أحدث الحكايا

متحف نبيل درويش.. حكاية شغف تنتظر الإزالة

في ثمانينيات القرن الماضي، قرر الفنان نبيل درويش إنشاء متحف للخزف بجهده الذاتي، ليكون الأول من نوعه في المنطقة والشاهد على رحلة طويلة من الفن والمنجز المهني الكبير. ولكن قبل عامين ومع التطوير الذي يشهده الطريق الدائري تم إخطار أسرة الفنان الراحل بضرورة إخلاء المتحف لهدمه، ثم تجدد هذا الإنذار بضرورة الإخلاء الجبري ما خلق أزمة ثقافية كبيرة، فما هي حكاية نبيل درويش؟

درويش في بيته وأمام متحفه

حكاية نبيل درويش

ولد نبيل درويش في قرية السنطة، القريبة من مدينة طنطا في محافظة الغربية، في 5 سبتمبر 1936، وتخرج في كلية الفنون التطبيقية، قسم الخزف عام 1962، ليبدأ رحلته مع هذا الفن الذي يعد من رواده، فتعلم في ورشة أستاذه سعيد الصدر التي أنشأها في الفسطاط كواحدة من مؤسسات وزارة الثقافة تحت اسم «مركز الخزف». ثم لمع اسم نبيل درويش بعد أن قدم رسالة الماجيستير في فن الخزف عام 1971 مكتشفا الأسرار التكنولوجية لفن «شباك القلة»، الذي برع فيه خزافو العصر الإسلامي. 

سافر بعدها درويش للكويت واكتشف الأماكن التي تحتوي على طينة ذات طبيعة رملية صالحة للإبداع الخزفي المحلي، كما اكتشف في قطر والبحرين طينات صالحة للخزف والفخار. ومن بعدها اتجه للعراق وإيران وتركيا وسوريا ولبنان سعيًا وراء منابع الخزف الإسلامي والعربي،

كانت رسالته للدكتوراه فارقة في مجال الخزف والآثار، والتي حصل عليها من جامعة حلوان عام 1981، ليكون صاحب أول رسالة دكتوراه في فن الخزف وتناولت تفاصيل صنع المصريين القدماء لفوهات سوداء للأواني الخزفية وكان هذا وقتها موضوعاً جديداً أضاف قيمة علمية كبيرة إلى هذا المجال.

حكاية متحف درويش

واستكمالا لهذا المنجز الفني الكبير، قرر درويش إقامة متحف لفن الخزف في المكان نفسه الذي وجدت فيه ورشته وبيته حيث عمل وأنتج إبداعاته الفنية ليصبح المتحف الوحيد من نوعه في مصر ويضم نحو 3500 قطعة فنية من أعمال الخزف. 

مراحل بناء المتحف

 

يقع متحف نبيل درويش على مساحة نحو 1000 متر، بمنطقة طريق سقارة، تضم المبنى وحديقة كبيرة تحيط به، واختار درويش أن يبنيه بشكل سداسي لتكون طريقة العرض بالشكل الذي يتخيله. وإلى جانب المتحف يقع منزل الفنان الراحل الذي تعيش فيه أسرته حتى الآن.

 - صورة أرشيفية

وتضم المنطقة المحيطة بالمنزل والمتحف متاحف عدة لفنانين آخرين من بينها متحف آدم حنين ومتحف زكريا الخناني للزجاج ومركز رمسيس ويصا واصف للسجاد اليدوي وكلها فنون نابعة من المكان ومتوافقة معه، فمنطقة الحرانية لها باع طويل في ما يتعلق بالفنون والحرف التراثية ويعرف المكان بشارع الفنون.

متحف نبيل درويش من الخارج

 

وكان الجهاز القومي للتنسيق الحضاري قد وضع سابقاً لافتة على الموقع ضمن مشروع “عاش هنا” الذي يسجل أماكن إقامة كثير من رموز مصر الفنية والثقافية في مجالات مختلفة إيماناً بدورها وقيمتها الكبيرة في المجتمع.

تم افتتاح المتحف في 1983، ويضم قطعا تنوعت بين مقتنيات الفنان الراحل وقطعا خزفية فريدة، ومكتبته وأدواته الفنية التي عمل بها. 

المتحف من الداخل

عن شهرزاد

المحرر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *