شهرزاد
صباح يوم 30 مارس عام 2020، أعلن متحف يسمى “سنجر لارين” في هولندا عن سرقة لوحة بعنوان “حديقة الربيع” أو “حديقة بيت القسيس في نوينين بالربيع” للفنان الهولندي العالمي فنسنت فان جوخ، حيث كان المتحف كان يستعيرها تلك الفترة من متحف الفن في مدينة جرونينجر بهولندا، لعرضها في أحد المعارض التي كان يقيمها.
والمفارقة أن السرقة قد حدثت يوم ذكرى ميلاد فان جوخ الذي ولد في 30 مارس عام 1853، ورحل في 29 يوليو عام 1890.
ليلة يوم السرقة، الساعة الثالثة فجرا، اقتحم اللصوص المتحف الذي كان مغلقا بسبب وباء فيروس كورونا المستجد، وسرقوا اللوحة التي تقدر بملايين الدولارات. وعند اكتشاف السرقة، سارعت الشرطة بالتحقيق في الواقعة، لكنها لم تتوصل إلى اللوحة أو سارقها، وكشفت أن اللصوص اخترقوا الأبواب الزجاجية حوالي الساعة الثالثة والربع صباحًا وهربوا قبل وصول القوات استجابة للإنذار، وعرضت تسجيلات لكاميرات المراقبة تبين لحظة الاقتحام. وطلب مدير المتحف حينها من سكان المنطقة مراجعة الكاميرات التي توجد على مداخل بيوتهم في محاولة إلى التوصل إلى أي معلومة، وفشل أيضا في محاولاته.
اللوحة رسمها فان جوخ عام 1884، عندما كان يعيش مع والديه في بيت القساوسة للكنيسة البروتستانتية الهولندية في مدينة نوينين حيث كان والده راعيًا بالكنيسة. ورسم فان جوخ خلال هذه الفترة التي وصلت إلى عامين، حوالي 200 لوحة، نقل فيها الحدائق المحيطة وواجهة حديقة القسيس في فصول السنة المختلفة، وغيرها من اللوحات أشهرها لوحة “آكلو البطاطا”.
عثرنا على اللوحة.. تقريبا
وفي 6 إبريل عام 2021، أي بعد سرقة اللوحة بعام، أعلنت الشرطة الهولندية أنها قبضت على المشتبه به في سرقة اللوحة، فى شقته بمدينة بارن، على مقربة من متحف سينجر لارين، وهو رجل يبلغ من العمر 58 عاما. واستمرت التحقيقات بعد ذلك.
اقرأ أيضا:
شهرزاد تحكي: حكاية لوحة أذن فان جوخ التي خلّدت معاناته
عودة اللوحة.. أخيرا
ومنذ أيام، وتحديدا يوم 12 سبتمبر الجاري، أعلن متحف جرونينجر بشكل رسمي عودة اللوحة أخيرا، وذكر القائمون على المتحف في بيان: «لدينا أخبار سارة بشكل لا يصدق. عادت لوحة حديقة الربيع إلى المتحف بعد ثلاثة أعوام ونصف من سرقتها»، هي الآن في متحف فان جوخ بأمستردام، وقد يستغرق الأمر أسابيع أو أشهر قبل عودتها وعرضها مرة أخرى، حيث إن التحقيقات مازالت مستمرة.
اللوحة أصابها بعض الخدوش التي يمكن إصلاحها، وسيتم فحصها بدقة الأيام المقبلة لتحديد الصيانة التي تحتاجها، حيث تظهر للوهلة الأولى أنها لا تزال في حالة جيدة، لكنها “عانت” بحسب المتحف.
ومن التفاصيل المثيرة التي تم الكشف عنها بخصوص رحلة البحث عن اللوحة المفقودة، أن أندرياس بلوم، مدير متحف جرونينجر ذكر أن آرثر براند لعب دورًا رئيسيًا في عملية استرجاع اللوحة، وهو المحقق المعروف بلقب “إنديانا جونز عالم الفن”، والمختص في تعقب الأعمال الفنية المفقودة.
اقرأ أيضا:
شهرزاد تحكي: “صقور الليل”.. أيقونة “هوبر” التي كتبها قبل أن يرسمها
