ترام القاهرة…ولادة مصر الجديدة

حصلت شركة الترام البلجيكية في صيف 1897 على امتياز خط من الجيزة إلى الهرم، ثم في شتاء 1902، أُضيف خط جديد من باب الحديد مرورًا بشارع شبرا حتى ساحل روض الفرج. وفي 1908، بدأت الشركة تسيير قطارات من العتبة إلى الجيزة مباشرة عبر كوبري الملك الصالح وكوبري عباس. وفي 1912، وصل الترام إلى الجيزة عبر الزمالك بعد بناء كوبري أبي العلا، ثم مُد خط القلعة إلى الإمام الشافعي، وخط أبي العلا إلى المبيضة في 1913.

 

 

 

 

حددت الأجرة بستة مليمات للدرجة الأولى، وأربعة للثانية. وعُين 400 عامل مصري. ونصّت اللائحة التي أقرها مجلس الشورى على منع ركوب “كل محدث غوغاء، أو سكران، أو مصاب بعاهة تشمئز منها النفس”.

 

 

 

 

أدى نجاح الترام إلى بروز شركة بلجيكية أخرى تولّت إنارة البيوت منذ 1897، لكن كثرت الحرائق بسبب تركيب الأسلاك على يد غير المتخصصين، مما دفع الحكومة إلى تنظيم هذا المجال. وفي 1898، اتفقت الدولة مع الشركة على إنارة الشوارع.

 

 

 

 

ساهم الترام في رفع أسعار الأراضي، ونشأت شركة بلجيكية لتأسيس حي “هليوبوليس” على مساحة 5952 فدانًا. بدأ تشغيل الترام السريع “المترو” عام 1910، وأقيمت ملاهي “لونابارك” كدعاية للحي. وبلغ عدد سكان مصر الجديدة 4729 نسمة بحلول 1912، مع تسهيلات كبيرة في شراء الأراضي.

 

ومع كل امتداد جديد للترام، كانت القاهرة تتحوّل وتكبر، وتتشكل ملامح أحيائها الحديثة. لم يكن الترام وسيلة نقل فحسب، بل أداة لصياغة مدينة جديدة… وما زالت حكاية “العفريت” مستمرة. نتابع فصولها معكم الأسبوع القادم.

 

 

عن شهرزاد

المحرر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *