هل يحدد العمل هوية الإنسان؟ وإلى أي مدى يجب أن نسمح للعمل بأن يؤثر في حياتنا؟
على مدار حياتي المهنية تنقلت بين وظائف متعددة، وكنت محظوظة إنني أعمل لدى جهات أؤمن بأهمية ما تقدمه، ولكن ظل التساؤل الملح هو أن أجد لنفسي تعريفاً، و تحققاً كفرد خارج هذه المؤسسات وخارج ما يمثله العمل لي.
وقد كان لهذه التجربة الصعبة التي مررت بها، أثرها على كل شيء في حياتي، ودفعتني منذ ذلك الوقت إلى التساؤل عن مدى الارتباط بين عملي، وبيني كشخص أو كيان من ناحية أخرى، واكتشفت من هذه التجربة أن بذل الكثير من الجهد إلى درجة التماهي مع العمل هو أمر شديد الخطورة.
وبما أننا نقضي الجزء الأكبر من وقتنا في العمل، فإن التجارب التي نمر بها هناك تشكل شخصياتنا وكيف نتفاعل مع العالم ، وبالتالي يمكن أن يكون العمل مصدرًا للهوية والهدف، كما يمكنه أن يوفر شعورًا بالإنجاز ويساهم في إحساس الشخص بذاته.
إذن كيف يمكننا حل هذه المعضلة، إذا كنا بالفعل نحب ما نعمل؟ وكيف نجد الشغف في عملنا، ونحقق التوازن مع حياتنا الشخصية في ذات الوقت؟
ربما يكون الحل لإيجاد التوازن بشكل ما من خلال تنمية الشغف تجاه العمل، مع وضع حدود صحية تمكننا من تحقيق حياة مرضية. ينبغي أن نستكشف قيمنا، أن نطور هوايات واهتمامات أخرى خارج إطار العمل، حتى لا يكون لدينا اعتمادية كاملة على العمل طوال الوقت.
ثم تأتي الحدود الواضحة التي تميز بين وقت العمل والوقت الشخصي، والتي يجب أن نهتم بوضعها، بما يسمح لنا بالحضور بشكل كامل في جانبي الحياة
أدرك صعوبة ذلك في الوقت الحالي، بسبب العمل لساعات طويلة، وبعضنا يعمل في أكثر من وظيفة لمواجهة تكاليف الحياة، ولكن يجب أن نتذكر دوماً أن العمل مجرد جزء من حياتنا، لكنه لا يحددنا كأشخاص.