أحدث الحكايا

شهرزاد تحكي: الصراع بين الخير والشر يحسمه كيد النساء

تحكي الأسطورة المصرية القديمة أنه كان هناك شقيقان هما أوزيريس وست، متزوجان من شقيقتين هما إيزيس ونفتيس. كان أوزيريس متزوج من الأولى وأخوه متزوج من الثانية، لكن ست كان دائم الغيرة والحقد ويرى أنه الأحق بالعرش والحظ الجيد عموما، فقرر أن يتخلص من أوزيريس، فدبر له مكيدة وقتله، ولكن زوجته العاشقة إيزيس أعادته مرة أخرى إلى الحياة وأنجبت منه ابنهما حورس الذي سيقود الصراع ضد عمه ست بعد ذلك. 

آلهة الأسطورة الأربعة

قتل ست أخيه مرة أخرى ليستولي على إرثه، وصار إلها للموتى والعالم الآخر، أما إيزيس فقد كرّست نفسها لاستعادة حق زوجها المقتول وحق ابنها في العرش، وقدمت شكاوى إلى محكمة الآلهة الذين انقسموا إلى فريقين؛ فريق يؤيدها والآخر يؤيد ست، واستمر الصراع مستمرا حتى صار حورس رجلا وعزم على هزيمة عمه.

الخير منتصرا

الصراع بين الخير والشر هو صراع أزلي، بدأ قبل آلاف السنين، وهو موجود باختلاف حكاياته في مختلف الثقافات، لكنه فرض حضورا قويا في عقيدة المصريين القدماء من خلال أسطورة الصراع بين حورس وست، وانتقل منها إلى كل الميثولوجيات القديمة، ولكن بأشكال وتفاصيل مختلفة. بل إن الأسطورة نفسها لها العديد من النسخ تبعا للفترة التاريخية التي كُتبت فيها، ولكن الاختلاف يكون في الأحداث والتفاصيل والثابت الوحيد فيها هو انتصار الخير في النهاية.

حورس منتصرا على ست

 

مكيدة وانتصار

في أحد أجزاء الأسطورة، لجأت الأم إيزيس إلى المكيدة وذكاء المرأة الفطري واستطاعت أن تدفع ست إلى الاعتراف ضمنيا بخطئه، فبعد عشرات السنين التي قضتها الأسرة في محاكم الآلهة، قرر “رع” أن تكون المحكمة في جزيرة بعيدة دون حضور الأم، التي قررت بدورها أن تستخدم قدرتها السحرية فتحولت إلى امرأة عجوز وطلبت من أحد البحارة أن يصحبها إلى ابنها في الجزيرة، لكنه رفض فأعطته حلقة ذهبية مقابل الرحلة، فوافق. عندما وصلت إلى الجزيرة، حولت إيزيس هيأتها إلى امرأة شديدة الجمال، فأسرت قلب ست ووقع في حبها.  

وحكت لست حكايتها قائلة: كنت زوجة راعي وأنجبت منه ولدا، وعندما مات زوجي، جاء رجل غريب واستولى على قطعان الماشية، فتساءل ست: كيف يأخذ الغريب القطعان بينما الابن موجود؟! عندها تحولت إيزيس إلى حدأة وأطلقت صرخة قائلة له “تذرف عيناك بسببك أنت، فمك هو الذي تحدث، وحكمتك هي التي أدانتك”. 

وهكذا، كان لإيزيس دور البطولة في الأسطورة بالانتصار على الشر وهزيمته وإرجاع الحق باستخدام ذكائها وحكمتها، بل و”كيدها”، وواصلت محاولاتها بقية القصة حتى استطاعت في النهاية بالفعل أن تجعل ابنها حورس ينتصر وتسلمه أخيرا عرش زوجها.

إيزيس وحورس

عن شهرزاد

المحرر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *