أحدث الحكايا

ملك حفني ناصف..باحثة البادية التي ظلمها لقبها(٢)

تزوجت ملك في عام 1907 بأحد أعيان الفيوم شيخ العرب عبد الستار الباسل، رئيس قبيلة الرماح الليبية بالفيوم، وانتقلت في الحادية والعشرين من عمرها للحياة في قصر الباسل بالفيوم، القصر الذي يعد حتى الآن واحدا من علامات الفيوم التاريخية، حيث اتخذت ملك اسم «باحثة البادية» نسبة إلى بادية الفيوم التي تأثرت بها.

 

ملك حفني ناصف

 

ولم تكن تجربة الزواج بالنسبة إليها تجربة سعيدة، فقد كانت الزوجة الثانية لزوج انفصل عن زوجته، وقد عاشت معه مدة لم تنجب فيها فكانت نظرة المجتمع الريفي إليها بوصفها امرأة عاقر تلك النظرة التي أورثت لديها الكثير من الألم خاصة بعد أن أعاد الزوج زوجته الأولى إلى عصمته، وبعد أن اكتشفت ملك أنها لم تكن عاقرا وأن سبب عدم الإنجاب هو جراحة أجراها الزوج قبل زواجه منها، فكانت نهاية الزواج بطلاق مع إصرار ملك على التصدي لكل تلك السلبيات التي تسببت في معاناتها، فكانت أول مصرية تجاهر بدعوة عامة لتحرير المرأة من أسر التقاليد الضاغطة.

 

ملك حفني ناصف

 

 

ولذلك فقد بدأت نشاطها في أثناء زواجها بما يتماشى مع تقاليد مجتمعها بالبحث والكتابة تحت الاسم المستعار، ثم بدأت بعد طلاقها في التحرك نحو العمل العام فقامت بتأسيس “اتحاد النساء التهذيبي”، الذي ضم كثيرا من السيدات المصريات والعربيات وبعض الأجنبيات، وكان من أهم أهدافه توجيه المرأة إلى ما فيه صلاحها، والاهتمام بشؤونها، كما كوَّنت جمعية للتمريض لإغاثة المنكوبين المصريين والعرب، وكانت الأساس لما عُرِف فيما بعد بالهلال الأحمر المصري. وذلك إبان اعتداء إيطاليا على طرابلس، الأمر الذي جعل مصر تهبّ لنصرتها، كما أقامت في منزلها بالقاهرة ما يشبه المدرسة لتعليم الفتيات مهنة التمريض، وكفلت لهذه المدرسة كل احتياجاتها من مالها الخاص.

 

تابعوا الجزء السابق من المقال عبر الرابط التالي 👇

ملك حفني ناصف.. “باحثة البادية” التي ظلمها لقبها

 

 

عن د. هيثم الحاج علي

شاعر وناقد، أستاذ مساعد الأدب العربي الحديث والنقد بكلية الآداب جامعة حلوان. شغل سابقا العديد من المناصب في وزارة الثقافة المصرية مثل: رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرة الصادرة عن وزارة الثقافة المصرية، له العديد من الكتب النقدية والإبداعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *