نافذة على الأدب السلوفاكي..ترنافا بين الإيمان والفن

د.خالد البلتاجي:

 

كانت مدينة ترنافا مركزًا كبيرًا للدعوة لإحياء المذهب الكاثوليكي والكتابة الباروكية (وهو تعبير فني ساد في القرن السابع عشر، يتميز بدقة الزخرفة وغرابتها أحيانًا، وباصطناع الأشكال المنحرفة أو الملتوية في فنّ العمارة، وبالتعقيد والصور الغريبة الغامضة في الأدب). تقع ترنافا على مسافة قريبة شمال شرق العاصمة براتسلافا.

 

 

أُقيمت في مدينة ترنافا أول جامعة يسوعية عام 1635. وتمت صياغة الخطب والتراتيل الدينية باللغة العامية ووضعها في كتب في القرنين السابع عشر والتاسع عشر. وقد نظم التراتيل والقصائد الدينية العديد من المؤلفين، أمثال أوندري لوكاي (1596–1673) ودانيال سينابيوس هورتشتشكا (1640–1688).

 

ظهرت أيضًا التراجم الذاتية، مثل قصة حياة بيلاريك شتبيان (1666)، وهي قصيدة وصفية كتبها ستيفان بيلاريك تُصوّر حياته وهو أسير لدى الأتراك وحياته بعد إطلاق سراحه. وكذلك قصة يان سيمونيدس، وهي سيرة ذاتية لممثلي الكنيسة البروتستانتية، أو يوميات دانيال كرمان (1709–1711) التي تُصوّر الأوضاع في بولندا وبروسيا وليتوانيا وبيلاروسيا وأوكرانيا ومولدافيا. وقد كان المؤلف شاهدًا على هزيمة السويديين في موقعة بولتافا عام 1709.

 

شهد القرن الثامن عشر انتشار قصائد الغزل، وكان مؤلفوها في الغالب مجهولين. من هذه الأعمال “صورة السيدة الجميلة المرسومة بالقلم” (1701)، ألّفها طالب القانون ستيفان سلاتسكي بلغة أهل ترنافا.

 

أما العمل الآخر الطويل نسبيًا، والذي يضم 17 ألف سطر، فهو عبارة عن حِكم أخلاقية كتبه الفرنسيسكاني هوجو لين جافلوفيتش تحت عنوان مدرسة فالاش – كنز الأخلاق عام 1755. ومن العلماء النابغين في سلوفاكيا في ذلك الوقت كان ماتي بيل (1684–1749)، مؤلف كتاب الأهمية التاريخية والجغرافية للمجر الحديثة.

 

انتشرت في هذه الفترة الأغاني الفلكلورية والفن الشعبي بصفة عامة. ومن أهم هذه الأغاني الفلكلورية تلك التي تُصوّر الأعمال الجريئة لـ يوراي يانوشيك (1688–1713) الذي ذاع صيته مثل روبين هود. كان في الأصل جنديًا في جيش الأمير راكوزي، ثم قاد مجموعة من اللصوص في شمال غرب ووسط سلوفاكيا بين عامي 1711 و1713. اعتُقل بعد ذلك وسُجن في قلعة فرانوف بالقرب من مدينة ليبتوفسكي ميكولاش، ثم أُعدم في ميدان المدينة، وصار فيما بعد مادة غنية لشعراء القرن التاسع عشر.

 

 

عن شهرزاد

المحرر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *