سعت ماجدة كثيرًا لاستكمال رحلتها مع الباليه في مصر، وبدعم من وزير الثقافة المصرية آنذاك الدكتور ثروت عكاشة، فتقرر تقديم أول عرض باليه مصري عام 1966، والذي كان يحمل اسم «نافورة بختشي سراي» في دار الأوبرا المصرية الخديوية بالقاهرة.
دار الأوبرا الخديوية بالقاهرة
تحكي ماجدة في أحد لقاءاتها الصحفية أن ثروت عكاشة ذهب إليهم في الكواليس لتشجيعهم وإخبارهم أنه طلب من الرئيس جمال عبد الناصر حضور العرض، وبالفعل حضر الرئيس في اليوم الثاني بصحبة زوجته وجلسا في البنوار المجاور للمسرح.
الرئيس جمال عبد الناصر وحرمه بصحبة وزير الثقافة في أول عرض باليه مصري
توالت من بعدها عروض الباليه المتنوعة ولمع اسم ماجدة صالح عالميًا ، وفي لقاء مع صحيفة نيويورك تايمز قالت:
«لم يكن أي من هذا ممكناً، لولا التقاء الوقت والظروف ورجل واحد هو ثروت عكاشة أول وزير للثقافة، فقد كان صاحب الرؤية والمثابرة، فبالنسبة لجيلي هناك الله وثروت عكاشة».
في عام 1971، اشتبكت ماجدة صالح مع السينما لمرة وحيدة في تاريخها عن طريق تجسيدها شخصية «ليلى» في فيلم «ابنتي العزيزة» وتضمن الرقصة الوحيدة المسجلة لها، وهي الرقصة الإسبانية «كسارة البندق» التي كانت مشهورة في هذا الوقت.
بدأت ماجدة تعاني من آلام ومشاكل صحية في عظامها، لكن هذا لم يمنعها من تقديم عرض مميز ورائع، جسدت فيه دور «جيزيل» على مسرح البولشوي عام 1972، والذي وصفته أنه أفضل أداء لها كباليرينا، رغم أنها وصفت آلام جسدها وقتها على أنها «لا تحتمل»، واعتبرت هي أن هذا هو عرضها الأخير. تقول:
«كان العرض تتويجًا لحياتي الفنية على خشبة المسرح بزيارة للاتحاد السوفيتيه رقصنا على مسرح «البولشوي» في موسكو، و على مسرح «الكيروف» في ليننجراد».
ماجدة صالح تجسد «جيسيل» على مسرح كيروش
ويبدو أن ماجدة صالح لم تستطع تخطي حريق الأوبرا الخديوية الذي حدث قبل هذه الجولة مباشرة، والذي وصفته في أحدى لقاءاتها بأنه: “لم يكن نهاية الرقص في القاهرة فحسب، بل نهاية الحياة الثقافية”.
ونستكمل الجزء الأخير من قصة الفراشة ماجده صالح الأسبوع القادم.
الجزء الأول في هذا الرابط :
ماجدة صالح..الفراشة صاحبة الوسام