرامًا، أو مضيعة للوقت والمال وخرابًا للبيوت. ولا أظن أن الوسط الثقافي بريء براءة تامة من دم موهبة هؤلاء وغيرهم، بما فيه من تحيز للبعض على حساب الآخرين، لأسباب فنية أو شخصية، أذكر أن أحد كبار الفاعلين في الوسط الثقافي السكندري قدم ملفًا كاملًا في أهم مجلة ثقافية وقتها؛ عن كاتبة شابة بمجرد ظهورها في الوسط الثقافي، يضم الملف قصصها وبعض الكتابات النقدية حولها، وكانت بالفعل كاتبة ممتازة، ثم اكتشفنا بعد فترة قصيرة أنها تجيد الفرنسية وقصصها الممتازة هي ممتازة ولكنها ليست قصصها ولكن ترجمتها عن الفرنسية وقدمتها باسمها، في الوقت الذي كان كاتبٌ كصلاح بكر نادرًا ما يُنشر له عمل في هذه المجلة أو غيرها.
هل أنشر هذا المقال بكل ما فيه من ادعاء بالمعرفة، والحكم على الآخرين؟
نعم، طبعًا سأفعل، ليتذكر القراء هؤلاء المبدعين، ويعيدوا قراءتهم، واكتشافهم، ربما قيض الله لهم من هو أفضل مني بحثًا في أعمالهم، وتنقيبًا عن الثمين فيها، وتنقيته مما هو غير ذلك.
كان الثلاثة عشوائيين، لكنهم لم يكونوا مغرورين، يظنون أن لهم قراء، وأن كتابتهم ستذكر العالم بمبدعين يستحق إبداعهم القراءة رغم كل شيء.
ذكريات جميلة جدا
وجميل المبدع المتواضع ومن المهم أن يكون الكاتب متواضع لدرجة كبيرة
والأهم عدم إصدار الأحكام على الكتاب بل نكتشف مواهبهم
صدقت يا أستاذة
ذكريات جميلة جدا
وجميل المبدع المتواضع ومن المهم أن يكون الكاتب متواضع لدرجة كبيرة
والأهم عدم إصدار الأحكام على الكتاب بل نكتشف مواهبهم شكرا جدا استاذ منير
ألف شكر
مقال هام جدا وفيه عرض لسيرة كتاب لهم كل التقدير، وفعليا هم يستحقون المزيد من إلقاء الضوء على أعمالهم، حقا هم أصحاب موهبة كبيرة ولكن لم تستغل كما يجب، ربما لظروف كثيرة تتعلق بهم وكذلك بالوسط الثقافي نفسه
أتفق معك أستاذ شريف
مقال جميل ومميز
ألف شكر أستاذة رانيا
بالتوفيق والسداد دوما
شكرا جزيلا د.حنان
رائع جدا
بالتوفيق والتألق دائما أديبنا القدير
ألف شكر أستاذ سامي
سلمت يداك أستاذنا الفاضل
ألف شكر أستاذة راندا
مقال مهم يحمل الذكريات، والإلمام بالحركة الثقافية، ويتمنى الكثير..
شكرا جزيلا أستاذة نهى
مقال رائع يذكرنا باحباء رحلوا عنا ا. صلاح بكر كاتب المهمشين و ا. خيري حلمي و ا. ابو نصير عثمان اطال الله حياته و عن الموهبة و تنميتها و الشغل على الذات و هذا أمر هام جدااا و اسلوب كتاباتهم كان بسيطا عميقا كنت استمع ل ا. صلاح بكر و اهتماماته بطبقات خاصة و روعة تفصيلاته و ا. ابو نصير الذى اعتبره مؤرخا لذاته و تاريخه الإبداعي كان يكتب القصة و أمامها صورة الجريدة التى نشرها بها و حكاوى ا. خيرى حلمي عن لقاءاته بالادباء و قعداته معاهم حقيقة لون مختلف و تجميع لكتاب تشابهوا فى طرح ابداعهم بشكل خاص مختلف لا انسي قصة ا. ابو نصير ” رغيف عيش ” عملت منها عرض حكي فى أكثر مكان و كنت أشير إليه ككاتب القصة باحلال و تقدير يستحقه .. شكرا الاديب استاذنا منير عتيبة على اعادتنا لزمن و مبدعين لا تنسي .
الشكر لك أستاذ ماهر لقراءتك ومشاركتنا ذكرياتك المهم مع هؤلاء المبدعين
بالتوفيق دائما تحياتي
تسلم أستاذ السيد شليل
مقال يكشف لنا بعض جوانب حياتنا الأدبية بالإسكندرية. أنا أتذكر الكاتبين صلاح بكر ومحمد خيري، لكن لم يكن بيننا علاقة وطيدة. شكرا للأديب منير عتبية.
تسلم أستاذنا الكبير
أستاذ منير انتظر مقال حضرتك علي موقع شهر زاد في شغف، لأنني أجد فيه دائما المفاجأة والغير متوقع للقاريء. لكن هذه المرة دمعت عيناي وأنا أقرأ الجزء الذي تبرر فيه عزوف هؤلاء الكتاب عن الكتابة.. يجوز لو قرأت هذا التعليق ستذكر أن هناك كاتبة وناقدة وعضوة باتحاد كتاب مصر الآن تعرضت وهي في العشرين من عمرها للقمع وحرق أوراقها بما تحمله من مشاعر وأفكار، لكنها قاومت وتمسكت بحلمها الذي ظل في ظلام الأدراج الي أن وصلت الخمسين.. حقا إن ما تفعله يا أستاذ منير مع من رحلوا من إنصاف لهم ورفع من قيمتهم بعد أن أصبحوا في عداد الأموات؛ لهو دليل علي اختلاف حضرتك ومعدنك الأصيل الذي يفوق الذهب والألماس.
دمت مبدعة أستاذة أمينة . وصبرك وتمسكك بإبداعك قصة لابد أن تروى
كم من مواهب تبددت فعلا
فهل كانت الظروف أقوى
أم أن المناخ العام كان سببا مباشرا
مقال أكثر من رائع
دمت بإبداع ودام عطاؤك الراقي مبدعنا المتألق أستاذ منير عُتيبة
ألف شكر أستاذ سمير
مقال مهم فعلا عن مبدعين أخلصوا للفن فقط بينهم وبين انفسهم دون السعي لأخذ مكانتهم التي يستحقونها في الحياة الأدبية.
أرهقتهم الحياة ونسجوا معاناتهم إبداعا حقيقيا يعتز به ويعرف قيمته كل من قرأ لهم وتعرف عليهم.
شكرا أستاذ منير على هذا المقال المهم وعلى الذاكرة الأدبية الواعية والمخلصة للفن والإبداع الحقيقي
تسلم صديقي المبدع يحيى وشكرا لإصافتك القيمة بالمقال
مقال رائع بالتوفيق دائما
ألف شكر أستاذة نجلاء
مقال رائع بالتوفيق دائما
د. منير
ربنا يحفظك
أستاذ منير انتظر مقال حضرتك علي موقع شهر زاد في شغف، لأنني أجد فيه دائما المفاجأة والغير متوقع للقاريء. لكن هذه المرة دمعت عيناي وأنا أقرأ الجزء الذي تبرر فيه عزوف هؤلاء الكتاب عن الكتابة.. يجوز لو قرأت هذا التعليق ستذكر أن هناك كاتبة وناقدة وعضوة باتحاد كتاب مصر الآن تعرضت وهي في العشرين من عمرها للقمع وحرق أوراقها بما تحمله من مشاعر وأفكار، لكنها قاومت وتمسكت بحلمها الذي ظل في ظلام الأدراج الي أن وصلت الخمسين.. حقا إن ما تفعله يا أستاذ منير مع من رحلوا من إنصاف لهم ورفع من قيمتهم بعد أن أصبحوا في عداد الأموات؛ لهو دليل علي اختلاف حضرتك ومعدنك الأصيل الذي يفوق الذهب والألماس.
ملحوظة
لم أرسل هذا التعليق من قبل
لماذا تظهر لي هذه الرسالة
شكرا جزيلا لحضرتك
مقال مهم جدا؛ أجاب عن أسئلة تلح كثيرا على أذهاننا، ماذا تفعل الموهبة بصاحبها؟ من منهما المتحكم في الآخر؟ لمَ يعاني بعض الموهوبين من أرواحهم الهشّة وعدم مقدرتهم على الصمود أمام صدمات الواقع..وما دور المحيطين بهم في الخروج بهم من شرانقهم.
عرفنا في هذا المقال ما كنا نجهل .
فعلا أسئلتك مهمة أستاذة هناء
شكرا جزيلا
مقال جيد جداً ويحمل من الجدية قدر ما يحمل من المرارة.. بعض الكتاب أدمنوا جلسة المنصة وتصفيق جمهور الندوات المحدود.. وألقوا بموهبتهم في لهيب سعادة واهية من كلمات الإشادة الاطراء والمجاملات.. فاحترقوا في سرور.. أحسنت يا أ. منير لطرقك الواعي على أحد أهم بوابات قبور المواهب المنسية
تسلم د.مصطفى
مقال هام يلقى الضوء على كتاب لهم وزنهم ويعطى خلاصة تجارب لأجيال جديدة
ألف شكر أستاذة عبير
مقال مميز وذكريات جميلة وعرض لتجارب الكتاب ربما يجد فيها البعض إفادة له في مشواره.
دام العطاء أ.منير ودمت داعما للكتاب🌹🌹🌹
ألف شكر أستاذة فاطمة
شكرا جزيلا أستاذة فاطمة
الكاتب المبدع العشوائي المتجرد الذي تثقله هموم الحياة وتمنعه من الانطلاق والتعبير عن ذاته وإبداعه فيعيش في الظلال ويكتفي بالهامش ولا يصارع أحدا. ما اكثرهم وأقل حظوظهم . كل التحية لحضرتك على هذا المقال المتفرد
تسلم د إيهاب
الكتابه من اصعب فنون الادب نثرا وشعرا حاله من الارق المستمر
لاراحه الا بالكتابه
واعتقد ان الكاتب لا يكتب مختارا لذلك
وتلك المواهب تتحمل جزء منخساره الادب لها
ووكثيرا من المواهب في شتى المجالات لم تجد من يكتشفها
واعتقد ان وجود مختبر السرديات هو حاله من التعويض
عما اتلفه حال البلاد من تجريف ادبى وثقافى
وخطوه كبيره وعظيمه نحواكتشاف جيل جديد من الادباء في مصر
وكفى جلا للذات
فعلا الناقد. هو قاضى وجراح
يقول الحقيقه المجرده للاصلاح دون مواربه ولا محاباه
مقال اكثر من رائع
وفقكم الله
اعذرن للاطاله فلم اجد الوقت لاكتب رساله قصيره
صدقت أستاذ أشرف
وأدعوك أنت وباقي الأصدقاء للمشاركة في المختبر
مقال يحمل العديد من المعاني، الوفاء لأشخاص رحلوا ولا يعلم عنهم الكثيرين شيئا، الوفاء للإبداع الفطري والأدب بصورة عامة، والغيرة عليه واتخاذ المواقف الإيجابية حياله، دون الإكتراث برد الفعل، والأجمل طرح الموضوع وترك الأسباب مفتوحة دون الخوض في تفاصيلها، أو اليقين بمعرفتها، فأغوار النفس البشرية وما يحيط بها مواقف حياتية، لا يستطيع تقديرها إلا صاحبها وقدرته على التكيف معها، وربما لو وضع صاحب الرأي في نفس الموقف، لكان قراره نفس القرار
وأضيف جمالا في حقيقة اتهام الوسط الثقافي بالمجاملة وطعن الابداع وهذا ما نراه رؤية لا خداع فيها، في الجرائد والمجلات وبعض الجلسات الثقافية
دمت استاذنا الكريم مبدعا في الرواية والمقال والوفاء، وخير سند لمثقفي الإسكندرية عن تجارب شخصية معكم
تسلم أستاذ عادل شكرا جزيلا
رؤية عميقة لمواهب ضاعت بسبب الكسل والإهمال والتخبط في الحياة
ألف شكر د مصطفى
كم هو جميل ان نذكر هؤلاء بالخير .. هؤلاء اللذين سمعوا النصيحة و هؤلاء اللذين تجاهلوها و استمروا في قناعاتهم لتاخذهم الحياة في متاهاتها و تمضى .. شكرا لتعريفنا باسماء لم نعرفها سابقا .. لان لها الحق في ان نعرفها قبل ان نمضى .. على اقل تقدير
شكرا د منير
شكرا جزيلا د.هدى
حضرتك في منتهى النبل و الأخلاق و التواضع
و هذا واضح لكل من يعرفك فقد أثرت موضوع مهم جدًا و لا يحتاج غير أن يكون كل مسؤل منير عتيبه
ألف شكر لحضرتك
ما شاء الله موفق دائما باذن الله ا. منير يجب أن تهتم الدولة متمثلة فى المؤسسات الثقافية بمثل هؤلاء الأدباء مقال رائع لا حرمنا الله من ابداعك ا. منير
عندك حق يا صديقي
موضوع مهم صديقي المبدع الكبير، وإن كنت تعرفت على واحد ممن اخترت الإشارة إليهم، فإن في دمياط أيضا عددا كبيرا كهؤلاء، كعبد الوهاب الشربيني وهو كاتب موهوب له مجموعة واحدة بعنوان (إنسان عادي)، وكالقدير المرحوم يوسف القط، الذي نشرت ثقافة دمياط مجموعته الوحيدة (تحت السقف) بعد وفاته، وزينب عبده، وبديعة صلاح، وغيرهم من الموهوبين اللذين لم يكملوا نشر أعمالهم الإبداعية..تحية المحبة والتقدير يا صديقي العزيز، ودمت دوما على خير.
أرجو أن تكتب عنهم يا صديقي فإن لم تذكرهم أنت من سبفعل؟
احسنت صنعا بالكتابة عنهم .. وكان هذا مدار حديثنا أثناء عودتنا من اجتماع لجنة السرد القصصي والروائي بالمجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة.
ألف شكر يا صديقي
احسنت صنعا بالكتابة عنهم .. وكان هذا مدار حديثنا أثناء عودتنا من اجتماع لجنة السرد القصصي والروائي بالمجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة.
أحسنت اختيار الموضوع أستاذ منير وأصبت في المعالجة والتحليل بذكاء وجرءة. الموهبة وحدها لا تكفي كذلك القراءة والدرس الجيد والحضور الدائم… . هناك عوامل أهم من كل هذا كالذكاء الاجتماعي. والاستمرارية . والإصرار.
أظن النماذج المشابهة كثيرة. أحيانا تكون طباع الشخص عاملا أساسا في تألقه في مجاله أو فشله.
حقا الموضوع يحتاج التوسع في درسه ودرس النماذج المشابهة. وقد يكون مجال الدراسة تابعا لعلم النفس والاجتماع أكثر من تبعيته للأدب. ولكنه بحق يحتاج إلى الدرس والتحليل . بما قد ينقذ الكثير من المواهب الحقة التي تستحق المساعدة والدعم النفسي حتى تستمر وتضع نفسها في مكانها الذي تستحق
بوركت أستاذ منير وبوركت دراساتك ونظراتك الثاقبة