حكايا الكتب لا تنضب، ومع انطلاق الدورة الـ 55 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، نستعيد سويًا حكايا أبرز الكتب والروايات. فتشير «شهرزاد» لقرائها على أبرز الكتب الصادرة حديثًا، وعلى أبرز الإصدارات التي تأخذ القارئ معها في سحر الحكاية.
وحكايات الثقافة والصحافة كذلك يملؤها السحر وأبطالها لاتزال سيرهم حية بكتباتهم التي يذكرنا بها الكاتب والمؤرخ الثقافي شعبان يوسف في كتابه “مجلة صباح الخير .. سيرة ثقافية”، الصادر عن دار بتانة للنشر. ويسترجع يوسف تاريخ مجلة صباح الخير التي تعد من أبرز المجلات والمطبوعات المصرية والتي فرد فيها فصولا مطولا تكشف عن التاريخ الثقافي والفكري والدور الهام الذي لعبته المجلة بداية من الخمسينات. فنقرأ في البداية فصلا لمؤسستها «روز اليوسف»، ودورها، ثم فصلا لإحسان عبد القدوس، ثم لانطلاق المجلة التي كتب فيها كبار الأدباء والفنانين والإعلاميين واستطاعت أن تكون جزءا من المناخ الثقافي والفكري والسياسي فتؤثر فيه وتتأثر به، لافتًا إلى دور أحمد بهاء الدين، وصلاح جاهين، وحسن فؤاد وتحقيقات مفيد فوزي وغيرهم من العديد من الكتاب والمبدعين.
حكاية صباح الخير
تبدأ حكاية مجلة «صباح الخير» التي اشتهرت بأغلفتها المميزة وموضوعاتها الفريدة، في 17 أبريل 1951، منذ وقعت السيدة روز اليوسف خطاباً «لحضرة صاحب العزة مدير قلم المطبوعات بمحافظة العاصمة» تفيده فيه بصدور مجلة «صباح الخير» أسبوعياً كل يوم خميس، و«سنرسل لعزتكم النسخ المقررة من كل عدد يصدر صباح السبت الذي يلي ميعاد ظهور المجلة». وقّعت روز اليوسف الخطاب بصفتها «صاحبة ورئيس تحرير مجلة روز اليوسف».
الغريب أن مجلة صباح الخير لم يصدر العدد الأول منها إلا قي 17 يناير 1956، بشعارها الشهير «للقلوب الشابة والعقول المتحررة» الذي صاغه أحمد بهاء الدين، رئيس تحريرها، الذي كان في ذلك الوقت أصغر من تولى رئاسة التحرير قي مصر، باستثناء الأخوين مصطفى وعلي أمين لأنهما كانا صاحبي الصحف التي أصدراها وعينا أنفسهما رؤساء لإدارتها ولتحريرها.
حكاية مؤلف السيرة
كل هذه الحكايات وتأثيرها في محيطها السياسي والاجتماعي والثقافي رصدها الكاتب والشاعر شعبان يوسف، وهو من مواليد عام 1955. وقد أسس منتدى “ورشة الزيتون الأدبية”، ومجلة “كتابات”. كما ألف سبعة دواوين، ومسرحية، بالإضافة إلى العديد من الكتب الناقدة والبحثية، كما ترأس هيئة تحرير سلسلة “كتابات جديدة”.
كتب للعديد من الصحف والمجلات منها جريدة “التحرير”، وجريدة “أخبار الأدب”. ومن أعماله: “المنسيون ينهضون“، ”نجيب الريحانى: المذكرات المجهولة“، والكتاب تجميع وتحقيق لحلقات كتبها نجيب الريحاني في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي، “في محبة العامية”، و”الثقافة المصرية.. سيرة أخرى”.