لروايتي الأولى “حكايات آل الغنيمي” قصة أحب أن أحكيها.
مبدئيًا هي الرواية الأولى التي نشرتها، لكنها ليست أول رواية أكتبها. كتبت رواية عندما كنت طالبًا في الصف الثالث الإعدادي. ومن فرحتي بإنجازها حكيت لأمي ما كتبته، فغضبت مني لأن بطل الرواية أحد أقاربها، ولكي أرضي أمي أحرقت الرواية أمامها.
الريف والرومانسية التقليدية
أما حكايات آل الغنيمي فبدأت بحادثة غريبة حدثت لأحد زملاء العمل في الأرض الزراعية التي يراعيها لأسرته، إذ وجدوا رجلًا وامرأة مختبئين ليلًا في “الخص” يمارسان علاقة حميمة، فطردوهما.
قررت أن أكتب ما حكاه الزميل حتى لا أنساه، ربما أستخدمه في إحدى قصصي القصيرة.
بدأت الكتابة، فلم أشعر إلا وزوجتي تناديني لتناول طعام العشاء، إذ أنني لم أتناول الغداء أصلًا لانهماكي في الكتابة. وحصلت في هذا اليوم من أيام شهر أكتوبر عام 1994م على الفصل الأول من الرواية التي لم أكن أعرف اسمها بعد.
قرأت ما كتبته أكثر من مرة. فوجئت بما كتبت، الحكايات الكثيرة التي لم تكن ببالي، والجرأة على الكتابة عن الريف التي كسرت صورته الرومانسية التقليدية. لم أكن وقتها أكتب بل أشعر أن الكتابة تملى علي.
فهمت وأنا أقرأ ما كتبته للمرة لا أدرى كم أن الكاتب عندما يترك نفسه للكتابة فهو يستمدها من مخزون لا وعيه أكثر مما يسكبها من منطقة الوعي، وأن كل ما كتبته كان بذهني، ألاحظه، أفكر فيه، وخرج على الورق عندما حانت لحظته.
قرأت الفصل للصديقين د.أسامة القفاش وحسام عبد القادر. فزع حسام مما سمع، ونصحني بشدة بعدم إكمال هذه الرواية. وتحمس د.أسامة وشجعني على مواصلة الكتابة.
تركت لا وعيي يملي علي، لكني انتبهت أيضًا للشخصيات التي تولد أمامي على الورق، وبدأت ألاحظ النماذج الواقعية المستمدة منها، فأجالسها، وأتحدث معها، وأسألها، لأنمي معرفتي بها، وبتفاصيل ما عاشته. كنت أكتب وأبحث في الوقت نفسه.
وضعت لنفسي نظامًا صارمًا للتفرغ للرواية، شعرت أنني لو توقفت يومًا عن كتابتها فلن أكملها قط. أخرج من العمل في الساعة الثالثة عصرًا. أتناول طعام الغداء. أنام لمدة ساعة. توقظني زوجتي، وتنزل من شقتنا إلى شقة الدور الأول لتجالس والدتي وتتركني مع “آل الغنيمي” الذين أكتب حكاياتهم.
المسودة الأولى
انتهيت من كتابة أول “مسودة” بعد حوالي ستة أشهر في مارس 1995 (عندما نشرت الرواية لاحظت خطأ في التاريخ لم أنتبه إليه فقد كُتب: الإسكندرية- خورشيد أكتوبر 1994- مارس 1955!) . ثم بدأت “أبيض” ما كتبته. و”التبييض” مصطلح لا يعرفه شباب اليوم، والمقصود به إعادة الكتابة بخط أوضح وتنسيق أفضل، إذ كنت أكتب بالقلم الجاف الأزرق على الورق الفلوسكاب المسطر.
عانيت من رداءة خطي في كتابة المسودة الثانية. وكانت الكتابة أسهل في المرة الثالثة.
عرضت المسودة على الأصدقاء المقربين. زاد حماس د. أسامة القفاش للرواية، وزاد اعتراض حسام عبد القادر عليها، كلٌ للأسباب نفسها التي ذكرها عند سماع الفصل الأول. د. أسامة يرى أنها حكي خالص بدون تنظير وإقحام آراء شخصية، تقدم المجتمع كما هو دون الحكم المباشر عليه، تزيل الزيف عن الفكرة الرومانسية المعتادة عن عالم الريف النقي ناصع البياض. وحسام يرى أنها جريئة أكثر مما يجب، وستسبب لي الكثير من المشاكل سواء في محيطي الخاص أو المحيط العام، لأن القراء وغير القراء يظنون أن الكاتب يكتب عن نفسه وأسرته وأقاربه ويقدم حياتهم.
صدق كلٌ منهما بشكل أو بآخر.
أعطيت نسخة من الرواية للناقد المستشار محمد محمود عبد الرازق، وكان يزور الإسكندرية من وقت لآخر يناقش أعمالًا قصصية وروائية بندوة الاثنين. طلب مني أن أتصل به بعد شهر.
زرت بيت صديقي الراحل حسام السيد رحمه الله، لأتصل من تليفون منزله، لأن بيتنا ليس به تليفون، خورشيد كلها؛ قريتي، لم يكن بها سوى بيتان بهما تليفون منزلي وقتها.
لاحظت الفنانة الصديقة هيام السيد، أخت حسام السيد، أن وجهي شحب فجأة، و”ضرب ألوان” كما قالت، فأسرعت تناولني كوب ماء، شربته كله. وظللت ساهمًا لدقائق لا أتحدث. سألتني: ماذا قال لك من كنت تكلمه حتى يحدث لك كل هذا؟
قلت: إنه ناقد كبير من القاهرة. قرأ مخطوط روايتي “حكايات آل الغنيمي” وقال لي: أنا سعيد أنني أعيش في عصر منير عتيبة. وزوجتي بجانبي تقول لي لا تبالغ، لكن هذا رأيي حقًا يا منير.
فيما بعد؛ عندما نشرت الرواية، ونظم لها قصر ثقافة التذوق بسيدي جابر ندوة تحدث فيها محمد محمود عبد الرازق كان عنوان ورقته النقدية “واقعية الحضيض”، تحدث جيدًا عن الرواية، لكنه أشار إلى بعض الملاحظات التي لم يذكرها لي في المكالمة التليفونية.
كما يحدث عادة، أتحمس لما أكتبه. ثم ألقيه، وأنساه، شاعرًا أنه يمكن أن يكون أفضل، أو أنني سأكتب أفضل منه. نسيت آل الغنيمي. ونسيت حتى تعليقات زوجتي وبعض الأصدقاء والصديقات الذين قرأوا المخطوط “مكنتش فاكراك كده يا منير” “والله ما هو أنا. إنهم شخصيات الرواية”. لكن لا حياة لمن تنادي.
مصادرات متتالية
في أواخر عام 1999 كنت أسير في شوارع الإسكندرية مع صديقي المبدع الراحل خالد السروجي، وأستاذنا الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد الذي كان وقتها رئيسًا لتحرير سلسلة “كتابات جديدة” بالهيئة المصرية العامة للكتاب. أخبرنا الأستاذ أنه ينوي الاستقالة من السلسلة، لكنه يريد أن ينشر لنا قبل أن يتركها. ظننا أنه يجاملنا، فلم نرسل ما طلب. بعد عدة أشهر قابلناه مرة أخرى. وأكد علينا أن نرسل أعمالنا لأنه فعلًا “زهق” من السلسلة. فأرسل كل منا رواية، كان العام 2000 عامًا ثقافيًا صاخبًا بسبب نشر رواية “وليمة لأعشاب البحر” للكاتب السوري حيدر حيدر، بالهيئة العامة لقصور الثقافة، لدرجة خروج مظاهرات تندد بنشر الرواية.
وقبيل نشر روايتي في عام 2001؛ تفجرت مشكلة كبيرة في مجلس الشعب، والصحافة، حول ثلاث روايات نشرتها الهيئة العامة لقصور الثقافة، قدم أحد النواب استجوابًا حول هذه الأعمال لما بها من جنس وخروج على الآداب العامة إلخ.
ذهبت إلى أقرب كابينة “ميناتل”، وهي ليست موجود الآن، وقتها كانت في معظم الشوارع الكبرى بالمدن، هي كابينة تليفون تضع به قطع نقود معدنية لتتحدث من خلاله، اتصلت بالأستاذ عبد المجيد، قلت له إن روايتي بها جنس، وأنا أعفيه من وعده لي، لأنني لا أريد أن أكون سببًا في حدوث مشاكل له. قال لي إنه قرأ روايتي، لأنه لا ينشر عملًا بدون أن يقرأه، وأن الجنس في روايتي موظف توظيفًا فنيًا جيدًا، وأن مشكلة تلك الروايات ليست في الجنس، ولكن في المستوى الفني الذي جعل ما فيها يبدو فجًا. شكرته، وارتاح ضميري لأنني أخبرته بما في نفسي، وفرحت لرأيه في الرواية، حقًا لم يعد يهمني أن تنشر أو لا تنشر بعد ما قاله الأستاذ إبراهيم عبد المجيد المعروف بأنه لا يجامل.
صدرت الرواية، حصلت على عشرين نسخة حق المؤلف، والمكافأة المالية، أظن كانت 400 جنيه. وانتظرت نزول الرواية إلى السوق عدة أشهر، لكنها لم تظهر. سألت الأستاذ إبراهيم عبد المجيد، فعرفت أنها صودرت بدون إعلان عن المصادرة.
يبدو أن أحد عمال المطبعة؛ وكانوا ذوي شوكة في هيئة الكتاب وقتها، قرأ بالصدفة فقرة أو صفحة لم يعجبه ما فيها، فاحتجوا لدى رئيس الهيئة د. سمير سرحان، الذي شكل لجنة برئاسته لقراءة الرواية وتقرير الأمر بخصوصها. دافع الأستاذ إبراهيم عن الرواية، لكن د. سرحان لم يكن يريد أن يحدث له ما حدث لرئيس هيئة قصور الثقافة الذي فقد منصبه، فأصدر تعليماته أن تظل الرواية في المخازن. فلا تخرج إلى السوق فتثار حولها المشكلات، ولا تصادر بشكل صريح فتثير المشكلات أيضًا.
نوبل مقابل التعالي!
بعدها كنت في الهيئة، قابلت أديبة وموظفة بالهيئة، كانت أحد أعضاء اللجنة التي شكلها د. سرحان، ولم أكن أعرف ذلك، لكنها فاجأتني، وكان معنا آخرون بأن قالت بنبرة متعالية: روايتك ممكن تنشرها في دار نشر خاصة وليس في هيئة تابعة للدولة، لا أعرف ماذا تريد بكتابة هذه الرواية؟ استفزني كل شيء فيها، الهجوم غير المبرر أمام آخرين، الفوقية في اللهجة، لغة الجسد، فنظرت إليها صامتًا للحظات، ثم وضعت “رجلًا على رجل”، بتعالٍ مقصود، وقلت لها: أريد الحصول على جائزة نوبل. صدمت من الإجابة فلم تتحدث مرة أخرى، لأنها توقعت أن ردودي القادمة يمكن أن تكون أسوأ. بينما ابتسم الباقون.
كنت وقتها أعرف صحفيًا شابًا يعمل في جريدة معارضة واسعة الانتشار، قال لي: سأجري معك حوارًا حول الرواية، وأجعل منك بطلًا لقضية حرية الرأي، ويمكن أن أجلب لك جائزة فرنسية لا تقل عن عشرة آلاف فرنك.
تعجب الصحفي من رفضي السريع والقاطع، وأكد أنني إن لم أتحرك بسرعة فستموت روايتي. أخبرته أنني لا أريد أن أكون بطلًا لأي شيء، دور البطولة الإعلامية هذا لا يناسب شخصيتي، ولا أحبه. كما أنني لا أحب أن أشتهر بالكاتب الذي صودرت روايته لأن بها “جنس”، بدون أن يقرأها أحد، لأن القراء سيفتشون بعد ذلك في كل ما أكتب عن الجنس، كلٌ حسب اتجاهه، إما لأنه يحب القراءة في مثل هذه الموضوعات، أو لأنه يريد أن يكون بطل العالم في الأخلاق على حساب الكاتب الجنسي الأثيم. أريد ممن يقرأ أعمالي أن يكون خالي الذهن مني، ولا يتعامل سوى مع ما يقرأ. واطمئن يا صديقي! الرواية لن تموت، أنا شديد الإيمان بالبيروقراطية المصرية التي أعطت لعامل المطبعة الحق في تقييم كتاب، فهي نفسها التي ستوزع كتابي إن لم أثر حوله مشكلة. ولم يمر عامان بالفعل إلا وبدأت الرواية تظهر في معارض الكتب التي تشارك بها الهيئة، وطبعتها بعد ذلك إحدى دور النشر الخاصة، وكُتبت عنها بعض الدراسات النقدية والأكاديمية، كعمل أدبي بلا أي ظلال لا تخص الأدب.
شخص لا يندم!
أذكر أنني أعطيت نسخة من الرواية لصديقي الدكتور يوسف زيدان الذي لم يكن كتب قصصًا ولا روايات حتى هذا الوقت. بعد يومين اتصل د. زيدان بصديقي حسام عبد القادر وقال له: لولا أن منير صاحبي لأبلغت عنه البوليس بسبب هذه الرواية!
ذهبت مع حسام ود. أسامة القفاش إلى د. زيدان، وقلت له: ما الذي لم يعجبك في الرواية؟ قال: لقد فضحتك بهذه الرواية في القاهرة حتى اكشتفت أنني أفضح نفسي؟ قلت: كيف؟ قال: تحدثت عنها لجمال الغيطاني الذي يعرفك، وسامي خشبة الذي لا يعرفك، وآخرين، وحكيت لهم ما كتبته بالرواية، وما أعترضُ عليه. فضحكوا مني، وقالوا لي إن الرواية صدمتني لأنني لا أعرف الواقع وأعيش بين المخطوطات التراثية!
بعد فترة قرأت كتاب د. يوسف زيدان “شعراء الصوفية المجهولون”، أخبرته أنه يجب أن يكتب قصصًا، فهذا الكتاب يشي بموهبة قصصية. وعندما حصل على جائزة البوكر عن روايته “عزازيل” التي يظن البعض أنها روايته الأولى، لكنها في الحقيقة روايته الأولى الجيدة، لأن الرواية الأولى المنشورة “ظل الأفعى” لم تكن بمستوى عزازيل بأي درجة؛ قلت له في إحدى الندوات: لا تنس أنني أول من طلب منك أن تكتب أدبًا. ضحك وقال: أنت الثاني، الأول كان جمال الغيطاني وندم، فهل ندمت أنت؟!
قلت له: أنا شخص لا يندم!
حكاية أخرى من حكايات منير عتيبة وروح حكاية آل غنيمي..
أعجبتني كثيرًا فقرة:
وبعض الأصدقاء والصديقات الذين قرأوا المخطوط “مكنتش فاكراك كده يا منير” “والله ما هو أنا. إنهم شخصيات الرواية”. لكن لا حياة لمن تنادي.
ففعلًا نحن الأدباء تهمتنا ما نكتبه ..
خالص تحياتي
صحيح جدا أستاذة نهى
المصادرة من أقسى ما يواجهه الكاتب شعور مؤلم جدا ..
لكن من الممكن أن يزيد الإقبال على العمل
فعلا أستغذ محمد
رائع جداً أستاذ منير عُتيبة
شكرا جزيلا أستاذ سمير
حكاية أخرى من حكايات د. منير عتيبة.
شكرا جزيلا د.سارة
مبدع كعادتك دائما تكون داعم للمبدعين كبير وصغير
شكرا جزيلا أستاذة عبير
احب دائما قراءة حكاية الرواية الأولى.. وهنا ابدعت في السرد وتوالي الاحداث حول هذه الرواية التي اشعلت حماسي لمطالعتها شكرا استاذ منير
شكرا جزيلا أستاذة رزان
كواليس الأعمال دايما جاذبة وتحتوي على حكايات مشوقة أو ربما صادمة شكرا لسردك الجميل الأديب الكبير
شكرا جزيلا أستاذة سارة
ونحن أيضا سعداء أننا نعيش في عصر أستاذ منير عتيبة
زادكم الله علما وتألقا
شكرا جزيلا أستاذة أميرة
ونحن أيضا سعداء أننا نعيش في عصر أستاذ منير عتيبة
زادكم الله علما وتألقا وسدد خطاكم
ربنا يحفظك
كلام واقعي، وقرأت الرواية وهي تحتل مكانا ظاهرا في مكتبتي، ولا اجد فيها خروجا عن النص، وتلك مشكلة مجتمعاتنا الشرقية مع التابوهات الثلاثة التي تحجم الابداع وتلوي ذراع المبدع.. دمتم بخير 🌷
تسلم أستاذ إبراهيم
جميل التاريخ يسجل لك السبق في جائزة البوكر لزيدان ، أنت صاحب الفضل فيها له
كل الموفقية لك يا صديقي الإنسان الوفي الجميل
شكرا جزيلا أستاذ حسن
الأديب الرائع دائما أستاذ منير عتيبة
شكرا جزيلا أستاذة هدى
مقال جميل وغني بالذكريات و البدايات المشجعة أستاذ منير، كل التوفيق لك
شكرا جزيلا أستاذة ريهام
سرد مقالي جذاب ..مبارك أستاذنا وأديبنا الكبير
شكرا جزيلا د.حنان
أنا شخص لايندم ! …خير خاتمة لمقالكم الرائع مبدعنا الرائع.
ألف شكر أستاذة عايدة
رحلة الأديب شاقة دائما ويحسب لحضرتك المثابرة والتصميم على النجاح وهو ما نلمسه حتى الآن .. دام العطاء والإبداع أ.منير وبالتوفيق دايما
ألف شكر أستلذة فاطمة
حكايات في بداية المشوار تحدد ملامحه وسماته ومحطات نطوره
أوافقك الرأي أستاذة غادة
بالتوفيق والسداد
شكرا جزيلا د.بدرة
ليس مجرد حكى لذكريات بل ترسيخ ل مبادئ كنت ومازلت اهل لها
جوجو البكرية حبيبتي
إن الحديث عن البدايات بصدق وبشفافية أمر مهم ليس للمتلقي بل وللكاتب نفسه، فمعرفة البدايات للمتلقي تجعله على تماس مباشر وإنساني مع المبدع، وهو أمر مهم لفهم آلية الكتابة ولمقاربة المبدع اجتماعيًا ونفسيًا ضمن السياقات المؤثرة على المبدع والعملية الإبداعية ككل، بينما تبرز أهمية الحديث عن البدايات لدى الكاتب لأهمية تلمس الذات ومعرفة بواطنها والإبقاء على وهج البدايات النقي الذي يصاحب المبدع الحقيقي حتى آخر رمق…شكرا صديقي على هذا الإفشاء الجميل
عندك حق د هشام
دام إبداعكم وعطاؤكم؛ فما أجمل ذكريات أجدادادنا واستلهامكم الشعبي!
شكرا جزيلا يا دكتور محمد
قرأت المقال يا أستاذ منير، اندهشت عندما تعرفت على جانب جديد منك وتفهمتك أكثر، وتعجبت من ما ذكرته ويشبه مناقشات بيننا أظنك تتذكرها، وفتحت عندي تساؤلات أرجو أن تسمح الفرصة لمناقشتها لاحقا.
شكرا جزيلا أ.يحيى
تحفة سلمت يدك، أعجبني مقطع “..أن الكاتب عندما يترك نفسه للكتابة فهو يستمدها من مخزون لا وعيه أكثر مما يسكبها من منطقة الوعي، وأن كل ما كتبته كان بذهني، ألاحظه، أفكر فيه، وخرج على الورق عندما حانت لحظته.”.. دقيق ببراعة في وصف معادلة انسكاب الكتابة على الورق.
تسلمي يا منة
الأديب الراقي أ/ منير عتيبة، المقال جميل وكذلك العنوان، على الرغم أني شعرت أن العنوان الذي قرأه عقلي هو حكاية لحكاية آل غنيمي، من المهد إلى النشر.
يعجبني اللقطات السردية لكل موقف في المقال، كعادتك يا ريس، قاص بدرجة ممتاز.
وفقك الله دوما. آمين.
ألف شكر أستاذة سالمة
حكايات لا تنتهي.. لأستاذنا منير عتيبة.. متعة خاصة في قراءتها، ارجو الأ تنقطع هذه الحكايات.
تسلم يا صديقي
يؤثرني الصدق في الحكي وما نمر به من مواقف خلال البدايات والتجارب التي تتقاسم حياتنا وأعمارنا
ربنا يحفظك أستاذة نبيلة
دام عطاؤكم وإبداعكم استمتعت بالقراءة كثيرًا استاذ منير💐
شكرا جزيلا أستاذة نجلاء
أتذكر بهذا المقال يوم ان نوقشت هذه الرواية ” حكايات آل غنيمي” في أتيليه الإسكندرية، وكنت وقتها قد قرأت الرواية، وجف حلقي من الشهق والاندهاش لما أقرأ.. أتذكر أنني كنت أخفي الرواية كلما باغتن أحد بدخول الغرفة، لدرجة ان ابني لاحظ هذا؛ فسألني:
ماما ماذا تقرأين بالضبط؟!
كنت أبحث عن الإجابة بتلعثم واضح زاد من إصراري علي الذهاب إلى الندوة المعلن عنها علي الفيسبوك لمناقشة الرواية، وما كان لم اتوقعه.. طلبت المداخلة، وقفت وسط الجميع أهاجم كاتب الرواية، أتساءل، لماذا نشوه صورة القرية المصرية وأهلها الطيبين؟ لم انتبه أنني أوجه كلامي للأستاذ منير عتيبه وأنثى عليه ما جاء في متنه السردي عن ” آل عتيبي” وكررتها أكثر من مرة، وهو يضحك ويشير لي ان استمر، فانتبهت لصوت في القاعة يقول: آل غنيمي يا أستاذة وليس عتيبي فضحكت واعتذرت للأستاذ.. قلت له: أنك تمتلك جرأة وحرية في التعبير تحسد عليها.. من يومها صرت أقرأ للأستاذ منير عتيبه، وحينما أخترت بعض الكتاب السكندريين ليتضمن كتابي النقدي بعض من أعمالهم، كان الأستاذ المبدع منير عتيبه اولهم.. تمنياتي بمزيد من الإبداع.
شكرا جدا لحضرتك أستاذة أمينة
عقبال جايزة نوبل بإذن الله
ألف شكر يا دكتورة منى
لفت نظرى ما ذكره الاستاذ منير عن دور اللاوعي في كتابة الرواية
وانا ادعو إلى نظرة نقدية جديدة تلتفت إلى دور اللاوعي في الكتابة والابداع عموما
ولي مقالة بعنوان المؤلف الحقيقي عن هذا الاتجاه
.
المؤلف الحقيقي
.
المؤلف ليس هو المؤلف الحقيقي
كيف هذا؟
من هو المؤلف الذي نعرفه؟
انه هو الذي نراه ظاهرا أمامنا بعقله النظري الواعي المنطقي
لكن هذا الشخص أو هذا النشاط العقلي النظري المنطقي ليس هو مؤلف الإبداع
ولا هو الذي يقرر الإبداع اصلا
بل هناك نشاط عقلي لا واع هو الذي يدفعه للابداع
وهو الذي يؤلف له الإبداع ويرسله اليه اي الى عقله النظري الواعي
فيظنه “وحيا” من جهة ما
ويراجعه وينسقه
وهذا النشاط اللاواعي هو النشاط العقلي الابداعي الذي يتعاون مع النشاط العقلي السلوكي
لكي يصنعا كائنا مجازيا مُرضيا للذات
وعندما طرح رولان بارت نظرية موت المؤلف
كان يقصد المؤلف الظاهر
وهذا المؤلف علاقته سطحية بالنص
فلا تأثير لموته أو حياته
وظن رولان بارت انه تخلص من المؤلف وانفرد بالنص
ذلك لأنه لم يتنبه لوجود المؤلف الحقيقي
الذي لا ينفصل عن النص ولا ينفصل النص عنه
والذي يطل من داخل النص مبتسما
ومشفقا على الذين يريدون أن يفسروا النص بدونه
متعجبا من نظرياتهم ومصطلحاتهم
التي تبعدهم عن حقيقة النص ولا تقربهم منها
.
وكلام الاستاذ منير يؤيد وجهة نظري
فتحياتي لوعيه ولا وعيه
أتفق مع حضرتك أستاذ محمد رجب عباس
ميتافيزيقا الابداع أو ماوراء ابداع اي عمل فني..لن أقول إنه اهم
من العمل الفني بالطبع .ولكنه مهم جدا لمن يدرس الابداع كحالة
نفسية..وتلك الانفعالات والتحولات والمستجدات والمنعطفات..
والحذف والزيادة .وغيرها من عمليات ماوراء الابداع .
وطبعا الموضوع الثاني وهو مصادرة الكتب .علي هبوط مستواها الفني
جعل منها كتبا شهيرة. ومن كتابها الناشئين كتابا عظاما في ميدان
حرية الفكر والتعبير…ولذلك فالمصادرة عمل خاطئ ويتم الرد
علي الفكر بالفكر ..تحية لقلمك استاذ منير
شكرا جزيلا لحضرتك