بكتابة مرهفة وعميقة عرفت ملي التلمساني منذ التسعينيات، إذ نجحت في أن تكون أسلوبًا خاصًا لكتاباتها بلغة رشيقة وحية. ولهذا يكون الاحتفاء بطبعات جديدة من كتب لها في محله، وهو ما التفتت إليه ونفذته دار دوّن للنشر بالتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام، لتتيح طبعات جديدة من كتابيّ “للجنة سور” و”طرق كثيرة للسفر”.
للجنة سور
في كتاب ” للجنة سور”، تنتقل بطلة الحكاية من القاهرة إلى أوتاوا مرورا بمونتريال وباريس. خلال تنقلات المؤلفة تقوم بتوثيق المدن والحكايات من خلال حكايات السفر والطرائف والمدونات. كما تتأمل أيضا على طول الطريق في معنى الحركة، والحاجة إلى إعادة ابتكار الذات، وترصد التغيرات الاجتماعية التي تحدث للجميع. أحد أهم محاور “للجنة سور” محور الغربة وعدم الاستقرار بين هنا وهناك، بين مصر هناك وكندا هنا، أو بين كندا هناك ومصر هنا. الرحلة بين هنا وهناك واستغراب الأماكن والناس والأحداث هي أهم ملامح الغربة. وفي الكتاب نقرأ عن النفس المهاجرة، كيف يهاجر الإنسان ويظل قلبه معلقاً بالوطن، ولماذا تدفعنا الحياة للسفر؟! حكايات بين الارتحال والغربة والبحث عن الأحلام والغرق في الذكريات.
طرق كثيرة للسفر
كتاب “طرق كثيرة للسفر” عبارة عن كتابات حرة أشبه باليوميات والتدوينات التي تُكتب في مذكرات المرء حين يمر بعدد من التجارب الشخصية التي تؤثر في نمط حياته بالكامل. عبارة عن يوميات امرأة محبة للحياة وعاشقة للإطلاع والتدبر في الصغائر.
سنجد في الكتاب العديد من الأفكار الحياتية منها مظاهر الأدب على السفرة المصرية، وتحكي أيضًا عن غربتها وعن مظاهر احتفالات عيد الشكر لدى الأجانب، كما تناقش الأحلام الماضية التي شكلت وعي ورغبات جيل كامل وتتحدث عن شخصية إدوارد سعيد أحد أهم المفكرين في القرن العشرين. كما تتحدث عن أهمية المكتبة بالنسبة لها وكيف كان لها مكتبة كبيرة في بيتها المصري وأخرى في بيتها الكندي، والعديد من الموضوعات الأخرى.
الكتابات تشبه الاعترافات ومحاولات لإبداء رأي الكاتبة في كل صغيرة وكبيرة مرت عليها في تجربة حياتها الشخصية سواء في السفر أو التعليم أو النقاشات الفلسفية والعلاقات العائلية والعامة، ونظرتها لأمور عدة في بلدها وفي البلاد التي زارتها والكثير من الكتابات الحرة فيما يخص الحكي عن ذكريات طفولتها وشبابها وما بعد ذلك من مغامرات.
حكاية الكاتبة
مي التلمساني كاتبة وروائية مصرية من مواليد القاهرة. تعمل أستاذاً للدراسات العربية والسينمائية في جامعة أوتاوا بكندا. نشرت لها أربع روايات هي “دنيا زاد” (1997)، “هليوبوليس” (2000)، “أكابيللا” (2012) و”الكل يقول أحبك” (2021)، وثلاث مجموعات قصصية.
ترجمت روايتها “دنيا زاد” إلى ثماني لغات وحازت على جوائز في مصر وفرنسا. نشرت أبحاثها الأكاديمية في مجالات السينما والفنون والثقافات الشعبية. في عام 2021 حصلت على وسام الآداب والفنون من الحكومة الفرنسية برتبة فارس، اعترافاً بجهودها بمجالات الثقافة والفنون والآداب.