«نحن ممتنون للغاية لدعوتنا لأن نكون ضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب 2024، ويشرفنا أن نكون جزءًا من هذا الحدث المهم، فمصر أم الدنيا، بتاريخها وثقافتها الفريدة، وألهمت العالم بالعلم والفنون منذ آلاف السنين”. هكذا عبرت السفيرة هيلدا كليميتسدال، سفيرة المملكة النرويجية بالقاهرة عن سعادتها بوجود النرويج كضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب 2024. وفي الحكاية التالية تفاصيل هذه المشاركة.
التخاطب مع ثقافة شمال أوروبا
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب الذي أقيم اليوم الأحد 14 يناير، وأوضحت خلاله وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني أن وجود مملكة النرويج ضيف شرف على المعرض هذا العام، هو اتجاه للثقافة العربية نحو التخاطب مع ثقافة شمال أوروبا، وتعريف الآخر بالإبداع المصري والعربي، مما يتيح آفاقًا رحبة للتبادل الثقافي، والإبداعي، والتفاعل المباشر بين المبدعين والجمهور، بمختلف مشاربه وروافده الثقافية، وهو حرص وزارة الثقافة على العدالة الثقافية في الداخل، والانفتاح على الثقافات الإنسانية.
وفي كلمتها قالت السفيرة هيلدا كليميتسدال، سفيرة المملكة النرويجية بالقاهرة: «يسعدني جدًا زيارة صاحبة السمو الملكي الأميرة ميته ماريت، زوجة ولي العهد بالنرويج، لمصر، وحضور معرض القاهرة الدولي للكتاب، برفقة وزير خارجيتنا، السيد إسبن بارث إيدي».
وأوضحت سفيرة النرويج، أن المشاركة رفيعة المستوى تُعد شهادة على أهمية العلاقات الثنائية في المجالات كافة بين البلدين، مشيرة إلى أن مشاركة صاحبة السمو الملكي الأميرة ميت ماريت، بوصفها سفيرة الأدب النرويجي على المستوى الدولي، وبخاصة أنها قارئة شغوفة وتحرص على نشر القراءة للأجيال الجديدة.
وأكدت كليميتسدال، أن معرض القاهرة الدولي للكتاب، يمثل فرصة عظيمة لتقديم مجموعة واسعة من الأدب النرويجي في مصر والعالم العربي، نظرًا لكونه واحدًا من أكبر معارض الكتب على مستوى العالم، الذي يزوره الملايين من محبي القراءة، كما نعتبره بوابة مهمة لترويج الأدب والفن والثقافة النرويجية للجمهور العربي.
وأشارت كليميتسدال، إلى أن الكتب المترجمة تقرب بين دول العالم المختلفة، وتسمح بتوسيع فهمنا لبعضنا البعض، واكتساب تجارب جديدة، ويتمتع الأدب بقدرة فريدة على مد الجسور بين الثقافات، وتعزيز التعاون عبر الحدود. وقالت موضحة: “إن ترجمة الكتب من النرويجية إلى العربية تحدٍ كبير، وهدفنا كضيف شرف هنا في القاهرة هو تعزيز هذا الجهد، وأن تسير الترجمات في الاتجاهين، بحيث يصبح المزيد من الأدب العربي متاحًا للجمهور النرويجي، ونأمل أن يؤدي اللقاء بين الأدباء من النرويج والقراء العرب في معرض القاهرة للكتاب، إلى جلب المزيد من المعرفة حول عالم الثقافة العربية إلى النرويج”.
وتابعت كليميتسدال،: «ومن خلال دورنا كدولة ضيفة، نريد إشعال متعة القراءة، وإظهار أهمية القراءة للأطفال من جميع الأعمار؛ من خلال تسهيل التواصل بين صُنّاع النشر في مصر والنرويج، لتعزيز عملية الترجمة من اللغة النرويجية إلى العربية، وتحفيز الحوار بين الجمهور النرويجي والعربي».
مؤلفو النرويج في القاهرة
وأوضحت، أن النرويج تمتلك العديد من المؤلفين العالميين المقرر مشاركة البعض منهم في فعاليات المعرض ولقاء القراء المصريين والجمهور الناطق باللغة العربية، ومشاركة بموضوعات حول القضايا المهمة في عصرنا، مثل: «الاستدامة، وتغير المناخ، والبيئة، والمساواة بين الجنسين».
وأكدت أن البرنامج الثقافي لضيف الشرف، يمتد على مدى 13 يومًا، كل يوم، يتم التركيز على مؤلف نرويجي وأعماله الأدبية، فالعديد من المؤلفين الذين يشاركون في البرنامج الأدبي لهم منشورات حديثة من قبل ناشرين مصريين أو عرب، وسينضم المؤلفون والباحثون والصحفيون والناشرون والعلماء المصريون إلى المحادثات في البرنامج، كما سيتم التركيز بشكل خاص على أدب الطفل من خلال مشاركة عدد من المؤلفين ورسامي كتب الأطفال النرويجيين في الفعاليات، لما يلعبه أدب الطفل من دور محوري في تشكيل العقول الشابة، وتعزيز الخيال، وغرس القيم، ووضع الأُسس لحب القراءة والتعلم مدى الحياة.
وأشارت إلى أنها تأمل في أن تتم ترجمة أعمال “يون فوسه” الحائز على جائزة نوبل إلى اللغة العربية، لإتاحتها للجمهور المصري والعربي للتعرف على أعماله في معرض الكتاب، مؤكدةً أن معرض القاهرة الدولي للكتاب بمثابة منطقة حوار لممثلي الدول العربية والضيوف النرويجيين، والأداة المثلى لبناء جسور قوية بين البلدان.