يوميات في شارع الصحافة -الأيام

مارست العمل الصحفي وأنا طالب في المرحلة الثانوية بجريدة الحائط المدرسية، وفي الجامعة نشرت أول مقال لي في مجلة يصدرها بعض الطلاب ، أخذت نسختي، ودرت بها على كل من يعرفني من العائلة والأصدقاء. ثم كانت البداية الحقيقية مع جريدة “الأيام” التي تصدرها جامعة الإسكندرية، رئيس مجلس إدراتها هو رئيس الجامعة نفسه، ورئيس التحرير الأستاذ محمد شاكر (رحمه الله) كان مدير مكتب أخبار اليوم بالإسكندرية، في هذه الجريدة أجريت تحقيقات صحفية، وكتبت مقالات، وقصصًا، وأجريت حوارات لعل أهمها كان مع خالد محمد خالد عن اجتياح صدام حسين للكويت.

 

هويدا فتحي أول سيدة تحتل منصب نقيب الصحفيين بالإسكندرية

 

بعدها أصررت على زميلتي هويدا فتحي (رحمها الله) أن تكتب معنا، ووافقت بعد تردد، أخبرتها أنها ستكون رئيس تحرير في المستقبل، لم تتحقق نبوءتي، لكن هويدا أصبحت أول سيدة تحتل منصب نقيب الصحفيين بالإسكندرية، وبفضل جريدة الأيام دخلنا مبنى أخبار اليوم، وعشنا أجمل لحظات العمر ونحن نتابع مراحل تجهيز الجريدة للصدور.

في الوقت نفسه كنت أتدرب في مجلة (المسلة) مع الصحفي الكبير علاء رفعت (رحمه الله)، الذي كان يحكي لي دائمًا ما وراء الأخبار المنشورة، وما وراء الوجوه اللامعة، كان علاء رفعت يعرف الكثير، ولم يكن يعجبه شيء، وعلمني ألا أنبهر بأحد، وكنت جاهزًا جدًا لاستيعاب الدرس.

 

 

ترددت أيضًا على الأستاذ سلطان محمود “رحمه الله” مدير مكتب مجلة أكتوبر بالإسكندرية ورئيس تحرير صحيفة “صوت الإسكندرية” التي يصدرها المجلس المحلي بالمدينة الذي قال عندما قدمت له نفسي: منير عتيبة كاتب ، فقال لي: ألا ترى أن كلمة كاتب هذه كبيرة؟ فقدمت له قصة لينشرها، فطلب مني العودة بعد أسبوع لأعرف رأيه في القصة، عدت مرة ومرات، ولم أعرف إذ فُقدتْ القصة، ولأنه لم يكن لدي صورة منها؛ فقد فقدتها إلى الأبد، وظللت لفترة طويلة أظن أنها أجمل ما كتبت ولن أكتب أجمل منها، برغم أنني نسيت فكرتها وما كتبته أصلًا، فهل الفقد يجمل الأشياء؟!

 

ونستكمل الجزء الأخير من هذه اليوميات الشيقة الأسبوع القادم.

عن منير عتيبة

روائي وقاص وكاتب للأطفال والدراما الإذاعية، مؤسس ومدير مختر السرديات بمكتبة الإسكندرية، رئيس تحرير سلسلة كراسات سردية التي يصدرها مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية، مقرر لجنة السرد القصصي والروائي بالمجلس الأعلى للثقافة، عضو لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة (2013 - 2019)، وقد حصل على العديد من الجوائز منها جائزة اتحاد الكتاب.

شاهد أيضاً

الجزء الثاني من حكايات في دفتر صلاح عيسى

لم يكن صلاح عيسى مجرّد حكّاء بارع، بل مؤرخ يكتب السرد الموثّق لا الخيالي، معتمدًا …

حكايات من دفتر صلاح عيسى

شعرت بمتعة خاصة وأنا أقرأ كتاب الكاتب الكبير الراحل صلاح عيسى “حكايات من دفتر الوطن”، …

يوميات في شارع الصحافة..حلم لم يكتمل !

كان أول عمل صحفي أحصل على أجر ٢٧  جنيهًا مقابل نشره هو حوار أجريته مع …

يوميات في شارع الصحافة

لفتت نظري منذ الصغر، وبهرتني شخصية الصحفي في الأفلام ، ثم زاد إعجابي بهذا العمل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *