طبعت المؤلفات الإسلامية الشهيرة ضمن مطبوعات بولاق، ومن أقدم ما طبع مجموعة متون الصرف؛ مثل الشافية لابن الحاجب؛ والتصريف العزي-بعناية الشيخ حسن بن محمد العطار شيخ الأزهر؛ وطبعت هذه المجموعة سنة 1824، ومنهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام ابن تيمية في أربعة أجزاء؛ ثم طبعت الفتوحات المكية لمحيي الدين ابن عربي في أربعة أجزاء أيضًا، وطبعت من تراجم المشارقة: وفيات الأعيان لابن خلكان، ومن تراجم المغاربة: قلائد العقيان للفتح بن خاقان، ونفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب للمقري، وطبعت تفسير الطبري والفخر الرازي والألوسي وإسماعيل حقي البرسوي، وصحيح البخاري وشرحه لابن حجر وللقسطلاني.
حين فكر محمد علي في إنشاء المطابع أنشأ بجوارها كل مستلزماتها من مدارس ومصنع للورق، ومع انتشار المطابع الحديثة وزيادة إنتاج مصر من الكتب بالصورة التي مازالت تمثل حتى الآن أكثر من ثلثي الإنتاج العربي تزداد الحاجة لجعل صناعة الورق صناعة قومية حتى لا يظل سعر الكتاب رهنا بالسوق العالمية وسعر الصرف.
بدأت المطابع في العمل تحت إدارة نيقولا بعد أن طلب إرسال بعثة أخرى إلى فرنسا عام 1826 إلى فرنسا لتعلم فنون الطباعة الحديثة وهندسة المطابع، وكذا الفنون الملحقة بها مثل التجليد، كما تم إنشاء مصنع للورق بجوار المطابع ويلحق بها مدرسة لتعليم الخط وحروف الطباعة.
واستمر نيقولا مديرا للمطابع حتى وفاته عام 1832، حيث مات وهو في ريعان شبابه لم يتجاوز الأربعين، وعلى الرغم من أثره الكبير على تاريخ الثقافة المصرية والتعليم في مصر فلم تذكر المراجع التاريخية الكثير عنه، وظل هذا الاسم مجهولا لكثير منا، فقد كان عمله ممتدا على مدار مائتي عام كانت فيها الطباعة هي عماد التعليم والثقافة المصريين ولولاها لضاع كثير من أثرنا.
لنتذكر نيقولا المسابكي إذن وكل مسابكي قدم لهذا الوطن خدمة.
ويمكنكم قراءة الجزء الأول من هذا المقال عبر الرابط التالي 👇
حكاية الطباعة المصرية.. نيقولا المسابكي