في الثاني عشر من يونيو عام 1907 ولد فريد باسيلي سميكة في الإسكندرية لأسرة مسيحية من الأعيان، وكان عمه هو مرقص باشا سميكة عضو مجلس الشورى ورئيس مصلحة السكة الحديد، وهو من أنشأ المتحف القبطي، كما كان والده باسيلي بك سميكة مديرا للجمارك.
فريد سميكة وسط أصدقائه من الغطاسين
وقد حرص والده على تعليمه في أرقى المدارس بها كما حرص على اختلاطه بأبناء طبقته فالتحق بنواديهم وبدأ في تعلم السباحة كأي سكندري لكنه استهوته تلك الرياضة التي لم تكن معروفة على نطاق واسع وقتها وهي رياضة الغطس التي برع فيها وكان من روادها المصريين.
اشتركت مصر في الألعاب الأولمبية بأمستردام وكان من أوائل المسافرين حين كان في الحادية والعشرين من عمره، وحصل في الأساس على الميدالية الذهبية بمنافسات السلم الثابت حتى أنه تسلم الميدالية، وتم عزف النشيد الوطني المصري.
بعد يومين تم سحبها منه وحصوله على الفضية بعد أن اعترض ممثلو الغطاس الأمريكي صاحب المركز الثاني بيتي ديسجارينز، وبعد ذلك اجتمع حكام المنافسة للتصويت على القرار ليتم منح ديسجارينز الذهبية!
ورغم أن مدربه الأمريكي نفسه اعترض على القرار، فإن فريد تقبّل النتيجة وسلم الميدالية الذهبية. لاحقًا، شارك في منافسات السلم المتحرك (3 متر)، وحصد فيها الميدالية البرونزية، ليعود لمصر بميداليتين تاريخيتين.
لم يكن هذا الإنجاز شخصيًا فقط، بل جزءًا من تألق مصري نادر في تلك الدورة، حيث أحرز السيد نصير ذهبية رفع الأثقال، والمصارع إبراهيم مصطفى ذهبية أخرى، فيما وصل فريق كرة القدم إلى نصف النهائي محققًا المركز الرابع، وهو إنجاز لم يتكرر.