في ليلة من ليالي شتاء ديسمبر 1966، كانت مصر على موعد مع أول عرض باليه مصري في تاريخها ، أزيح الستار لتقابل فراشات الأوبرا المصرية تصفيقا حادا من جمهور مصري، وعدد من القيادات على رأسهم رئيس الجمهورية العربية المتحدة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والذي أهدى هؤلاء الراقصات وسام الاستحقاق الذي يمنح لأول مرة لـ «راقصات» في مصر.
أول عرض باليه مصري
كانت نقطة انطلاقة تاريخية للباليه المصري، في عرض بطلته فراشة الباليه التي رحلت عن عالمنا في 11 يونيه 2023 الباليرينا ماجدة صالح.
الفراشة ماجدة صالح
ولدت ماجدة أحمد عبد الغفار لأسرة مكونة من 4 أفراد، رب الأسرة هو الدكتور أحمد صالح، أحد رواد التعليم الزراعي في مصر، والذي تدرج في المناصب الأكاديمية حتى شغل منصب نائب رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة في الفترة من عام 1965 حتى 1974، أما الأم فكانت من اسكتلندا وقررت تربية أبنائها على الثقافة والفنون فأرسلت ابنتها الثانية «ماجدة»، التي ولدت في عام 1944 إلى استوديوهات الباليه التي كان يشرف عليها راقصون ومدربون بريطانيون، وهو ما أحبته وبرعت فيه، ما شجعهم على إلحاقها بالكونسرفتوار في الإسكندرية، والذي كان يضم قسمًا للباليه يشرف عليه معلمون من الأكاديمية الملكية البريطانية.
ونظرًا لتفوقها في التدريبات تقرر ابتعاثها في منحة لتعلم الباليه في مدرسة الفنون بالمملكة المتحدة، لكن بعد شهرين فقط من سفرها حدث العدوان الثلاثي مما أجبرها على العودة.
الفراشة في صغرها
ورغم هذا الحظ العثر فإن الأفضل كان قادمًا، فبعد ذلك بفترة وجيزة جاء مدرس من «البولشوي» للقاهرة ليفتتح مدرسة لرقص الباليه، وتقدمت ماجدة لها، وتم قبولها بجانب 30 طالبًا آخرين، وأصبحت هذه المدرسة فيما بعد المعهد العالي للباليه بعد ضمها لوزارة الثقافة المصرية.
خماسي البولشوي
وفي عام 1963 كانت ماجدة واحدة من بين 5 راقصات باليه في نفس صفها محظوظات بحصولهن على منحة لاستكمال دراستهن في أكاديمية بولشوي للباليه في موسكو، وأطلق عليهن لقب «بولشوي فايف» أو خماسي البولشوي.
ونستكمل قصة الفراشة ماجدة صالح الأسبوع القادم.