أحدث الحكايا

خالد منصور يروي التجليات الثقافية لحرب أكتوبر في كتابه الجديد

مع الذكرى الخمسين لنصر أكتوبر تتوالي الحكايات والكتب التي تتناول هذه الحرب، وهذا النصر، لتعيد للأذهان حقيقة ما حدث وكواليس هذا النصر. ومن ضمنهم كتاب «ذاكرة أكتوبر ..تجليات الحرب في الثقافة المصرية»، عن دار المرايا للنشر.

حكاية الكتاب

هذا الكتاب ليس عما جرى في حرب أكتوبر نفسها وما سبقها من استعدادات وتحولات سياسية واقتصادية واجتماعية، بل عن كيف تعامل المصريون مع هذه التحولات في السنوات قبل و بعد الحرب. وعبروا عنها في نصوص أدبية، وأفلام سينمائية وأغان وأشعار.

وهو ما سرده الكاتب خالد منصور عبر صفحته على فيسبوك حيث قال:

“هذا كتاب عن حدث كلما تذكرته لاح أمامي طفل في السابعة واقفا في شرفة بيتهم الصغير في المنصورة ينظر للسماء حيث طائرة تسحب ورائها ذيلا دخانيا وتتجه شرقا وأمه صامتة ذهولا واقفة بجواره. قالت له فيما بعد انها طائرة اسرائيلية كانت تريد مهاجمة جيشنا في مطار شاوة القريب ولكننا اسقطناها. لن اعرف الحقيقة ابدا.

ومنذ ذلك العام صار اول شهر في الدراسة يضم اجازة احتفالا بالسادس من اكتوبر، ثم صار الفتي جزء من مجاميع يأخذونها للاستاد في ذلك اليوم لتقديم صور ضخمة باجسادهم ولافتات يحملونها فوق رؤوسهم (استعراضات لم يعد يقوم بها الان سوى اطفال كوريا الشمالية)، وبعدها كان العرض العسكري السنوي حتى شاهد وهو مراهق أخر عرض انقطع ارساله وتحولت موسيقى المحطات العسكرية لمارشات جنائزية ثم ترتيل للقرآن حتى أعلان وفاة السادات، مقتله. وبعدها صارت اكتوبر بالنسبة لي افلاما تُعرض سنويا وأغان وطنية تبهت مع الوقت واستعراضات تلفزيونية ونصب تذكاري وكوبري ومدينة جديدة والطلعة الجوية التي انقذ بها رئيسنا الشائخ كرامتنا ثم جثم علي انفاسنا ثلاثين عاما. واستمرت المؤسسة التي كانت قد هيمنت على السلطة قبل الحرب بنحو عشرين عاما في الارتكان على هذا المجد والانتصار لتبرير هيمنتها على المجتمع والدولة.

هذا كتاب عما بقى في هذا المجتمع ثقافيا وابداعيا من آثار لهذه الحرب، وهو كتاب تشرفت بتحريره وقمت من أجله على مدى شهور بالتحاور والجدل مع عدد من الكتاب وكاتبة واحدة (للأسف) حول ما نريد تقديمه من آثار وبقايا لتلك الحرب في مخيلة وابداعات المصريين في الخمسين عاما الماضية، ولماذا. ما هي أهم الاسئلة؟ ما هي بعض الأجوبة؟

كنا كلنا نعرف أنه لا يجب مقاربة أهمية وتأثير حدث تاريخي فقط عن طريق تمحيص وسرد الوقائع وبناء علاقات السببية والسياق حوله، ولكن المقاربة التي هي أكثر أهمية في أحيان كثيرة تكمن في كيف جرى فهم وتقديم وهضم وتمثيل هذا الحدث من جانب طبقات المجتمع المتباينة ومؤسساته المختلفة ونخبه الحاكمة وجماهيره المهمشة. هذا الهضم وإعادة التمثيل يساهم في صنع الحدث ذاته كذاكرة ووقائع ومشاعر مصاحبة، وبالتالي يحدد تأثيراته على أجيال تالية.

ماذا تبقى من أكتوبر إذن في ذاكرة المصريين الجمعية؟ هذا هو السؤال الذي يسعى كتاب “ذاكرة أكتوبر: تجليات الحرب في الثقافة المصرية” لتقديم بعض الأجوبة عنه على أمل فتح حوار تأخر كثيرا بالعربية وفي مصر”.

حكاية الكاتب

خالد منصور كاتب مصري عمل مراسلا صحفيا في جنوب أفريقيا والولايات المتحدة عشر سنوات قبل أن يعمل متحدثا باسم الأمم المتحدة في عدة بلدان في انحاء العالم، وهو متفرغ منذ ٢٠١٥ للكتابة والتدريس، له خمسة كتب كان أخرها رواية “حقل ألغام” وكتاب “من طالبان إلى طالبان” عن مشاهداته في أفغانستان، وكتاب “من الخوف إلى الحرية”.

عن شهرزاد

المحرر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *