عندما تُروى الحكايات القديمة بصوت دافئ ولغة عصرية، تجد طريقها بسهولة إلى قلوب الأجيال الجديدة. وهذا ما حدث مع «حكايات كليلة ودمنة» التي أعاد الروائي إبراهيم عبد المجيد تقديمها كتابةً ومعالجةً عبر بودكاست «محكى شهرزاد»، ليمنحها حياة جديدة في عالم المنصات الرقمية.
يقول عبد المجيد إن هذه التجربة لم تكن مجرد كتابة لمسلسل صوتي، بل لقاء شخصي متجدد مع تراث خالد شكّل جزءًا من الذاكرة الثقافية العربية، فأيقظ لديه شغفًا قديمًا بالحكمة التي تحملها الحكايات على ألسنة الحيوانات والطيور.من قصص “القوة والحيلة” إلى “الشهادة والكذب” وصولًا إلى السؤال الخالد “هل يصير العدو صديقًا؟”حكايات تبدو كما لو أنها كُتبت لتخاطب الحاضر.
كان ابن المقفع يروي هذه القصص للأمراء قديمًا ليغرس القيم ويصلح ما فسد في المجتمع والسياسة بطرق غير مباشرة. واليوم، بفضل الوسائط الصوتية الحديثة، تستعيد هذه الحكايات حضورها وتصل إلى جمهور اعتاد التلقي الرقمي، لتؤكد أن التراث لا يشيخ ما دام يجد من يرويه من جديد.
بودكاست «محكى شهرزاد» أطلق الحلقات الأولى من «حكايا كليلة ودمنة» في شهر رمضان الماضي، بصوت الإعلامية منى الشايب، وبقلم إبراهيم عبد المجيد، الذي يستعد لتقديم حكايات جديدة قريبًا.