أحدث الحكايا
The Ninth Wave by Ivan Aivazovsky

شهرزاد تحكي: أجمل لوحات روسيا “الموجة التاسعة”.. هل يمكن النجاة منها؟

تحكي إحدى الأساطير الشعبية الروسية أن الموجة الأكثر فظاعة وقوة وتدميرًا في البحر الهائج أثناء العاصفة هي الموجة التاسعة، وهي موجة ضخمة ذات حجم لا يُصدق، تأتي بعد سلسلة موجات كبيرة، وتكون هي الأخيرة ذات التأثير المدمر.

شغلت الأسطورة بال الفنان الروسي إيفان إيفازوفسكي، فرسم لوحته “الموجة التاسعة” المعروضة حاليا ضمن مجموعة المتحف الروسي في مدينة سانت بطرسبرج، لتصبح واحدة من أشهر اللوحات في العالم، وأشهر أعمال الفنان وأكثرها شعبية، و”أجمل لوحة في روسيا” أو “أجمل لوحة روسية” كما أطلق عليها كثير من مؤرخي الفن.

أفعال لا يمكن التنبؤ بها 

ما يميز لوحات إيفان إيفازوفسكي هو رسمه للبحر والظواهر الطبيعية التي تحدث فيه، مع إظهاره للمشاعر الإنسانية التي بشعر بها الأشخاص الذين يواجهون الظروف الصعبة أثناء العواصف وتحطم السفن والغرق وغيرها، وربما أكثر ما يشغل الفنان الروسي في هذه المشاهد هو ردود أفعال البشر التي لا يمكن التنبؤ بها وتظهر في أكثر المواقف كارثية.

الفنان الروسي إيفان إيفازوفسكي

لوحة الموجة التاسعة

في اللوحة التي رسمها إيفازوفسكي عام 1850، بحر هائج بعد عاصفة ليلية، وظلمة ليل تتلاشى مع الأشعة الأولى لفجر اليوم الجديد، والخيوط الأولى للشمس تلمع فوق صفحة الماء؛ موجة عالية على وشك الوصول، ومجموعة صغيرة من الناس تتشبث بذعر بحطام سفينتهم في محاولات يائسة للبقاء، وبرجاء ألا تدمرهم الموجة القادمة. 

تفاصيل من لوحة الموجة التاسعة للفنان الروسي إيفان إيفازوفسكي

لا ضمان للنجاة

تحمل لوحة “الموجة التاسعة” الكثير من المعاني؛ الإيمان في الحياة أحدها، والرغبة العارمة في العيش وعدم الاستسلام للموت شبه المؤكد، اللحظات الأخيرة الفاصلة بين الحياة والموت، محاولات الانتصار، مدى جمال الطبيعة رغم قدرتها التدميرية، اليأس ومحاولات الصراع من أجل البقاء، النضال المستمر مع إدراك أن المساعدة لن تأتي وأنه لا ضمان للنجاة ولكن الإيمان يظل حاضرا فارضا نفسه لربما. 

وبرغم الألوان الدافئة التي استخدمها إيفازوفسكي والتي تعطي شعورا برحمة البحر وجماله، فإنه يظل شعورا مزيفا؛ فالشخوص في اللوحة لن يتمكنوا من النجاة، وإمكانية نجاحهم تبدو مستحيلة بناء على أسطورة “الموجة التاسعة”.

لوحة الموجة التاسعة للفنان الروسي إيفان إيفازوفسكي

عن شهرزاد

المحرر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *