ابن قلاقس المُلَقَّب بالإسكندري (4 من ربيع الأول 532 هـجرية/ 19 من ديسمبر 1137 م – 3 من شوال 567 هـجرية/ 29 من مايو 1172 م). وُلِدَ لأسرةٍ عربيةٍ تعُودُ أصولُها إلى قبيلة لخم، وكانت ولادتُه في مدينة الإسكندرية، تعرَّف إلى القاضي الفاضل (526- 596 هـجرية/1131- 1199 ميلادية) ومدحه في شعره مثل معاصريه البهاء زهير (1186 – 1258 ميلادية / 581 – 656 هـجرية) وابن نُباتة المصري (686-768هجرية = 1287-1366ميلادية) وابن سناء المُلك ( 545 – 608 هـجرية / 1150 – 1212 ميلادية) وابن النبيه (560 – 619 هـجرية / 1164 – 1222ميلادية).
انتقل ابن قلاقس في فترةٍ من حياته إلى القاهرة، وعُدَّ هناك من زُمرة الأمراء، ثُمَّ عاد إلى الإسكندرية، اتصل بعددٍ من رجال عصره كالخليفة العاضد لدين الله (1151ميلادية / 546 هـجرية – 1171ميلادية/ 567 هـجرية)، وصلاح الدين الأيوبي (532 – 589 هـجرية / 1138 – 1193 ميلادية) وطلائع بن رزيك المُلقّب بالملك الصالح، وأحد وزراء الدولة الفاطمية ومن أبرز فقهائها وشعرائها ( 495 – 556 هـجرية / 1102 – 1160 ميلادية) ،وعمارة اليمني (515 هـجرية/ 1121 ميلادية – 569 هـجرية/ 1174 ميلادية).
وممَّا يُؤسف له أنَّ الذي جمع ديوان ابن قلاقس قد حذفَ منه ما لا يُعجِبُهُ، وقد كان ينبغي أن يتركه كما هو، ولا يصدر حكمًا على شاعرٍ ويدع التاريخ والنقاد يمارسُون أحكامهم.
كان ابن قلاقس شاعرًا مُكثِرًا، نُشِرَ ديوانه في سنة 1905 ميلادية بتحقيق الشَّاعر خليل مطران (1 من يوليو 1872 – 1 من يونيو 1949ميلادية) في مصر، وكان مخطوط ديوانه في خزانة الشَّيخ علي اللَّيثي بمصر، وفي المكتبة الأهلية بباريس، مخطوطة (رقم 3139).
ولابن نُباتة المصري (مختارات من ديوان ابن قلاقس). كما تُنسب إليه كتبٌ أخرى من أشهرها: «الزهر الباسم في أوصاف القاسم (القائد الصقلِّيِّ)»، و«روضة الأزهار في طبقات الشعراء»، و«مواطر الخواطر».
قال عنه الزركلي (25 من يونيو 1893ميلادية – 3 من ذي الحجة 1396هـجرية / 25 من نوفمبر 1976ميلادية) هو: «شاعرٌ نبيلٌ من كبار الكُتَّاب المُترسِّلين، كان في سيرته غموضٌ».. وممَّا يُؤسف له أنَّ الذي جمع ديوان ابن قلاقس قد حذفَ منه ما لا يُعجِبُهُ، وقد كان ينبغي أن يتركه كما هو، ولا يصدر حكمًا على شاعرٍ ويدع التاريخ والنقاد يمارسُون أحكامهم.
كان ابن قلاقس مُغرمًا بالمُحسِّنات اللفظية والجماليات البديعية، وبخاصة الجناس والتورية وكان يشتغل شعريًّا على التضمين والاقتباس، اللذين يدلَّان على ثقافته الواسعة والمُتنوِّعة، واطلاعه على تاريخ الشِّعْر العربي بشكلٍ كبيرٍ، وقد استفاد شعريًّا من ابن الرومي (221 – 283 هـجرية / 836 – 896 ميلادية) وابن المعتز (247هـجرية/861ميلادية – 296هـجرية/ 908ميلادية) والمتنبي (303-354هـجرية/915-965ميلادية)وغيرهم، وكان أكثر من عارضهم هو البحتري (821 – 897ميلادية).
ويعد ابن قلاقس من الشُّعراء البارزين في العصر الفاطمي وامتدت شُهرته إلى أَمْدَاء واسعة، إذْ كان ذا ثقافةٍ دينيةٍ عاليةٍ، واطلاعٍ واسعٍ في علُوم الفقه والحديث، فضلًا عن ثقافتهِ الأدبية العالية، إذْ تردَّد الشَّاعرُ بين الأساليبِ القديمة والجديدة وأخذ من الشُّعراء القدماء الألفاظ الوعرة والتراكيب القديمة، ومن الأساليب الجديدة، فقد عُني بالزينة اللفظية عنايةً فائقةً، وسبق وأنْ دُرِسَ شعر ابن قلاقس في دراستين كانت الأولى “شعر ابن قلاقس دراسة أسلوبية” في جامعة صنعاء باليمن ، والثانية “قصيدة المديح في شعر ابن قلاقس دراسة موضوعية وفنية ” في جامعة الإسكندرية بمصر. وكتب عنه الدكتور محمد زكريا عناني كتابا في ثلاثمائة صفحة عنوانه «النصوص الصقلية من شعر ابن قلاقس الاسكندري وآثاره النثرية». ونشرته دار المعارف بالقاهرة سنة 1982ميلادية.
وكتبت الدكتورة سهام الفريح الأستاذ في كلية الآداب، جامعة الكويت، رسالة اسمها «ابن قلاقس: حياته وشعره» ونُشرت ضمن الحولية الأولى التي تصدرها جامعة الكويت تحت مسمَّى «حوليات الآداب والعلوم الاجتماعية». وقد صدرت هذه الرسالة سنة 1980ميلادية/1399هـجرية.
وكتب المستشرق الإيطالي رزيتانو أومبيرتو بحثا في الموسوعة الإسلامية، الطبعة الإنجليزية، لايدن، مادة: ابن قلاقس. وكان رزيتانو مديرًا لمعهد باليرمو وأحد القلائل المتخصصين في تاريخ صقلية الإسلامية، ولد بالإسكندرية لأسرة أصلها من صقلية، تعلم العربية في مصر، ثم تابع تعلُّمها في جامعة روما، حاضر في جامعة باليرمو والجامعة الأردنية بعمَّان، وله كتابٌ عنوانه: “تاريخ الأدب العربي في صقلية”، وكتبٌ أخرى وترجمات من العربية إلى الإيطالية.
ويمكنكم متابعة الأجزاء السابقة من هذا المقال عبر الروابط التالية 👇🏻
ابن قلاقس..الشَّاعرُ الذي أعادهُ مطران والسُّنباطي إلى النُّور(٢)