في قلب وسط البلد، وعلى مقربة من ميدان طلعت حرب، يقف “أتيليه القاهرة” بعراقته وبصفته واحدًا من أقدم بيوت الثقافة والفن في مصر. المبنىُ، بطابعه العتيق، يطلّ بواجهته الكلاسيكية على شارع كريم الدولة، وتستقبلك بوابته الخشبية الكبيرة التي تقود إلى ممر واسع تفوح منه رائحة الكتب والدهانات القديمة.
في أجواء خفيفة ومرحة، أُقيمت داخل الأتيليه مناقشةُ رواية “الخواجاية” للكاتبة فيموني عكاشة، في صالون ثقافي أقيم منذ أيام، ناقشها الناقد أسامة عرابي، وعزةُ رياض مقررة لجنة الأدب بالأتيليه.
دار النقاش حول أجواء كتابة الرواية ودوافع فيموني إليها، حيث سردت فيها أحداثًا ومواقفَ من سيرة ذاتية خاصة بوالدتها، التي اختارت مصر وطنًا لها منذ أواخر الخمسينيات وحتى سنواتها الأخيرة.
في أتيليه القاهرة، حيث يمتزج دفء المكان التاريخي بأصوات الحوارات الفكرية، اجتمع الحضور داخل قاعة الندوات المتوسطة الحجم، المزيَّنةُ جدرانُها بلوحات لفنانين مصريين ورواد تشكيليين، بينما أضفت الإضاءة الناعمة على المشهد حميمية خاصة. أمام المنصّة البسيطة، جلست الكاتبة فيموني عكاشة لتتحدث عن عملها “الخواجاية”، الاسمُ الذي طالما تردّد على مسامعها في مدينة المحلة الكبرى عن والدتها الهولندية جيردا.
كبرت فيموني، وظل الاسمُ يلازمها محمّلًا بذكريات لا تُحصى، خصوصًا بعد رحيل والدتها، فقررت أن تكتب سيرتها في كتاب يحمل ذلك الاسم الذي ارتبط بها وبحكاياتها في مصر. تبع العرضَ حوارٌ مفتوح بينها وبين الحضور، تناول تفاصيل الرواية ومواقف منها، فيما شارك بعض الضيوف شهاداتهم الشخصية عن بطلة الرواية، إذ كانوا قد عاصروا بعض المواقف التي وردت في العمل.
وروت فيموني أنها استغرقت عامًا ونصفَ عام في كتابة الرواية، على عدة مراحل، مشيرةً إلى دعم الدكتور محمد المخزنجي الذي شجعها على النشر بعد قراءته للمسودة الأولى، وكتب مقدمة الرواية.