في بدايات القرن العشرين كانت الموسيقى والأغاني غير معبرة عن معنى الفن الجميل على الإطلاق، ففيها من السطحية ومخاطبة الغرائز الكثير، وربما كانت هناك أسماء ممن صاروا نجوما فيما بعد من أولئك الذين ركبوا موجة الانتشار تلك، ومنهم من سار عكس اتجاه ما يريده الجمهور ليفرض ذائقة راقية ومعبرة عن التوجه الجمالي المصري الحقيقي.
ومن أهم هذه الأسماء التي سارت عكس الاتجاه الشيخ أبو العلا محمد، الذي عرفنا اسمه فقط على نطاق واسع عند عرض مسلسل أم كلثوم حيث تم تشخيصه عن طريق الممثل القدير رشوان توفيق، وعرفنا القليل عن هذا الشيخ الذي كان له الفضل في تحويل أم كلثوم من الإنشاد إلى الغناء، ثم إلى الغناء الراقي الرصين، ليكون أبو العلا محمد بذلك واحدا من أوائل من يصدق عليهم تعبير صانع النجوم.
ولد أبو العلا محمد في قرية بني عدي بمركز منفلوط بمحافظة أسيوط عام 1884، عنأب يرجع نسبه إلى الشيخ أبو الحسن العدوي شيخ شيوخ فقهاء المالكية في مصرالقرن الثامن عشر.
وقد أبلى بلاء حسنا في حفظ القرآن و اتجه إلى علم القراءات والتجويد حيث برع فيه ،وبدأ في صباه هاويا للإنشاد الديني ما جعله يهاجر إلى القاهرة في مطلع شبابه حيث مجال العمل أوسع، وهناك عرف الموسيقى وتعلمها فاتجه إلى الإنشاد مع تخت موسيقي، وكانت بداية عمله في إحياء حفلات الأفراح والسبوع والطهور، ومما يحكى عنه أنه أحيا حفل سبوع أحمد رامي حيث كان صديقا لأبيه.
كان الاتجاه الذي سار فيه الشيخ أبو العلا، ومحاولة استكشاف أصوات جديدة، هو ما جعله يجد ضالته في أم كلثوم وعبد الوهاب.
ونستكمل حكاية عراب الفن أبو العلا محمد الأسبوع القادم.