أحدث الحكايا

حكايا بابل.. حين تتكلم شهرزاد بكل اللغات

خلال ما يقرب من الربع ساعة أسبوعيا، تذاع حلقة جديدة من حلقات بودكاست “حكايا بابل” التي ينتجها محكى شهرزاد.


يكشف هذا الموسم من
“حكايا بابل”، كيف تنقلت حكايات ألف ليلة وليلة بين الثقافات واللغات المختلفة حول العالم، فيتتبع مسار تلك الحكايات التراثية، لنكتشف معًا -نحن المستمعون- كيف استطاعت قصص “ألف ليلة وليلة” أن تعبر حدود الزمن والثقافات، وكيف تفاعلت الترجمة مع هذا التراث الأدبي الخالد.

 

منى أبو النصر رئيس تحرير محكى شهرزاد

 

تحكي لنا منى أبو النصر، كاتبة الحلقات ورئيس تحرير المحكى، عن الفكرة الرئيسية لـ “حكايا بابل”. تقول:

 

“البودكاست ينطلق من فكرة الترجمة؛ كيف نشأت وتطورت، وكان لابد أن نربطها بإحدى أعظم الحكايات التراثية في الأدب الإنساني، وهي ألف ليلة وليلة. خلال هذا الموسم نسافر مع شهرزاد من لغة إلى أخرى، ونشهد كيف استطاع هذا النص التراثي أن يجوب العالم عبر الترجمة، وكيف أثرت حكاياته في الأدب العالمي وذاكرته الثقافية”.

 

حيث تروي شهرزاد قصصها بكل اللغات تقول منى أبو النصر إن الحلقات بالنسبة لها، ليست مجرد قصص تُكتب عن تاريخ ترجمات ألف ليلة وليلة في العالم، إنما مشروع إبداعي متكامل، يجمع بين الجانب المعرفي (المعلومات التاريخية)، والجانب التشويقي (الموسيقى المناسبة، لحظات الصمت، مداخلات صوتية بصوت نقاد مختلفين، اسكتشات تمثيلية).  

 

تحكي منى:

 

البودكاست يمنحنا مساحة للحكي الشفهي، وهنا يكمن التحدي، فالحلقة يجب أن يتوفر بها إيقاع الحكاية، لذا أحرص دائما أثناء الكتابة كيف أوصل الأفكار في قالب قصة، فأكتب النص بشكل أدبي أولا، ثم أعيد كتابته ليلائم طبيعة النص المسموع.

 

خلال الاستماع إلى حلقات حكايا بابل، تبدأ الرحلة بأنغام موسيقى ألف ليلة وليلة التي ألّفها الموسيقار الروسي الشهير كورساكوف، لتكون المدخل السحري لعالم البودكاست. ومن هناك، ينفتح الحديث على ألف ليلة وليلة بوصفها نصًا عالميًا، يتقاطع مع ثقافات وأزمنة متعددة.

 

داخل الحلقات، نسمع أصوات نقاد يتحدثون عن أثر هذا النص العالمي في الأدب، من بينهم صوت الناقد أحمد إبراهيم الشريف الذي يعلّق على حضور الحكايات في مخيلة الأدباء الغربيين وتأثرهم بها.

 

المذيعة والراوية مها الجمل

 

جزء مهم من التجربة أيضًا هو صوت مها الجمل، التي تحكي الحلقات بصوتها المميز، إلى جانب مقاطع من بودكاست “حكايات شهرزادالتي أذيعت شهر رمضان الماضي بصوت منى الشايب.  

 

كل هذه العناصر تُدخل المستمع في أجواء ألف ليلة وليلة، حيث تتداخل المعلومات التاريخية مع مقاطع الحكايات، فيتولد عالم يجمع بين المعرفة والسحر معًا.شغف وأداء وفهم أعمق، هذا ما تشعر به مها الجمل، المذيعة وراوية الحكايات، خلال تسجيلها لحلقات البودكاست.

 

تحكي مها :

 

الصوت هو الوسيلة الأقرب لإحياء الحكايات؛ فالبودكاست يصل مباشرة إلى المستمع أينما كان، في طريقه أو أثناء يومه العادي. “الصوت إحساس”، كما تقول، فهو قادر على نقل المشاعر وفهم القصة بطريقة لا يحققها أي وسيط آخر”.

 

ومع انتقال التجربة من موسمها الأول إلى الثاني، اكتسبت الحكايات بعدا آخر؛ النصوص لم تعد مسموعة فقط، بل أضيف إليها بعد بصري من خلال الرسوم والجرافيك. كما انفتحت الحلقات على النصوص العربية والشرقية، لتجاور الأدب الغربي وتقدّم رسائل جديدة عن الأدب بوصفه لغة مشتركة بين الحضارات.

 

 

الحكايات بالنسبة لها ليست مجرد تسلية، بل مخزن للحكمة والمعاني التي ما زلنا نحتاجها اليوم. فإحياء هذه النصوص يتطلب رحلة بحث طويلة وصبرًا على جمع الترجمات. وحين تسجّل مها الحكاية، لا تنظر لنفسها باعتبارها “الحكّاءة” فقط، بل كأنها مستمعة تسمع القصة لأول مرة؛ تعيش الدهشة وتستمتع بها، لتستطيع أن تنقلها بصدق إلى الآخرين.

 

 

عن ابتسام أبو الدهب

كاتبة صحفية، تخرجت من قسم الآثار المصرية بكلية الآثار جامعة القاهرة عام 2015، وتستكمل الدراسات العليا لنيل درجة الماجستير بنفس القسم. تعمل في الصحافة منذ عام 2011، في عدد من الصحف المصرية والمواقع العربية، ترأست قسم الأخبار والتحقيقات بجريدة القاهرة عام 2022. وتعمل حاليا بمجلة البيت الصادرة عن مؤسسة الأهرام، ومُعدة بقناة الحياة، كما تعمل كمدربة للأطفال بمشروع "أهل مصر" منذ عام 2019.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *