دخلت درية شفيق السفارة الهندية فجأة ودون إنذار مسبق، وأعلنت عزمها الإضراب عن الطعام حتى الموت واستمرت في الإضراب لمدة 11 يوما، وفى 17 فبراير حملوها إلى بيتها وتحت ضغط الأسرة أنهت إضرابها وقيدوا خطواتها، وكانت أجهزة الدولة منذ عام 1957 تحاصرها وتحدد إقامتها في بيتها وتغلق اتحاد بنت النيل وكل المجلات التابعة لها.
وبعد عشر سنوات على عزلها، صدرت أحكام بسجن زوجها الذي كان معروفا بتعاطفه مع الوفد، لأشهر عديدة لاتهامه بالتحضير لعمل تخريبي، ثم وُضع اسمه على لائحة الحظر من دخول البلاد،وتم الطلاق بينها وزوجها عام 1967، وبذلك غرقت في عزلة كاملة.
ومن داخل هذه العزلة خاصة بعد طلاقها وزواج ابنتيها وسفرهما، بدأت درية شفيق في الترجمة والكتابة حيث إنها استكملت مابدأته من إصدارها عدة دوريات أدبية منها: مجلة المرأة الجديدة،ومجلة بنت النيل، ومجلة الكتكوت الصغير للأطفال، وهي إصدارتها قبل العزل، أما في سنوات العزلة فقد ترجمت درية شفيق معاني القرآن الكريم إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، كما ألفت عدة دواوين شعرية وكتب إضافة إلى مذكراتها الخاصة.
كانت درية شفيق واحدة من أبرز المناضلات المصريات اللاتي ركزن أهدافهن في الحقوق الدستورية للمرأة، حيث ساعدت المرأة المصرية على أن يكون لها حق الانتخاب والترشيح عن طريق تعديل مواد الدستور المصري، وإصلاح قانون الأحوال الشخصية، كما كانت واحدة من أولئك اللائي يطبقن ما يعتقدن فيه على أنفسهن، ويمكن أن نقول إنها أول مصرية تشارك في مسابقات الجمال من قبيل تطبيق أفكارها الليبرالية على نفسها على الرغم من رفض كل من أحاط بها لهذا الاشتراك.
وكان شعارها الذي تعلنه دائما هو:
“لن يُعطى أحد الحرية للمرأة إلا المرأة نفسها“
ووصفتها إذاعة مونت كارلو بأنها في وقت ما كانت “الرجل الوحيد في مصر“، كما احتفل محرك البحث جوجل بذكرى مولدها الثامنة بعد المائة في ديسمبر من عام 2016.
توفيت في 20 سبتمبر عام 1975 إثر سقوطها من شرفة منزلها فيحي الزمالك بمدينة القاهرة، وقيل إنها انتحرت بعد عُزلة تامة لمدة 18 عاما.
ويمكنكم قراءة الأجزاء السابقة من هذا المقال عبر الروابط التالية 👇🏻
درية شفيق ..ملكة النضال والجمال (٢)
درية شفيق.. ملكة النضال والجمال
درية شفيق ..ملكة النضال والجمال (٢)