أحدث الحكايا

«خوفو وذات العيون الذهبية» رواية زاهي حواس الأولى.. عن “المصرية اللبنانية”

سرد د. زاهي حواس العديد والعديد من الحكايا عن تاريخ مصر القديمة التي ساهم في الكشف عن الكثير من كنوزها التي لا تثّمن، كما ساهم بالتعريف عن مصر القديمة في الكتب والمقالات والأعمال المصورة على اختلافها، لكنها المرة الأولى التي يختار فيها الرواية والحكاية ليمزج الحقيقة بالخيال معتمدا على الإرث الحضاري المصري الذي لا يوجد له مثيل.

في روايته الأولى، التي تصدر عن دار المصرية اللبنانية بالتزامن مع انطلاق الدورة الـ 55 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، يعود حواس إلى الملك خوفو متخذا منه بطلا لروايته التي تصدر تحت اسم «خوفو وذات العيون الذهبية».

حكاية الرواية

بعد أن قدَّم للعالم الحضارة المصرية في أعظم تجلياتها، عبر مقالاته وأسفاره ومشاركاته الدولية ولقاءاته الإعلامية ها هو الدكتور زاهي حواس يخلع معطف عالم الآثار ويرتدي، للمرة الأولى، معطف الروائي، حيث أصدرت الدارُ المصرية اللبنانية روايته “خوفو وذات العيون الذهبية”، بمشاركة فيرنيك فيرنوي، وقد ترجمتها عن الفرنسية الدكتورة نادية شامة.

يصحبُنا الدكتور زاهي وفيرنيك في رحلة مثيرة إلى الماضي، إلى عصر الملك العظيم خوفو، بلغةٍ سلسلةٍ ورائعةٍ وبوصفٍ شيِّقٍ ومثيرٍ لنعرف كيف عاش خوفو صباه وشبابه، حيث كان يطيب له الخروج إلى الشوارع وارتياد الحانات، متخفِّياً في هيئة رجل عادي، لا تحيط به مظاهر الأُبَّهة، ليعرف ماذا يقول الناس عن أبيه العظيم الملك سنفرو، وكيف يروون القصص بمبالغاتٍ عن حياة القصر ودهاليز الحُكم ومحظيات الحريم. تُطلِعُنا الرواية على علاقة خوفو بأبيه الملك سنفرو وكيف نقل إليه تعاليمه وعلى رأسها ضرورة إرساء الماعت-العدل في حكمه، كما تطلعُنا على علاقته بأمِّه، المرأة القوية المتسلطة التي تدير مؤسسة الحريم باقتدار فلا تنحرف واحدة من المحظيات لحظةً واحدةً خارج مدارها.

وفي سيناء حيث أرسله أبوه ليخشوشن ينجو خوفو بمعجزة من فخِّ بعض القبائل المناوئة، ورغم غضب الملك سنفرو من خوفو بسبب تجاوزه عمَّه قائد الجيش وتحركه من تلقاء نفسه، للقضاء على الخونة في معقلهم، إلا أن خوفو أصبح أسطورة في الحكايات الشعبية، أسطورة حيَّة يتناقل الناس حكاياتها، وها هي الفرصة تأتي إليه على طبق من ذهب ليصبح الملك الخالد بعد رحيل أبيه وصعوده إلى السماء واندماجه بالإله العظيم “رع”، فيفكِّرُ في بناء صرح عظيم، هو الهرم الأكبر، ليتجاوز في نظام معماره وفي ارتباطه بحركة النجوم وفي ضخامته أيَّ بناء مصري عظيم آخر بما فيها هرم أبيه سنفرو..

تقرِّبُنا الرواية بحرفيةٍ كبيرةٍ وبقدرةٍ فذَّةٍ على التصوير من الصراع النفسي الذي يدور داخل أحمس، وهو يتعرض لخيانات متعددة، أولها من أخته التي صارت زوجته، وثانيها من كاهن معبد “رع” وثالثها من إحدى المحظيات فائقات الجمال، لكن خوفو كان حذراً، ينام مفتوح العينين، يرى الأشباح، ويسمع الهمس البعيد، وكما كان رجلاً حنوناً رومانسياً يُغدِقُ مشاعره بلا حساب، كما ظهر في علاقته بالفتاة الفلاحة التي ستصبحً أمَّ ابنه خفرع، إلا أنه كان رجلاً قاسياً شديد البطش، يعرف أن للخلود ثمنه، فلم يتورع عن إخراس المناوئين، حتى لو كانوا يتستَّرون خلف الآلهة.

في هذه الرواية سترى بصدقٍ الواقع المصري القديم في أجمل صوره، فيه النبلاء أصحاب الدم الملكي الأزرق وفيه العامة، فيه الأساطير وفيه السحر.. وهكذا تكتسب تلك الرواية مذاقها الفريد من الثنائيات، الواقعية المفرطة والخيال الكبير، البطش واللين، العادي والساحر، النور والظلمات، الإنسان والآلهة، الحب والكراهية، الحنان والقسوة، وكذلك الرغبة في امتلاك الدنيا والعالم الآخر.

May be an image of 2 people and text

حكاية زهي حواس

حكاية زاهي حواس مع الآثار طويلة وممتدة فهو يعد من أبرز علماء المصريات في مصر، وهو وزير دولة سابق لشؤون الآثار. كما عمل في المواقع الأثرية في دلتا النيل، والصحراء الغربية، ووادي النيل.

 

ولد حواس في قرية صغيرة بالقرب من محافظة دمياط بمصر تسمى بقرية العبيدية. على الرغم من أنه كان يحلم في الأصل بأن يصبح محاميًا، حصل على درجة البكالوريوس في الآداب في الآثار اليونانية والرومانية من جامعة الإسكندرية بمحافظة الإسكندرية في عام 1967. في عام 1979، حصل حواس على دبلوم في علم المصريات من جامعة القاهرة. عَمل زاهي حواس في الأهرامات كمفتش، وهو مزيج من المدير وعالم الآثار. عندما كان يبلغ من العمر 33 عامًا، حصل على زمالة فولبرايت في جامعة بنسيلفانيا في فيلادلفيا لدراسة علم المصريات، وحصل على درجة الماجستير في الآداب في علم المصريات والآثار السورية الفلسطينية في عام 1983، وعلى درجة الدكتوراه في علم المصريات في عام 1987 من مجموعة الدراسات العليا في الفن والآثار في عالم البحر الأبيض المتوسط أو (AAMW). وبعد عام 1988 درس حواس علم الآثار، والتاريخ، والثقافة المصرية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وجامعة كاليفورنيا (لوس أنجلوس).

ومن هنا انطلق حواس في مسيرة مهنية ثرية امتدت لعقود، ساهم فيها في العديد من الاكتشافات الأثرية وأثرى المكتبة العربية والإنجليزية بالعديد من الكتب في شتى الموضوعات عن مصر القديمة، كما شارك في العديد من البرامج والأفلام الوثائقية التي تتخذ من مصر القديمة موضوعًا لها.

عن شهرزاد

المحرر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *