شهرزاد
في ليلة احتفالية أقامتها جمعية محبي الشيخ إمام للفنون والآداب، احتفى خلالها الحضور بتراث الراحل الكبير الشيخ إمام عيسى في المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية.
بدأت فعاليات اليوم بصالون ثقافي أداره الباحث محمود عزت أمين، الذي وصف تراث الشيخ إمام بـ “الحافل والغزير”، مضيفًا أنه عبّر عن القضايا الاجتماعية للواقع المصري، وكان من أصدق الألسن المعبرة عن إيمان المصريين بقضية فلسطين”. ولفت إلى أن التسجيلات الصوتية التي قدمها الشيخ إمام عبر الإذاعة لا يتواجد منها سوى 12 حلقة فقط، بينما فُقدت 28 أخرى.
مشاعر النوستالجيا كانت هي المسيطرة على الندوة. كنا نستعيد ذكريات كثيرة أثناء الحديث، فيما تساءل البعض حول لقب “الشيخ” إمام، فحكى الشاعر زين العابدين فؤاد أن إمام حصل على اللقب بسبب التحاقه بالأزهر، والطريف أنه فُصل بعد ذلك بسبب جلوسه على مقهى.
لم أكن مجرد مستمعة، بل وجدت نفسي أبتسم أحيانًا وأشرد أحيان أخرى، خاصة عندما حكى المفكر نبيل عبد الفتاح، مستشار مركز الأهرام للدراسات، عن ثنائية الشيخ إمام والشاعر أحمد فؤاد نجم، اللذَين نجحا سويًا في أن يكونا من نجوم الأغنية البديلة في سوق الكاسيت، الذي ساعد بدوره على نشر الأصوات الخارجة عن السلطة حينذاك.
كانت أصوات الحاضرين تتداخل مع مقاطع أغانيه التي تُعرض، وكأنها دعوة صامتة لاستعادة تلك الروح المتمردة التي ميّزت موسيقاه. حينها تحدث الموسيقار عن الشيخ إمام كملحن موسيقي. وفاجأ الحضور بإعلان مشروع يعيد تقديم أعمال الشيخ إمام بشكل أوركسترالي عصري، في ألبوم سيُطلق على كافة المنصات الرقمية، نهاية الشهر الحالي.
الشيخ إمام
بينما كانت ألحان الشيخ إمام تملأ القاعة وتتسلل إلى قلبي قبل أذني، تذكرت أنه وُلد عام 1918، وأصبح بصوته وأغانيه أيقونة للفقراء والمهمشين، وناقدًا للسلطة، مقدّمًا روائع مثل “جيفارا مات” و”البحر بيضحك ليه”، وباقيًا رمزًا للنضال حتى رحيله عام 1995.
