أحدث الحكايا

شهرزاد تحكي: عندما عزف لويس أرمسترونج أمام أبو الهول

في أحد أيام يناير من عام 1960، كان فنان الجاز الأمريكي الأشهر لويس أرمسترونج وزوجته لوسيل، على موعد مع التاريخ، إذ كان في زيارة لمصر وذهب وزوجته في جولة بمنطقة الأهرامات، فكانت هذه الصورة التاريخية التي يعزف فيها أمام أبو الهول بينما زوجته تنظر له بإعجاب شديد. وقد نشرت الصورة لأول مرة في الذكرى الـ 45 لوفاته في صحيفة نيويورك تايمز، ليبدأ الجميع في التساؤل عن متى وكيف حدث ذلك؟ 

لويس أرمسترونج وزوجته من أمام الأهرامات

 

جولة أفريقية

تبدأ حكاية الصورة من جولة أفريقية رعتها وزارة الخارجية الأمريكية لأرمسترونج بدأت في أكتوبر من عام 1960، واستمرت طوال شهر نوفمبر في جولات متواصلة مرهقة قطعها أرمسترونج للذهاب إلى باريس حيث أمضى شهر ديسمبر بأكمله في تصوير فيلم Paris Blues.

ثم عاد إلى أفريقيا ليكمل رحلته من السنغال إلى غينيا وليبيريا ومالي وسيراليون والسودان وإثيوبيا، وأخيرًا جاء في مصر، حيث أمضى قبها أرمسترونج خمسة أيام وهو يقيم حفلاته في الخرطوم بالسودان قبل مغادرته في 27 يناير متوجهاً إلى الجمهورية العربية المتحدة (مصر). 

ومن حسن الحظ أن الرحلة كانت موثقة بتلك الصور التي اكتشفت في وقت لاحق من وفاة أرمسترونج وعرضت في متحفه الافتراضي، وهي تكشف كل تفاصيل الرحلة من لحظة دخوله مصر وكان أول هذه التفاصيل توجهه إلى مكتب أمريكان إكسبريس في وسط البلد لتبادل العملات. 

فاتورة تبديل العملات الخاصة بأرمسترونج

 

عاد بعدها أرمسترونج للفندق ليستعد للحفل الذي كان مقررًا في مساء يوم 28 يناير، لكن قبل ذلك كان عليه أن يقضي جزءًا من ذلك اليوم في حفل استقبال أقامته السفارة الأمريكية في الساعة 11:30 صباحًا. 

دعوة السفارة الأمريكية في القاهرة

 

دعوة بالهيروغليفية

وكانت الدعوة في ظرف مكتوب على ظهره اسم عالم الآثار والسينمائي المصري كمال الملاخ، والذي سنكتشف أنه وراء هذه الصورة الأيقونية، إذ نظم الملاخ لأرمسترومج جولة صاحبه فيها، وفي مداعبة ظريفة كتب اسم أرمسترونج على الظرف بالهيروغليفية.  

اسم أرمسترونج وزوجته بالهيروغليفية بخط كمال الملاخ

 

في ذلك اليوم 28 يناير أيضا، اجتمع أرمسترونج بالكثير من الشخصيات في حفل استقبال السفير راينهارت، ثم صحبه الملاخ في زيارة إلى الأهرامات حيث تم التقاط الصورة وعدة صور أخرى مصاحبة لها. ويظهر كمال الملاخ في الصور ولكن ليس معروفًا بالضبط من الذي التقط الصور التاريخية، وعلى ما يبدو أنه كان مصورًا من السفارة الأمريكية، أو ربما مصورًا من طرف الملاخ نفسه كما افترض البعض. 

 

صورة للويس ولوسيل زوجته يجلسان مع كمال الملاخ، وزيجمونت ناجورسكي من مكتب خدمات المعلومات بالقاهرة، مسؤول الإعلام بالسفارة الأمريكية، وحمدي فؤاد الصحفي بالأهرام

يوم حافل

وفي وقت لاحق من اليوم توقف أرمسترونج في دار للأيتام، وعزف لهم في مشهد تحتفظ به الذاكرة لفترة طويلة.

بعد ذلك، كان على لويس أن يستعد لحفلته الموسيقية قبل أن يغادر مصر في صباح اليوم التالي متوجهاً إلى مدينة نيس الفرنسية، منهياً رسمياً جولته الإفريقية.

لكن قبل ذلك وفي وقت ما بعد 28 يناير قبل مغادرته مصر تم تقديم هدية لأرمسترونج عبارة عن سجل قصاصات يحتوي على صور من يومه في القاهرة، والتي ضمت الكثير من الشخصيات ووثقت الأوقات الممتعة التي قضاها لويس في مصر.

في دار أيتام بالقاهرة
قصاصات من الجرائد احتفظ بها أرمسترونج

عن شهرزاد

المحرر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *