نافذة على الأدب السلوفاكي..نهضة لغوية

د.خالد البلتاجي :

كان القرن الثامن عشر شاهدًا على ميلاد الروح الوطنية. بدأت الكتابة تتطور على يد أدباء أمثال يوراي بابانك ويوراي سكلينار، وبدأت سلوفاكيا تظهر بوصفها شريكًا مؤسسًا في الإمبراطورية النمساوية المجرية الوليدة، التي ظهر السلوفاك فيها كلاعبين أساسيين جنبًا إلى جنب مع المجريين الغزاة. وأسهمت الكتابات التي سارت في هذا النهج في تكوين الأسس التي انطلق منها الأدباء السلوفاك في الفترات اللاحقة، ممن كتبوا باللغة السلوفاكية.

شكّل حكم الإمبراطور يوسف الثاني (1780–1790) وأمه ماريا تيريزا (1740–1780) للإمبراطورية النمساوية المجرية حدًا فاصلًا، إذ عملا على تحطيم نظام الحكم القديم (الإقطاعي الجائر)، والتأسيس لحقبة جديدة تمثلت في الحقبة الصناعية الرأسمالية.

ومن العلامات البارزة على ميلاد هذه المرحلة الجديدة في الحياة الأدبية، التوجهُ إلى خلق ارتباط بين المجتمع اللغوي والحدود السياسية. فقد بدأت الطبقة العليا المجرية في التطلع إلى وحدة لغوية داخل المجتمع السياسي، استجابة لرغبة الإمبراطورية في جعل اللغة الألمانية لغةً رئيسية تحل محل اللغة اللاتينية. وفي الوقت نفسه، كان الإمبراطور يوسف الثاني يميل إلى تشجيع اللغات المحلية لخدمة الطبقات الأقل تعليمًا.

نافذة على الأدب السلوفاكي..ترنافا بين الإيمان والفن

في هذا السياق، بدأ استعمال اللغة السلوفاكية بصورة رسمية في النصوص الدينية التي كانت تُكتب سابقًا باللغة التشيكية، وذلك في مدينة ترنافا غرب سلوفاكيا خلال القرن الثامن عشر. واستمرت هذه العملية بقيادة يوسف إغناك بيزا (1745–1836)، الذي سجّل قدراته اللغوية في رواية فريدة بعنوان مغامرات وتجارب الشاب رينيه (1783–1785). تصوّر الرواية حياة المشردين وتحمل في طياتها عناصر ساخرة، حيث يسافر البطل إلى بلاد أجنبية وإلى سلوفاكيا أيضًا، انطلاقًا من فيينا وحتى حدود مدينة ترنافا، ملاحظًا خلال رحلته حياة الناس في تلك البلاد.

نافذة على الأدب السلوفاكي..الازدهار الثقافي والفني

نافذة على الأدب السلوفاكي.. الحياة الأدبية منذ القرن الثامن الميلادي

عن شهرزاد

المحرر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *