أحدث الحكايا

لبنى عبد العزيز…حضور لا يغيب

في قلب القاهرة، وبين جدران قاعة “إيوارت” التذكارية بالجامعة الأمريكية بالتحرير، كانت ليلة استثنائية؛ هذه أول مرة أرى الفنانة الجميلة لبنى عبد العزيز عن قرب خارج شاشة التلفزيون، احتفالًا بعيد ميلادها التسعين.

 


 

وصلتُ المكان مبكرًا، وتجولت في المعرض الفوتوغرافي المقام على هامش الاحتفالية. الجدران تزينها صور كبيرة مؤطّرة، بعضها بالأبيض والأسود يعكس بريق الخمسينيات والستينيات، وأخرى ملونة تفيض دفئًا وحيوية. في إحدى الزوايا، يقف تمثال “عروس النيل”، تحيط به إضاءة ناعمة كأنها تحفظه في هالة من السحر.

 

 

خارج قاعة المعرض، وعلى باب المسرح المقام فيه الاحتفال، كان الزحام شديدًا والحرارة خانقة، تختلط رائحة الورود التي أحضرها بعض الحاضرين بعبق المكان العريق. والحاضرون من أجيال مختلفة، متلهفون لرؤية الفنانة.

 

وبعد طول انتظار، أطلت لبنى عبد العزيز، صاحبة التسعين عامًا، أنيقة بطقم أسود أنيق، وكعب عالٍ يزيدها وقارًا، وحقيبة حمراء صغيرة تضيف لمسة حيوية. علت الأصوات لتحيتها، فابتسمت في خجل، وبصوت يحمل مزيجًا من الفرح والدهشة قالت:

 

 “سعيدة أنني ما زلت حية حتى الآن… لأكون معكم”. كانت الجملة بسيطة، لكن وقعها على الحضور كان عميقًا، حيث تبعها تصفيق حار.

 

 

استعادت لبنى مواقف من حياتها الفنية، وعملها مع الإذاعة المصرية وهي طفلة، وتقديمها برنامجًا للصغار لا يزال يقدم حتى اليوم. استعادت أيضًا ذكريات تقديمها للزعيم جمال عبد الناصر في فعالية بالجامعة الأمريكية، وطلبه شخصيًا أن تقدمه مرة أخرى، وحرصها في مشوارها الفني على الأدوار غير التقليدية، مثل دورها في فيلم “أنا حرة”.

 

 

اختتمت الأمسية على مسرح الجامعة الأمريكية بمشهد مؤثر، حين فاجأ الحضور الفنانة الكبيرة بالاحتفال بعيد ميلادها، مرددين أغاني العيد وسط أجواء دافئة، جسّدت مكانتها في قلوب جمهورها وامتنانهم لعطائها الممتد على مدى عقود في خدمة الفن والثقافة.

 

 

عن ابتسام أبو الدهب

كاتبة صحفية، تخرجت من قسم الآثار المصرية بكلية الآثار جامعة القاهرة عام 2015، وتستكمل الدراسات العليا لنيل درجة الماجستير بنفس القسم. تعمل في الصحافة منذ عام 2011، في عدد من الصحف المصرية والمواقع العربية، ترأست قسم الأخبار والتحقيقات بجريدة القاهرة عام 2022. وتعمل حاليا بمجلة البيت الصادرة عن مؤسسة الأهرام، ومُعدة بقناة الحياة، كما تعمل كمدربة للأطفال بمشروع "أهل مصر" منذ عام 2019.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *