في شارع التبليطة المتفرع من حي الأزهر، يقع متحف نجيب محفوظ في تكية محمد أبو الدهب. داخل المتحف، يستقبل الزائر معرض “الجمالية في عيون عشاقها” المقام بالتعاون مع نادي “إن فوكس” للتصوير الفوتوغرافي، وعبر 50 صورة يتجول في طرقات حي الجمالية التي عاش فيها أديب نوبل طفولته، ويرى أثر التاريخ على وجوه أهلها.
تتنوع صور المعرض في شوارع حي الجمالية، ومن بينها خان جعفر بأبوابه المميزة ذات اللون الأزرق، ووجوه أهل الجمالية التي تظهر فيها الملامح المصرية الأصيلة.
كما استخدم المصورون كاميرا “الدرون” -وهي طائرة بدون طيار تُستخدم في التصوير الجوي- لالتقاط صور علوية لمسجد الأزهر، وإبراز التباين بين أشجار حديقة الأزهر بلونها الأخضر الفاقع والبنايات ذات اللون الباهت بجوارها.
كانت تفاصيل المساجد أحد أبطال المعرض، وكذلك القراءة، إذ انقسم المعرض إلى ثلاثة محاور: الأول صور عن حي الجمالية، كما يذكر أحمد داود، المشرف على المعرض، والثاني صور مقتنيات متحف نجيب محفوظ، ومن بينها الملف الخاص بمحفوظ في المركز القومي للسينما. إذ إن إسهامات محفوظ في السينما عظيمة، فقد قدّم للسينما العديد من سيناريوهات الأفلام، على رأسها فيلم “ريا وسكينة” و”الاختيار”، كما شغل منصب رئيس جهاز السينما من عام 1961 حتى عام 1971 حين خرج على المعاش.
ويقول داود إن المحور الثالث يدور حول القراءة، من فكرة أستاذ طارق الطاهر، المشرف على المتحف، “كنوع من التشجيع للقراءة عمومًا، وقراءة روايات نجيب محفوظ خصوصًا”، إلا أن داود طوّر الفكرة لتضم المحاور الأخرى، قائلًا:
“أردت جذب أكبر عدد من المشاركين بالمعرض”
وتعد الصور المعروضة نتاج ورشتين للتصوير، إحداهما في جولة تصوير داخل حي الجمالية، والثانية داخل المتحف، حيث نتج عنهما نحو 132 صورة، اختارت لجنة التحكيم منها 50 صورة للمعرض.
وطبقا لداود فإن الإقبال على المعرض كان غير متوقع، خاصة يوم الافتتاح، حيث حضر العديد من المصورين لمشاهدة المعرض، كما اصطحب البعض أطفالهم وأمهاتهم. وأضاف:
“فرحت جدًا عندما رأيت الأطفال يتصورون مع بدلة نجيب محفوظ الزرقاء، شعرت أن هناك نوعًا من التواصل بين الأجيال، وهذا هو المطلوب”