أحدث الحكايا

ابتسام أبو الدهب تحكي: حكاية أسماء فهمي.. صاحبة كلية البنات

امرأة من عائلة ارستقراطية، عاشت في رغد العيش، منذ أن ولدت عام 1906، وحتى كبرت وأصبحت شابة جميلة تسعى إلى أن تصنع فارقًا في حياة من حولها. كانت امرأة ذات فكر تنويري وطموح فيما يخص المرأة وحريتها.. هي أسماء فهمي.

أسماء فهمي

حكايتها

كان والد أسماء فهمي قائد لواء في جيش مصر والسودان. تعلمت منه الالتزام والجدية، فأصبحت رائدة من رائدات الحركة الوطنية والعمل النسوي. ورغم أنها توفيت في سن صغيرة نسبيا (50 عامًا) عام 1956 في حادث مروع حيث انقلبت السيارة التي كانت تقودها في ترعة الزمر بطريق الهرم، فإنها استطاعت أن تقدم الكثير من المساعدات للفتيات من أجل تعليمهن ومنحهن حقوقهن.

 

حياتها ودراستها 

كانت أسماء فهمي من أوائل الفتيات اللواتي التحقن بالجامعة، وذلك عام 1925، حيث التحقت بالجامعة المصرية تحت رعاية طه حسين، وبعدها حصلت على منحة للدراسة في لندن حيث حصلت من هناك علي ليسانس التاريخ ثم ماجستير في علم النفس التعليمي من جامعة لندن عام 1937. ثم سافرت بعد عدة سنوات لإكمال بحوثها التربوية في الولايات المتحدة الأمريكية.

طه حسين

حكاية كلية البنات 

كانت تملك أسماء فهمي قطعة أرض أهدتها إلى الدولة لإقامة صرح تعليمي لتعليم الفتيات مجانا، فكان معهد التربية العالي للمعلمات، الذي أدارته أسماء فهمي بنفسها كأول مديرة له، وكان ذلك في عهد الملك فاروق.

وبعدها، في عام 1950، تم ضم المعهد إلى جامعة إبراهيم باشا الكبير “جامعة عين شمس حالياً”، وفى عام 1956 تغير اسمه إلى “كلية البنات” لتدريس التربية والآداب والعلوم. وكانت أسماء أيضا أول عضو نسائي في مجلس الجامعة.

وتكريمًا لمساعدتها وخدمتها للعلم أطلق اسمها على الشارع الرئيسي الذي تُطل عليه كلية البنات.

رائدة تعليم النساء في مصر

يمكن اعتبار أسماء فهمي أول سيدة مصرية تتقلد مناصب هامة داخل وزارة المعارف، ولم تكتف بتبرعها بأرضها بل ساهمت بمالها الخاص لإنشاء المدارس، وكرست حياتها للتوعية بضرورة تعليم الفتيات بل وكان لها دور في تعليمهن بنفسها، فكانت إحدى طالباتها حكمت أبو زيد، أول سيدة تتقلد منصب وزيرة في مصر عندما اختارها الرئيس جمال عبد الناصر وزيرة للشئون الاجتماعية. 

حكمت أبوزيد

مدرسة أسماء فهمي القومية

تأسست مدرسة أسماء فهمي بشارع أحمد نسيم – الأورمان في الجيزة، لمرحلة التعليم الأساسي (عربي / لغات)، وذلك عام 1954، حيث تم تخصيص أحد قصور العائلة الملكية لإنشائها. وكانت تتبع في ذلك الوقت وزارة التربية والتعليم قبل تشغيل إدارة المعاهد القومية. وقد سميت باسم أسماء فهمي، تكريما لها وتخليدًا لاسمها. 

وليست تلك المدرسة الوحيدة التي تحمل اسم أسماء فهمي، إنما هناك أكثر من مدرسة باسمها على مستوى الجمهورية، كي نتذكر دائما ما منحته للتعليم في مصر. 

بنت النيل

لم يقتصر ما قدمته أسماء فهمي في حياتها على مجال التعليم فقط، إنما واصلت دورها لتصبح واحدة من أبرز وأهم النساء اللواتي حاربن كي تحصل السيدات المصريات على حقهن الانتخابي. 

,تولت منصب نائب رئيس حزب بنت النيل، أول حزب نسائي سياسي في مصر، والذي أسسته وتولت رئاسته درية شفيق للمطالبة بالحقوق السياسية للمرأة. 

مجلة بنت النيل – أبريل ١٩٥٠. أصدرتها الناشطة النسوية درية شفيق

 

وقد شاركت أسماء فهمي في الحركة النسائية التي نادت بدخول المرأة المصرية البرلمان، مقدمة دعمها لكل من سمية فهمي، ونعيمة الأيوبي، ومفيدة عبد الرحمن، التي رشحت نفسها في الانتخابات، وشجعت أماني فريد، الكاتبة والصحفية والرائدة النسوية على إصدار كتابها ”المرأة المصرية والبرلمان”، الذي اعتبرته ثورة على أوضاع النساء.

عن ابتسام أبو الدهب

كاتبة صحفية، تخرجت من قسم الآثار المصرية بكلية الآثار جامعة القاهرة عام 2015، وتستكمل الدراسات العليا لنيل درجة الماجستير بنفس القسم. تعمل في الصحافة منذ عام 2011، في عدد من الصحف المصرية والمواقع العربية، ترأست قسم الأخبار والتحقيقات بجريدة القاهرة عام 2022. وتعمل حاليا بمجلة البيت الصادرة عن مؤسسة الأهرام، ومُعدة بقناة الحياة، كما تعمل كمدربة للأطفال بمشروع "أهل مصر" منذ عام 2019.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *