الفوتوغرافيا في مصر من الأرمن إلى صبري ..نهاية حقبة

محمد صبري هو الابن الأصغر للمستشار أحمد محمد صبري، أحد المحققين في قضية “ريا وسكينة”، ووالدته جميلة حكمت الأرناؤوطي، إحدى رائدات الحركة النسائية ورفيقة درب هدى شعراوي.

unknown.jpg

المصور محمد صبري – من تصويري

 

تعرفت إلى محمد صبري عام 2017، وقتها كان صبري في الرابعة والتسعين من عمره، حدثني عن بداياته مع التصوير، يقول: “أهديت إحدى لوحاتي إلى شقيقتي الكبرى، وعندما أرادت بيع الفيلا، كان المشترى هو المصور الشهير “ألبان” مصور العائلة المالكة في بلجيكا والذى توقف عند اللوحة كثيرًا وسأل عن مصدرها وقد أبدا دهشته؛ فهو يعرف جميع الرسامين ولا يتذكر لمن ترجع هذه اللوحة! فأجابته إنها لشقيقي الأصغر، في هذه اللحظة طلب ألبان رؤيتي”.

أثنى ألبان على موهبته، ونصحه باحتراف التصوير الفوتوغرافي. لاحقًا، تعلّم صبري على يد المصور الأرمني “أرمان”، الذي رشّحه للعمل مع إميل زيدان لتأسيس قسم التصوير بالمؤسسة.

IMG_0034-2-227x300.png

إميل زيدان

في البداية، رفض صبري العمل تحت رئاسة أحد في “أخبار اليوم” وغادرها، ليعود من بوابة أخرى بعد أن اختاره زيدان ليكون مسؤولًا عن قسم التصوير الجديد، في وقت كانت المؤسسة تعتمد على مصورين أجانب من خارجها.

IMG_0032.jpeg

الاستديو الخاص بالمصور أرمان في القاهرة

يتذكر صبري تلك الفترة قائلًا: “في البداية أخفيت خبر رئاستي للقسم حتى لا يتضايق المصورون الأكبر سنًا، لكنني لم أحتمل معاملتي كصبي، فطلبت إعلان الخبر، وبدأت أتعلم الفرنسية لمتابعة كل جديد في فن التصوير”

جزء-من-مقتنياتي-2-300x222.jpeg

مقتنياتي 

رحل محمد صبري في أكتوبر 2018، عندما علمت بخبر رحيله بعد عامين حزنت بشدة، فلم أكن على قدر ذلك الحب، ولم أبادله شغف الصورة في حياته، وربما ما أمر به الآن هو حق الزيارة الطيبة التي استقبلني خلالها المصور الكبير محمد صبري؛ فإن كان سيصل إليه كلامي بأي طريقة كانت – إن وجدت مثل تلك الطريقة – يجب أن تعلم أنني جمعت مئات الصور الفوتوغرافية خلال عام كامل من أسواق الكتب والمقتنيات القديمة والمستعملة، وأنني أفرزها الآن باحثا عن تاريخ آخر غير الذي نقرأ في الكتب!

الجزء الأول والثاني من المقال في الروابط التالية :

الفوتوغرافيا في مصر من الأرمن إلى صبري

الفوتوغرافيا في مصر من الأرمن إلى صبري-مصور مصر الأول

 

 

 

 

 

 

 

 

عن سامح فايز

كاتب وصحفي مصري، من مواليد 1985. تخرج في كلية الحقوق جامعة عين شمس 2007. عمل بالمحاماة قبل أن يتفرغ للصحافة الثقافية، وعمل بأقسام الثقافة في صحف مثل "المصور" و"فيتو" و"التحرير" و"البوابة نيوز" و"القاهرة" و"الهلال". رأس تحرير بوابتي "كُتب وكتَّاب" و"الشباك" الثقافيتين. وصدر له: كتاب "جنة الإخوان: رحلة الخروج من الجماعة" سيرة ذاتية، ورواية "أسوار القرية"، وكتاب "رحلة يوسف"، وكتاب نقدي بعنوان "بيست سيلر – حكايات عن القراءة"، وفاز الأخير بجائزة ساويرس في النقد الأدبي دورة 2020.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *