اتجهت درية شفيق لتأسيس اتحاد نسائي هو اتحاد بنت النيل أو حركة التحرر الكامل للمرأة المصرية، وهي حركة تهدف إلى تقديم الخدمة للعاملات المحتاجات في مصر، وقامت بإنشاء مكتب لتشغيل طلبة الجامعات، وتأسيس نادي بنت النيل الخاص لتقديم حفلات ثقافية للشباب، وندوات لرفع الوعي السياسي لدى المرأة، وفصول محو أمية بحي بولاق، كما دخلت غمار الصحافة، وأصدرت عدة كتب مثل: المرأة الجديدة في مصر (بالفرنسية)، والمرأة المصرية من الفراعنة إلى اليوم، ورحلتي حول العالم، كما كتبت الشعر بالفرنسية، وقد صدر في عدة دواوين في باريس، ودعيت لإلقاء المحاضرات بمصر وأمريكا، وأصدرت مجلة الكتكوت للأطفال عام 1946
كان عام 1951 من أهم أعوام نشاط درية شفيق، وهو العام الذي شهد اشتعال النشاط الفدائي المقاوم لوجود الإنجليز في معسكرات القناة، وقد قامت بإعداد فرقة شبه عسكرية من النساء المصريات للمقاومة ضد وحدات الجيش البريطاني في قناة السويس تضمنت الاستعداد للقتال وتدريب ممرضات للميدان. كما حوكمت لقيادتها مظاهرة نسائية من اتحاد بنت النيل حيث قمن بمحاصرة بنك باركليز البريطاني في القاهرة في يناير 1951 ودعين لمقاطعته.
وفي العام نفسه قادت درية شفيق مظاهرة برفقة 1500 امرأة اقتحمت بها مقر مجلس النواب المصري، حيث كانت تهدف بأن ينظر المجلس ورئيسه بجدية في قضايا ومطالب المرأة المصرية، ويعتبر الكثيرون هذه اللحظة لحظة تاريخية بالنسبة للحركة النسائية، حيث أغلقت مظاهرتها المجلس التشريعي أكثر من أربع ساعات، حتى تعهّد رئيس المجلس الأعلى بالنظر في مطالبهن الرئيسية: حق المرأة في التصويت وتولّي المناصب، إلا أنه لم يتطرّق إلى مطالبهن الأخرى، مثل المساواة في الأجور وإصلاح قوانين الزواج والطلاق، وقد ساعدت تلك المظاهرة في منح درية شفيق مكانا بين أكثر النساء تأثيرا في تاريخ العالم العربي، وقد بعث الملك فاروق برسالة لدرية مع زوجها الذي كان يقابله كثيرًا مفادها أن النساء لن ينلن حقوقهن ما دام هو ملكًا.
ويمكنكم متابعة الجزء السابق من المقال عبر الرابط التالي 👇🏻
درية شفيق.. ملكة النضال والجمال