“انتظروا دقيقة.. أنتم لم تسمعوا شيئًا بعد!” نطق بها الممثل والمغني آل جولسون بطل فيلم “مغني الجاز The Jazz Singer” محدثًا الموجودين داخل المشهد، لكنه في حقيقة الأمر كان يوجهها لكل جمهور السينما عبر العصور. الفيلم الذي صار معروفًا بأنه أول فيلم ناطق في التاريخ (وإن كانت المعلومة غير صحيحة)، صار النقطة الفاصلة التي انتهت عندها عمليًا الأفلام الصامتة، وصار الصوت هوس السينما الأساسي الذي استمر حتى يومنا هذا.
تلك اللحظة الفارقة في عمر الفن السابع نرصدها في قراءتنا المتواصلة للكتاب الرائع “التاريخ الشفاهي لهوليوود”، الذي يأخذنا فيه الكاتبان والمؤرخان جينين باسنجر وسام واسون في رحلة مدهشة بين الشهادات الشفاهية لمئات من العاملين في هوليوود منذ نشأتها. فكيف كانت لحظة ظهور الصوت لدى من عاشوها؟
اقرأ أيضا:
أحمد شوقي يحكي التاريخ الشفاهي لهوليوود (1): البدايات بين الهواية والنميمة
طفرة مشكوك فيها
هنري بلانك (منتج ومخرج مرشح للأوسكار): “اعتادت شركة وارنر وضع الصوت على أسطوانات، بهذه الطريقة صنعوا فيلم “دون خوان” مع جون باريمور مع موسيقى كاملة على أسطوانة. كذلك كانت هناك أفلام “فيتافون القصيرة Vitaphone Shorts” التي تضم أغنيات يؤديها جيوفاني مارتنيللي أو آل جولسون، أو أداء يجمع إدجار بيرجن بأحد عرائسه. هذه الأشرطة القصيرة كانت تقنيًا أول الأفلام الناطقة المسجلة على أسطوانات. جاء سام وارنر (مدير ستوديوهات وارنر) وطلب مني الانضمام له، فرددت بأنني أعمل مع شقيقه على الأفلام الناطقة، ليرد علي: موضوع الصوت هذا سيموت في ظرف أسبوعين. لذلك كما ترون، حتى الرواد الذين قدموا الصوت للسينما لم يكونوا مقتنعين كل الاقتناع بجدواه. المؤسف أن سام وارنر الذي آمن بالصوت وعمل بجد على تطبيقه، أهلك نفسه في العمل حتى مات قبل أن يرى نتيجة ما صنعه”.
جانين باسنجر (مؤرخة سينمائية): “وفاة سام وارنر المفاجئة قبل أسبوعين من عرض “مغني الجاز” جلبت ميلودراما واقعية للأحداث. سام بخلاف كونه مدافعًا حقيقيًا عن وجود الصوت في الأفلام، كان متزوجًا بواحدة من أشهر نجمات المرحلة وأكثرها سحرًا؛ لينا باسكت. حُزن الأرملة وحضور نجم الفيلم آل جولسون إلى العرض الافتتاحي ليبكي على سام ويصافح كل الحاضرين بشكل شخصي. كل هذه الدراما خارج الشاشة هي ما جعلت “مغني الجاز” هو الفيلم الذي تعلق به الجميع، وكذلك صناع السينما، وهو ما جعله يُعرف بأنه أول فيلم ناطق بالكامل في التاريخ. الحقيقة التاريخية أن فيلم “أضواء نيويورك Lights of New York” من إنتاجات وارنر أيضًا هو أول فيلم ناطق بالكامل في التاريخ، بينما يظهر الصوت في بعض أجزاء مغني الجاز فقط. لكنه كان الفيلم الأكثر نجاحًا، والذي صاحبته دراما جعلته ينال تلك السمعة الرائدة للأبد”.
آلان دواين (مخرج ومنتج ومؤلف): “نشطت الأفلام الناطقة شباك التذاكر، كانت حيلة جديدة أعادت الجمهور للقاعات. جاء الصوت في الوقت الذي كانت الأفلام الصامتة فيه تحتاج حقًا للتنشيط”.
تيتي كارل (خبيرة دعاية للأفلام): “في واقع الأمر، ربما أنقذ الصوت هذه الصناعة. لقد كان العمل في أزمة بسبب جذب الدولار الذي ينفقه الناس بغرض الترفيه نحو مجالات متنافسة أخرى. كانت صناعة الأفلام السينمائية تحتاج إلى طلقة في الذراع توقظها، لتأتي هذه الطلقة متمثلة في الصوت الذي بدأ عصرًا جديدًا تمامًا. عصر يمكنك فيه سماع جريتا جاربو تتكلم”.
اقرأ أيضا:
أحمد شوقي يحكي التاريخ الشفاهي لهوليوود (2): أساطير الكوميديا في السينما الصامتة
كل شيء يتغير
جون كرومويل (مخرج وممثل): “كانت الفترة المعتادة بين تصوير الفيلم وعرضه في القاعات تتراوح بين ستة وثمانية شهور. هذا يعني أن أغلب برامج القاعات للعام التالي كان موجودًا بالفعل ينتظر العرض بينما لا يريد أحد أن يشاهد أفلامًا صامتة بعد الآن. لقد كان موقفًا بائسًا أدى لبعض النتائج الغريبة والمسلية. كان من المستحيل تحويل كل هذه الأفلام إلى الوسيط الجديد، فلا يوجد وقت ولا معدات كافية، ولا تسمح جداول الممثلين بالعودة لأفلام أنهوا تصويرها. لذلك تقرر أن يتم ملء البكرات التسع الأول من كل فيلم بالمؤثرات الصوتية، مع جعل البكرة العاشرة والأخيرة مليئة بالحوار، فصار لدينا شخصيات تمثل صامتة لتسعة أعشار الفيلم قبل أن تجد أصواتها في العُشر الأخير. كان رد فعل الجمهور يبدأ بالدهشة، ثم البهجة، ثم الاستمتاع”.
هال مور (مدير تصوير حاصل على جائزتي أوسكار): “صورت فيلم مغني الجاز بالكامل. كان عالمًا جديدًا تمامًا؛ خام تصوير جديد، طرق تصوير جديدة، كل شيء جديد. لأول مرة صار هناك رجال صوت في موقع التصوير. كانوا مجرد مسجلي صوت، لكنهم كانوا العائق الرئيسي، فقد صاروا ملوك التصوير. إذا أرادوا وضع رأس ميكروفون في مكان ما، فيجب أن يكون هناك، وعليك أن تجد طريقة حتى لا يظهر في الكادر. صرنا نخبئ الميكروفونات داخل الهواتف، وخلف المزهريات، وفي أطباق الفاكهة. صرنا نصور المشاهد الناطقة بعدة كاميرات بعد أن يقوم الممثلون بعمل بروفات للحوار. أقصد بروفات بالقدر الذي يتحمله بطل الفيلم آل جولسون. أغلب مشاهد الفيلم كانت صامتة بالطبع، لكننا استخدمنا خام تصوير مختلف في المشاهد الناطقة لأن الخام القديم متعامد اللون (orthochromatic) كان يحتاج إضاءة خاصة تصدر أصواتا عالية لا يجب أن تظهر في المشهد.
لم يكن جولسون يغني على صوتٍ مُسجَّل من قبل playback، بل كان يغني على الهواء بصحبة أوركسترا كاملة، وإذا لم يؤد بشكل جيد كان من الضروري إعادة كل شيء من البداية، فلم يكن من الممكن بعد عمل مونتاج للصوت. إذا كان المشهد مدته تسع دقائق فعلينا أن نصور تسع دقائق متواصلة، لهذا بدأنا نستخدم عدة كاميرات في المشاهد الناطقة”.
اقرأ أيضا:
أحمد شوقي يحكي التاريخ الشفاهي لهوليوود (3): جريفيث ودي ميل وستروهايم.. كبار السينما الصامتة
تقاليد راحت وأخرى ولدت
هارولد لويد (أحد أكبر نجوم الكوميديا الصامتة): “كان الجميع سعداء بالصوت، لكن بعض الكوميديين، معظمهم، لم يكونوا مجهزين تمامًا لهذا التغيير”.
كينج فيدور (مخرج مرشح لخمس جوائز أوسكار): “خذ تشابلن على سبيل المثال، بل يمكنك أن تأخذ كل الكوميديين، باستر كيتون ولوريل وهاردي. كلهم كانوا نتاجًا مباشرًا للأفلام الصامتة. لم يكن بإمكانهم أن يجلسوا ويجروا محادثة.. عندما ظهر الصوت، أصبح كل شيء ساكنًا. كان إعلانًا بنهاية الحركة، ونهاية التمثيل الإيمائي والباليه. اعتدت أن أفكر كثيرًا بمنطق تصميم الرقصات في الأفلام. وأعتقد أنني ما زلت أفعل ذلك. كان هناك عدد لا بأس به من المخرجين مثل رينيه كلير وسيرجي آيزنشتاين وكلارنس براون، وهناك قائمة طويلة من الزملاء الذين شعروا بالحزن بسبب دخول الصوت”.
وليام وايلر (مخرج حاصل على ثلاث جوائز أوسكار): “لقد أثر الانتقال للأفلام الناطقة على الناس بطرق مختلفة. بالنسبة لي كنت في موقع ترحيب كبير. كنت قد بدأت للتو في الإخراج ولم أصنع سوى بضعة أفلام، لكنني كنت أحب المسرح دائمًا، وكنت أشعر دائمًا بالقيود التي تفرضها الشاشة الصامتة، وبينما كان العديد من الناس يكرهون فكرة الصوت، فقد رحبت بها لأنني كنت أعلم أن القدرة على سماع ما يقوله الناس من شأنها أن تشكل قيمة مضافة للصور”.
كارل شتروس (مدير تصوير حاصل على جائزة أوسكار): “لقد دخلوا إلى عالم الصوت بسرعة كبيرة. كان عليهم أن ينتظروا قليلًا ويفكروا في كل شيء، ويتأكدوا من أن تسجيل الصوت على الفيلم هو الطريقة الوحيدة. لقد كانت لديهم هذه الاسطوانات، شركة وارنر براذرز طورت بالأساس تقنية لتسجيل الصوت على الاسطوانات، وليس على الفيلم نفسه. بينما كانت شركة فوكس موفيتون هي التي سجلت الصوت مباشرة على الفيلم. لقد فعلوا ذلك أولاً في إنتاج نشراتهم الإخبارية الأسبوعية، ثم في الأفلام. ولكن الاسطوانة ليست مرنة. لا يمكنك قصّ أشياء منها، في الحقيقة لا يمكنك فعل أي شيء بها باستثناء إسقاطها وكسرها، ناهيك عن صعوبة مزامنة الصوت مع الصورة. كان الأمر فوضويًا.
بالطبع، سرعان ما حل الصوت على الفيلم محل الصوت على الاسطوانة. وبمجرد أن ظهر الصوت فجأة، كان أول شيء -وأهم شيء- علينا فعله هو إسكات الكاميرات. كانت الكاميرات تبدو وكأنها آلات درس. لذا كان من الضروري إنشاء كشك عازل للصوت. أجسام ضخمة ثقيلة نضع فيها ما يصل إلى ثلاث كاميرات، واحدة على طاولة واثنتان على حامل ثلاثي القوائم. كنا نصور اللقطات من نفس الزاوية، ولكن بعدسات ذات طول بؤري مختلف للحصول على أحجام مختلفة.
لم يواجه المصورون تحديًا في تحريك الكاميرا داخل تلك الأكشاك فحسب، بل كانت اللحظة التاريخية التي بدأ عندها مدير التصوير لا يدير كاميرته بنفسه. كان من المستحيل عمليًا الاستمرار في القيام بكل الأشياء الضرورية مثل الاهتمام بإضاءة الكاميرات المتعددة والإشراف على جميع التفاصيل اللازمة للتصوير من داخل هذا الكشك العازل”.
اقرأ أيضا:
أحمد شوقي يحكي التاريخ الشفاهي لهوليوود (4): الانتقال للسينما الناطقة وبدء سطوة النجوم
قادة جدد في موقع التصوير
آلان دواين: “صرنا عبيدًا للصوت، تحت رحمة أي شيء صغير غير ضروري يلتقطه المهندسون. فجأة تسمع صوتًا يصرخ: توقف! توقف! اقطع! ويكون دائمًا فني الصوت، الذي يخبرنا إنه سمع شيئًا يقع أو ضغطة زر أو خشخشة. كأن الأمر يهم! تصرفوا بهذه الطريقة وقادونا للجنون.
يقولون: لا يمكنك فعل ذلك. عليك العمل بميكروفون واحد. الميكروفونات كانت تخبأ في باقات الورد، وفي ظهور الكراسي، لم يكن هناك ميكروفون كبير بحامل معدني يعلق في الأعلى، لم يكونوا قد توصلوا لهذا الاختراع بعد. عندها خرجت القاعدة الأسوأ: لا يجب أن تتداخل أي جمل حوار! كنا نتعامل مع مهندسي صوت حديثي عهد بالمهنة، وكانت قاعدتهم أن عليهم سماع كل مقطع لفظي بوضوح كامل، وهذا يعني أنه عندما يتحدث إليك شخص، عليك أن تنتظر انتهاءه من كلامه، ثم تعد واحد اثنان ثلاثة قبل أن تبدأ الرد. يقول أحدهم: ستأتي والدتي بعد الظهر. واحد اثنان ثلاثة، ثم يجيب الآخر: أي ساعة؟ أشرح هنا الإيقاع البطيء الرهيب الذي تجده في كثير من الأفلام الناطقة المبكرة”.
جورج كوكور (مخرج حاصل على الأوسكار): “كان هناك موجة من الذعر المطلق داخل الصناعة لأنهم تخلوا عن كل ما تعلموه من قبل في الأفلام الصامتة عندما أصبحوا مفتونين بالصوت”.
هنري كينج (مخرج وممثل مرشح لجائزتي أوسكار): “لقد كانوا يفكرون دائمًا في الصوت فقط في ذلك الوقت. لم يعتقدوا أن الصورة ضرورية على الإطلاق. سرعان ما اكتشفوا أنها كذلك!”
كينج فيدور: “كان القائمون على الاستوديوهات يفترضون أننا كمخرجين لا تعرف أي شيء عن الحوار، وفي الحقيقة، لم نكن نعرف الكثير عنه. كنا نفكر فقط في الحركة والتصوير، وكأننا مصورين”.
آلان دواين: “لقد استوردوا المخرجين من المسرح، وكانوا بالطبع مثل الخراف الضالة. لم يعرفوا أين يضعون الكاميرا، وماذا يفعلون بها، أو كيف يوجهون الممثلين في الأفلام، ولم يفهموا أن المشاهد يجب أن يتوقف لعمل قطع وتغيير الزاوية، وكأن الكاميرا ستعمل بلا انقطاع طوال المشهد، بينما قيل لنا من مخرجي الأفلام الصامتة: “فقط اجلس هناك وشاهد المخرج الحقيقي الآتي من المسرح، والذي يعرف كيف يعمل مع الناس عندما يتحدثون، وانظر ما إذا كان بإمكانك تعلم شيء منه”. حسنًا، بالطبع، جاء هؤلاء الرجال، وكل ما يمكنهم فعله هو الاستماع إلى الحديث لأنهم لم يعرفوا ماذا يفعلون. لذلك جلسنا وتركناهم يقتلون أنفسهم. وسرعان ما قال لنا المديرون: علينا أن نعود إلى العمل، عليكم المحاولة ولنرى ما يمكنكم فعله مع الحوار، وهذا ما فعلناه”.
الصوت يخلق نظام الاستوديو
جون كرومويل: “يمكنك أن ترى كيف أدى الصوت إلى تشكيل نظام تجاري مهيمن. فقد جمع الناس معًا في مبانٍ أكبر، وفي بلاتوهات للتصوير، وفي تسلسل هرمي عملي، وأنشأ هيكلًا لتقييم المنتج، ووضع ميزانية له وتصنيعه بشكل منتظم”.
فرانك كابرا (مخرج حاصل على ثلاث جوائز أوسكار): “بدأ كل استوديو في إنتاج خمسين أو ستين أو مئة فيلم في العام. وهذا يعني أنه كان لابد في كل أسبوع من البدء في إنتاج فيلم أو فيلمين والانتهاء من مثلهما، وكان عليهم أن يخصصوا الميزانيات اللازمة للقيام بذلك. كان عليهم أن ينشئوا تسلسلًا هرميًا للأعمال وأن يكون لديهم رؤساء أقسام وأن يقسموا العمل إلى أقسام منفصلة. كانوا بصدد تحويل صناعة الأفلام إلى ما يشبه صنع النقانق، وتبين أن هذه فكرة جيدة للغاية: مفهوم خط التجميع. كان بوسعهم أن يصنعوا أفلامًا جيدة بهذه الطريقة. تقسيم العمل إلى أقسام منفصلة خلق خبراء رائعون في جميع الأقسام: في التصوير، والصوت، والمختبرات، خبراء مدهشون في التوزيع والمبيعات، ومثلهم في العثور على دور العرض الجميلة الجذابة وبنائها. كان كل هذا يتطلب أموالاً طائلة، وكانوا يتساءلون عن أفضل السبل لاستخدام هذه الأموال الطائلة في إنتاج ما بدأوا يطلقون عليه: المُنتَج. لم تكن هذه الأفلام أفلامنا آنذاك. بل كانوا يطلقون عليها مُنتجات”.
جورج كوكور (مخرج حاصل على الأوسكار): “هناك كل أنواع الكتب المكتوبة، كتب موثوقة للغاية، حول كيف كانت الأمور في تلك الأيام، وكلها كتبها أشخاص لم يكونوا موجودين هناك. وهناك نوع من الكليشيهات مثل: أوه! كيف كان بإمكانكم العيش في ذلك المصنع؟ كم كان الأمر فظيعًا! لم تكن لديكم حرية تعبير. كانوا فظّين وتجاريين، والآن يمكننا التعبير عن أنفسنا دون قيود، وكل هذه الجمل المعتادة.
حسنًا، في الواقع، أريد أن أقول شيئًا عن نظام الاستوديو. ولم أكن من أبناء الشركات الكبرى. أعتقد أن من بنوا نظام الاستوديو كانوا رجال استعراض بالغي الذكاء. إذا عملت معهم، سيقدمون لك كل شيء ممكن. كان لديك أفضل القصص، وأفضل الممثلين، وأفضل الفنيين، وأفضل النصوص التي يمكنك الحصول عليها، باختصار تحصل على دعم هائل. كانت هناك بعض القيود، لكنها كانت قيودًا ذكية، كما تعلم. لم يُسمح للناس بالانغماس في أنفسهم. لا يستطيع المخرج أن يقول للمنتج: اخرج من هنا! سأفعلها بطريقتي! لا أريد رؤيتك على الإطلاق!
أعتقد أن هذه التوازنات والعمل مع أشخاص تحترمهم كانت مرضية ومفيدة للغاية. بالطبع، لقد انتهى نظام الاستوديو بالكامل، لقد أصبح من الماضي، ولن يحدث مرة أخرى أبدًا. لكن أود أن أقول إنه لم يكن سجنًا. لم يكن مليئًا بصانعي عروة الأزرار والمديرين الذين لا يعرفون شيئًا سوى سحق الفنانين. لم يكن الأمر كذلك. لقد كان الأمر صعبًا، ولكنه بالتأكيد لم يكن أصعب مما هو عليه الآن. لقد عملت مع أباطرة الاستوديو هؤلاء، وإذا كان لديك أي شيء على الإطلاق لتقدمه، سيشجعونك بكل قوتهم. لماذا؟ لأن ذلك كان في مصلحتهم. لقد أدركوا أن الموهبة تتطلب الصبر، وهي العملة الصالحة في هذا العالم. كانوا متعاطفين للغاية مع الموهبة، وصبورين عليها. لقد تلقينا مساعدة هائلة وتعاطفًا، وكان لذلك دور كبير في نجاح السينما آنذاك”.
في المقال القادم من السلسلة نتعرف أكثر عالم استوديوهات هوليوود في العصر الذهبي، وقادتها الذين صاغوا تاريخ السينما العالمية.